صفحة الكاتب : كمال الدين البغدادي

زيارة الاربعين تجديد العهد بالقيم والمبادئ الاخلاقية
كمال الدين البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حينما يريد الانسان طرح فكرة معينة او القيام بنهضة تغيير مسار التأريخ، وتخلق ثورة تنقذ المجتمع مما هو عليه، فانه يحتاج الى جانبين أساسيين وهما:

 

١- الجانب العلمي النظري

٢- الجانب العملي

 

فاهمية الجانب العلمي النظري تكمن في توضيح تلك الفكرة والاستدلال والبرهنة على صحتها، ومن ثم تعيين موضوعها، والهدف الذي تريد ان تحققه

 

واما الجانب العملي فتكمن الحاجة إليه بتطبيق تلك الفكرة والعمل بها بحسب الضوابط المبينة في الجانب العلمي، ودوام استمرارية العمل على هذه الفكرة تتبلور في وضع اعمال معينة بطريقة ما تذكر بأهداف تلك الفكرة

 

فمثلا ان الشريعة الاسلامية الغراء في رسالتها تنقسم الى جانب النظري وجانب عملي، اما الجانب النظري، فمنه انها حثت على طلب العلم، والتفكر، والتدبر، حتى صار فريضة على كل مسلم ومسلمة، والقرآن الكريم يحمل لنا شواهد على هذا المطلب قال تعالى:(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)

 

وفي اية اخرى قال تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)

 

ووضحت معالم التفكر والتدبر قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)

 

ودخل الجانب العلمي النظري في علم الكلام والفقه والتفسير

 

وفي نفس الوقت لم تهمل الشريعة الاسلامية الجانب العملي في رسالتها، فقد وضعت اعمال معينة حسب ضوابط معينة، تتوافق مع الجانب العلمي من رسالتها، ومثالا على ذلك الصلاة، فالصلاة هي عمل يومي يقوم به العبد لتجديد العهد بالاتصال بالمعبود، وانعاش الروح بانقطاعها عن العالم المادي الدنيء، واتصالها بعالم المعنى المجرد الذي قد يتوافق مع ماهية العلم ويكون العلم الحقيقي هو وسيلة للوصول الى ذلك العالم النوراني

 

واذا اردنا تطبيق هذه الاطروحة على قضية سيد الشهداء (عليه السلام) فسوف نرى ان القضية الحسينية بطبيعتها تحتوي على الجانب النظري والجانب العملي، فمن حيث الجانب العلمي النظري فهي تسعى الى تحقيق العدل، والسلم المجتمعي، وحرية التعبير، واعانة الضعيف، والوقوف بوجه الظالم مهما اتسعت سطوته، ونصرة المطالب بالحق مهما قلة حيلته، ونشر معالم الدين، وطمس معالم الشرك والنفاق، وغيرها من الاهداف المنشودة من قيم ومبادئ ترقى بالانسان الى الكمال

 

واما الجانب العملي، فهو يتبلور بالشعائر الحسينة، حيث ان هذه الشعائر هي عبارة عن اعمال يقوم بها المؤمن على وفق ما ترتضيه تلك القضية، فهذه الاعمال والطقوس تذكر الفرد بتلك الاهداف السامية التي ذكرناها، وتجدد العهد بصاحب تلك الثورة، ومن تلك الشعائر هي شعيرة تتجسد فيها تلك الاهداف وتذكرنا بها وتحثنا على العمل بها الا وهي زيارة الاربعين، حيث نجد فيها اعلان النصرة للمظلوم، واعلان الوقوف بوجه كل من يريد قمع حرية التعبير، والثبات على نشر معالم الدين، وهي في ذاتها تنشر وتمثل السلم المجتمعي بين الناس، حيث ترى الانسان يخدم اخيه الانسان بكل ما يملك لا لاجل شيء مادي، وزخارف اعتبارية من جاه، وتفاخر، وانما من اجل ذلك الثائر الخالد، فمثل هذه الزيارة يحسبها ذلك البعيد المحروم مجرد لو وتضيعة وقت، ويعرفها العالم المتثبت بأنها استمرار لتلك الثورة الخالدة، وتجديد عهد بتلك القيم والمبادئ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كمال الدين البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/06



كتابة تعليق لموضوع : زيارة الاربعين تجديد العهد بالقيم والمبادئ الاخلاقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net