صفحة الكاتب : علاء كرم الله

رسائل الحكام الطغاة وبقايا أنظمتهم العراق نموذجا!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أذا كان صدام حسين رئيس النظام السابق في العراق قد قالها علانية وعبر وسائل الأعلام بأنه يحلم من يستلم الحكم في العراق بعد حزب البعث، وأن حدث ذلك فأنه سيستلم عراقا مدمرا!، ففي حقيقة الأمر أن جميع رؤوساء الدول العربية (التي طالها التغيير) كانوا مؤمنين ويعملون بهذا المفهوم اللاأنساني واللاوطني وأن لم يعلنوا ذلك جهارا وعبر وسائل الأعلام!، فشعار الحكام الطغاة هو أما نحن أو الطوفان!. وماجرى في العراق من بعد سقوط النظام السابق ولحد الآن وكذلك في الدول العربية التي طالها التغيير( ما يسمى بالربيع العربي) من فوضى وأضطراب هو خير دليل على ذلك. فلم تعد (عبارة أزلام النظام السابق) مقتصرة على بيانات الحكومة العراقية فقط عند حدوث أية أعمال أرهابية، بل صرنا نسمع هذه العبارة في وسائل الأعلام الليبية والتونسية والمصرية!. حيث يعمل بقايا تلك الأنظمة التي سقطت على أحداث القلاقل والمشاكل وبث الأشاعات المغرضة التي تزيد الأجواء أضطرابا وأفتعال الأزمات والقيام بأعمال أرهابية خارجة عن القانون بتدمير مؤوسسا ت الدولة ونهبها وحرقها والأعتداء على المواطنين وزعزعة الأمن بأشاعة حالة من الخوف بين الجماهير. فكما لا يوجد حاكم  أحبه كل الشعب فأيضا لا يوجد حاكم كرهه كل الشعب! بغض النظر عن سياسته في كيفية أدارة شؤون البلاد والعباد بديمقراطية وحرية كانت أم بدكتاتورية وبقبضة حديدية . والشيء الذي يميز الأنظمة الدكتاتورية دائما هو أعتمادها على فئة وشريحة من المجتمع وبحسب أنتماءات حزبية ومذهبية وعشائرية أو لصلة قربى وذلك لأحكام السيطرة على مقاليد الحكم ودائما ما تمسك هذه الفئة والشريحة المفاصل العليا في القيادات العسكرية والأمنية والأستخبارية والأجهزة الخاصة وذلك لضمان بقاء الحكم وأحكام سيطرته وقمع اية معارضة كانت، ( كل الدول العربية سواء التي طالها التغيير أم لم يطلها بعد تعتمد هذا النهج في حكمها!!). فرؤوساء الأنظمة العربية التي طالها التغييرسواء بتدخلات خارجية ( العراق- ليبيا) او عن طريق الثورات والأعتصامات الجماهيرية (تونس - مصر- اليمن ) حكموا قرابة (30) سنة وأكثر أستطاعوا خلال فترة حكمهم من أدلجة أفكار المجتمع وعسكرته من خلال سياستهم الأمنية والأجتماعية والفكرية والأعلامية وحتى المعيشية!( فالذين يعملون بأجهزة السلطة وحزبها والقريبين من النظام يتمتعون بأمتيازات الرواتب والسكن والسفر والعلاج الطبي الممتاز والبعثات الدراسية وتسهيل أية معاملات لهم دون بقية شرائح المجتمع). فمن الطبيعي ان هؤلاء قل عددهم ام كثر لم يتقبلوا ويؤمنوا بفكرة أية تغييريحدث في مسار حياتهم كما ومن الصعوبة الأعتقاد امكانية أندماجهم مع المجتمع والحالة الجديدة التي ألت عليها  النظم السياسية في بلدانهم  من بلاد تحكم بنظام دكتاتوري ورئيس واحد يحكم مدى الحياة ومن ثم يوًرث السلطة الى احد أبنائه الى نظام سياسي جديد يؤمن بالحرية والديمقراطية والمساوات والعدل بين كل شرائح المجتمع  والتداول السلمي للسلطة عبر الأنتخابات وأحترام حرية الراي والمعتقد بعيدا عن المذهبية والعشائرية وأطلاق حرية الصحافة والسماح بتشكيل الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وما الى ذلك ومن خلال دستور يتم وضعه والأحتكام أليه في حالة الأختلاف على أية قضية  فذلك لا يتوائم  مع بقايا النظام السابق و  ما تربوا وجبلوا  عليه فكريا والأهم لكونه  يلحق الضرر بمصالحهم الشخصية وهذا ما لا يتقبلوه مطلقا!!، أعود للقول ( سواء نجح هذا النظام الجديد في ارساء هذه المفاهيم أم تعثربسبب من الأوضاع الداخلية ومرحلة التغييروالتدخلات الخارجية، فالمهم هو يسير نحوتحقيق هذه الهداف والمفاهيم آجلا أم عاجلا), فالكثير من أتباع النظام السابق أستطاعوا من التسلل والدخول في الجيش والأجهزة الأمنية وأستغلوا أجواء الحرية والديمقراطية  بتأسيسهم  الأحزاب السياسية ودخلوا العملية السياسية وأصبحوا نوابا في البرلمان ومحافظين وتبوؤا مناصب سياسية ومهمة كبيرة في الدولة!!. كما وأن هؤلاء لديهم كامل الأستعداد للتعاون مع الشيطان في سبيل تخريب العملية السياسية ما داموا هم لم يقودوا السلطة والحكم  في سبيل تحقيق غاياتهم أملا بعودة عقارب الساعة الى الوراء!!. أن موضوع بقايا الأنظمة السابقة سواء كان في العراق أو تونس أو ليبيا أو اليمن وحتى مصر التي تختلط بها أصوات المتظاهرين على نظام محمد مرسي الأخواني المدعوم من أمريكا!! سيظل حجر عثرة أمام أنظمة الحكم الجديدة وسيستمرون بأشاعة الفوضى وعدم الأستقرار السياسي والأمني الى أجل غير  مسمى!! مستغلين أجواء الحرية والديمقراطية وموضوع حقوق الأنسان ( هنا لا بد من الأشارة الى أن منظمة حقوق الأنسان (هيومن رايتس) هي منظمة مسيسة وتعمل وفق الأجندة الأمريكية والغربية وتكيل باكثر من مكيال وتعمل بأنتقائية في تقاريرها عن هذه الدولة او تلك!!).يقول الأمام علي (ع) ( أنما أنتم أخوان ما فرق بينكم ألا خبث السرائر وسوء الضمير).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/10



كتابة تعليق لموضوع : رسائل الحكام الطغاة وبقايا أنظمتهم العراق نموذجا!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net