صفحة الكاتب : علاء كرم الله

الخروج من الفصل السابع ما الذي سيتغير؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

                                                         

 
لم يأبه العراقيين ولم يعيروا انتباها لسماع خبرخروج العراق من عقوبة الفصل  السابع!وكأّن الأمر لا علاقة لهم به ويخص دولة وشعب آخر!، فهم كانوا يتابعون بأنبهاروحماس عالي وقائع ومجريات المظاهرات المليونية في مصرولسان حالهم يقول وبعتاب شديد مع انفسهم، متى نصل الى مستوى هذا الشعب من التكاتف والوعي والروح الوطنية العالية والأرادة الشعبية التي أسقطت حكم الرئيس الأخواني (محمد مرسي) وكذلك كان العراقيين يتابعون بشغف الروح القتالية والغيرة الوطنية التي يلعب بها الفريق العراقي للشباب وهو يسطرالفوز تلو الفوزفي بطولة كأس العالم للشباب، وكم تمنوا العراقيين  من سياسيينا ان يكونوا بمستوى العطاء والتفاني لفريق الشباب من أجل رفع أسم العراق. نعم لم يهتم العراقيين لأمر خروج العراق من عقوبة الفصل السابع لكونهم ومنذ صدورالعقوبة في عام 1990 أثر غزو صدام للكويت وهم يعيشون خارج الزمن وعلى هامش الحياة دون بقية شعوب الأرض، فغلبهم اليأس والقنوط وركبهم الخوف وزاد عليهم ذلك بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وأحتلال العراق من قبل الأمريكان بعد أن لمسوا زيف الأدعاءات الأمريكية وكذب غالبية السياسيين الذين قادوا البلاد من بعد السقوط للوعود والعهود التي قطعوها للشعب العراقي، فلم يعد لديهم أي أمل بعد أن تيقنوا تماما بأنهم  يعيشون وسط لعبة سياسية كبيرة متشابكة داخلية وعربية وأقليمية ودولية لا قبل لهم عليها!وهم يرون في قول الشاعر الكبير المتنبي خير توصيف لكل الوعود التي سمعوها سواء من الأمريكان أو من سياسينا!( ويعطيك من طرف اللسان حلاوة ويزوغ منك كما تزوغ الثعالب). لذلك فهم نسوا تماما موضوع عقوبة الفصل السابع ليس لكونها قديمة ومضى عليها قرابة 23 عام حسب بل لكونهم يعيشون عقوبات يومية رهيبة منذ سقوط النظام السابق عام 2003 ولحد الآن تتمثل بالخوف والموت الجماعي اليومي والجوع والحرمان والتشرد والفقروالفساد بكل انواعه وصوره، فماذا تشكل عقوبة الفصل السابع امام هذه العقوبة اليومية المدمرة؟ وهل هي أقسى منها؟ وهل خروج العراق من عقوبة الفصل السابع سيوقف هذا العقاب اليومي الجماعي للعراقيين؟!. بعض السياسيين طاروا فرحا بخبرخروج العراق من عقوبة الفصل السابع، لا لشيء!؟ بل لأنهم وجدوا في الأمرخير مبرر لألقاء تبعات كل السنوات العشر العجاف من فقر وضيم التي مرت على شماعة تلك العقوبة الدولية!!، وليبرؤا أنفسهم من اتهام الشعب لهم بالثراء الفاحش وهدر المال العام والفساد؟! وليوصلوا رسالة ساذجة الى العراقيين بأن ماهم فيه من ضيم وتخلف وتردي بالخدمات وباقي مفردات حياتهم هو بسبب ومن وراء تلك العقوبة اللعينة!!، فلا الفساد السياسي ولا غياب الحس الوطني ولا سرقة أموال الشعب ولا المحاصصة الطائفية والحزبية ولا غياب القانون وتسلط العشائرية السبب في كل ما وصل أليه العراق وشعبه! بل السبب هو عقوبة الفصل السابع؟!!.ولأن غالبية السياسيين أدمنوا الكذب على الشعب العراقي كما أدمن هو الآخرعلى ان يلدغ من جحره عشرات المرات من السياسيين ولم يتعض! فراح السياسيين يبشرون العراقيين بمزيد من الخيرفي قادم الأيام وان الحياة ستكون وردية وجميلة ولونها(بمبي) بعد رفع الحصار!!.أرى أن أخراج العراق من عقوبة الفصل السابع بعد 23 عام جاءت متاخرة بل متأخرة جدا!لأن الأصل في وضع العراق تحت طائلة الفصل السابع هو أنه وبعد غزوة الكويت من قبل الرئيس السابق المعدوم (صدام) صار العراق يمثل خطرا وتهديدا على السلم العالمي؟!، في حين أن العراق بعد أحتلاله من قبل الأمريكان وتدمير بنيته العسكرية والأدارية والأجتماعية والأقتصادية والأمنية، أصبح من الضعف حتى تجرأت عليه دويلة الكويت عندما صرحت بأنها تستطيع أن تصل الى العاصمة بغداد بسرية من الجيش الكويتي!!، كما وأن العراق من بعد الأحتلال وتكالب قوى الشر عليه داخليا وخارجيا صار هو المعتدى عليه فلم يمر يوم أو أسبوع أو شهر ألا وتنقل الأخبارعن تجاوز على حدودنا النهرية أو البرية من قبل دول الجوار والأقليم ( الكويت – السعودية – ايران - تركيا)!!. لذا كان الأجدر بأمريكا ومعها دول الغرب وباقي المنظمات العالمية والأنسانية والأمم المتحدة ومجلس الأمن لو كانوا حريصين على العراق وشعبه  أن يبادروا الى أخراج العراق من عقوبة الفصل السابع منذ عام 2004 أو 2005 أو حتى 2006 على أبعد تقدير! لأن العراق لم يعد يمثل خطرا وتهديدا على السلم الأقليمي أو العالمي!! بعد ان صار هو من يعتدى عليه بأستمراروتنتهك حقوقه الملاحية البحرية وحدوده البرية على مدار السنة من قبل دول الأقليم ودول الخبث العربي!. أما رفع العقوبة عن العراق بعد 23 عام! فقد جاء بعد أن تم تدميرالعراق ونهبه وسرقته منذ عام 1990 ولغاية الأعلان عن خروج العراق من طائلة البند السابع في 3/7/2013 بشتى الطرق والوسائل  من قبل امريكا وباقي دول الغرب ودول الجواروباقي الدول العربية الذين أتفقوا مع أمريكا من اجل أحتلال العراق وجعله واحة لأطماعهم وساحة لتصفية كل الحسابات العربية والأقليمية والدولية!! ولا أدري لماذا طبل وزمر بعض السياسيين لأمرأخراج العراق من الفصل السابع وهم يعلمون بأنه لم يخرج كليا بل جزئيا!!، حيث أبقت الأمم المتحدة ومجلس الأمن على موضوع التعويضات الواجب دفعها للكويت والتي تقدرب(22) مليار دولاروأعتقد أن هذه هي الفقرة الأهم في العقوبة وبقيت على حالها؟!!. لا انكر أن هناك أستفادة جزئية  من خروج العراق من طائلة البند السابع حيث أصبح قادرا على أدارة أمواله بدون وصاية دولية وسيتم رفع الحجز عن أمواله المجمدة في كافة البنوك العالمية وكذلك الموجودة في صندوق تنمية العراق. ولكن نسأل هنا: ما الذي سيجنيه العراقيين من وراء رفع هذه العقوبات المالية على أمواله المحجوزة؟! وما الذي سيدخل في جيوب العراقيين؟(20% من الشعب العراقي يعيشون تحت خط الفقرحسب أخر احصائية لوزارة التخطيط)، أعتقد وقد يتفق معي الكثيرين بأن هذه الأموال  ستذهب الى أفواه وكروش الفاسدين!، بعد ان أصبح الفساد غولا رهيبا مرعبا أستسلمت له طواعية كل أجهزة الدولة ودوائرها ومؤسساتها العسكرية والمدنية!!. ونسأل هنا أيضا: هل العراق كان فقيرا ماليا قبل رفع العقوبة عنه وسيصبح دولة غنية بعد رفع العقوبة عنه؟ وسينعم شعبه بالخير والرفاه،كما يريد بعض السياسيين تسويق مثل هذه الأكاذيب على العراقيين!.ألم تصل ميزانية العراق الى 80 مليار دولارعام 2012 والى 120 مليار دولار هذا العام؟وما الذي جناه العراقيين من وراء تلك الميزانيات الأنفجارية؟ لقد  صار يقينا لدى كل العراقيين بأنه كلما زادت ميزانية العراق وزادت وارداته المالية كلما كثرة البطالة وزاد أعداد الفقراء وأنتشرت العشوائيات  وكثر الفاسدين وزاد الوطن خرابا ودمارا وضياعا؟!!.أخيرا أقول:  ليس من باب التشاؤم بل أستقراء للواقع المر الذي نعيشه، لا أرى في أخراج العراق من عقوبة الفصل السابع فيه شيء من الخير سوف يلمسه المواطن لا في القريب العاجل ولا في البعيد الآجل!! بسبب الفساد الرهيب الذي نخر بنيان الدولة كما نخر عظام العراقيين، فرفع العقوبة سيفتح أبواب جديدة للفاسدين وأصحاب الكروش والسحت الحرام الذين أغتنوا على حساب جوع العراقيين وخراب العراق، أما من يقول بأن رفع العقوبة أعاد السيادة للعراق، فهذا كلام! فما دام رفع العقوبة  لم يكن كليا أذن أعادة السيادة سوف تكون منقوصة تبعا لذلك؟!. وأسأل هنا ما فائدة السيادة  في بلد ينخره الفساد والصراعات السياسية ولم نلمس من قادته وسياسييه موقفا وطنيا واحدا موحدا طيلة عشر سنوات، وأية معنى للسيادة الوطنية وسياسيينا يتهمون بعضهم البعض بالعمل لأجندات خارجية عربية وأقليمية؟!!.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/08



كتابة تعليق لموضوع : الخروج من الفصل السابع ما الذي سيتغير؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net