تقدير لكِ يا أختِ إيناس كتبت هذا الموضوع لأني وجدت فيك الشهامة لإعلاء الكلمة
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إلى وأمي وأبي مع التحية
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)لقمان/14.
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* ) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) 23ـ24.
وقد سأل سائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن أحق الناس بحسن صحابته فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أمك . وكرر السائل السؤال فأجابه رسول الله أمك، وكذلك في المرة الثالثة وفي الرابعة قال له : أبوك .
وقال الإمام زين العابدين بحق الأم والأب :
فأحسن إليهما كما أحسنوا إليك فإن أحسنت فالله يحسن إليك
وأما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد، لتكون لها، فانك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه. وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك، وأنه لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله
حق أبيك عليك
"وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك ، وأنه لولاه لم تكن ، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك ، فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره ، على قدر ذلك".
الأخت الأدبية إيناس الجلبي تريد أن تذكرنا بحنان وحب وعطف الشخصين اللذين يضحون بأنفسهم ليسعدونا وتكرس على أن نشد إلى صلة الرحم بهم
ومن الفضائل التي أمر الله بها بر الوالدين، فهذا البر نوع من الوفاء، فإن الأبوين يجهدان أنفسهما ويتحملان المصاعب والمشاق في تربية أبنائهما، والسهر على راحتهم، فالأم تحمل كرها، وتضع كرها،وترضع حولين كاملين، وتسهر الليالي الطوال تمرضه وتعالجه إذا أحس بأي ألم، كما أن الأب يتحمل المشاق والمتاعب من أجل تهيئة السكن والملبس والطعام، فكان حقا على الولد ما اشتد عوده وقوي ساعده، أن يرد الجميل لهذين الأبوين، فيقدم لهما كل ما يحتاجانه، ويطيعهما فيما يأمران به إلا أن يكون في معصية من المعاصي التي نهى الله عنها، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعليه أن يبتعد عن كل ما يغضبهما قولا وفعلا، فلا يبدي تأففه أو ضجره من شيء يبدر منهما .
والإحسان إلى الوالدين واجب حتى ولو لم يكونا مسلمين، يحكي القرآن الكريم وصية لقمان لأبنه، إذ يقول : " ووصينا الإنسان بوالديه، حملته أمه وهنا على وهن، وفصاله في عامين، أن اشكر لي ولوالدك إلى المصير، "
وقال الله تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه، وبالوالدين إحسانا، أما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا، "
وقد سأل سائل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحق الناس بحسن صحابته فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أمك . وكرر السائل السؤال فأجابه رسول الله أمك، وكذلك في المرة الثالثة وفي الرابعة قال له : أبوك .
حدثنا عبد الله بن نافع المدني عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله ; قال : { جاء رجل إلى النبي فقال : يا رسول الله ; إن أبي أخذ مالي . فقال النبي للرجل : فأتني بأبيك . فنزل جبريل عليه السلام على النبي فقال : إن الله عز وجل يقرئك السلام , ويقول لك : إذا جاءك الشيخ فاسأله عن شيء قاله في نفسه , ما سمعته أذناه , فلما جاء الشيخ قال له النبي : ما بال ابنك يشكوك ؟ أتريد أن تأخذ ماله ؟ فقال : سله يا رسول الله , هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي ؟ فقال النبي : إيه دعنا من هذا , أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك . فقال الشيخ : والله يا رسول الله ما يزال الله تعالى يزيدنا بك يقينا , لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي , فقال : قل وأنا أسمع . قال : قلت:
غذوتك مولودا ومنتك يافعا تعل بما أجني عليك وتنهل إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت
لسقمك إلا ساهرا أتململ كأني أنا المطروق دونك بالذي
طرقت به دوني فعيني تهمل تخاف الردى نفسي عليك وإنها
لتعلم أن الموت وقت مؤجل فلما بلغت السن والغاية التي
إليها مدى ما كنت فيك أؤمل جعلت جزائي غلظة وفظاظة
كأنك أنت المنعم المتفضل فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
فعلت كما الجار المجاور يفعل.
وإذا كان الإنسان مأمور بصلة رحمه جميعا ، فأولى بذلك أبواه وقد أجمع العلماء على أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر
أخواني .. بدون الوالدين ... ليس لنا وجود .. وبدون تربيتهم وعلمهم ووجودهم في حياتنا ، فإننا لا نساوي شيئا وأقول بارك الله بالأخت الأدبية إيناس الجلبي لهذه التذكرة ويداً بيد لنتعاون ونتآخى ونكون قدوة ومثال للأخلاق لبناء شعوبنا والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين
المحب أخوكم
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat