رسالة من القلب إلى عاشق مجنون مثلي
عزيز الخزرجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عزيز الخزرجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأخ الفاضل الأستاذ ألمهموم حسن الخرساني مدير موقع ملتقى الشيعة ألأسترالي المحترم
نشكركم جزيل الشكر على نشركم لموضوع (مقدمة توضيحية للأسفار), و أتمنى نشر أصل الموضوع (الكتاب) كلّه كي يكون في متناول الجميع ليتعرف العالم و آلبشريّة المعذبة على مدى المأساة ألتي أحاطت بهم و بآلأرض كلّها بسبب ألمنظمة ألأقتصادية العالمية علّهم يستفيقوا من سباتهم, بسبب النظام (الطوق) الحديدي ألذي ضربته الأنظمة ألرّأسمالية ألديمقراطية في أعناق البشرية - معظم البشرية - كي يسهل عليها نهب النفظ و الحال و المال بل وإستنزاف طاقات العمال والموظفين مقابل أجر لا يكفي لتسديد الديون و الفواتير التي يفرضوها بأنفسهم من الجانب الآخر.
بمعنى أنّك مملوك و لا تملك شيئ .. و لا خيار لك في آلحياة .. و إنما الخيار بيد ألزّناة أصحاب المليارات و الغانيات!
ففي ألوقت الذي انا فرحٌ و فخورٌ مع نفسي بجهادي ألمرير ضد آلمُستغلين في آلأرض بكلّ ألوانهم خصوصاً ألمدّعين للاسلام من آلمترفين .. ذلك آلجهاد ألذي بدأته منذ سنّي ألأبتدائية حين كنتُ أستنكر آلظلم بقلبي و بيداي الطريّتين أحياناً - أيّ قبل نصف قرن تقريباً - و إلى يومنا هذا و لم أشتكي لأحدٍ على ما تحمّلته من آلسّجن و آلجّوع و آلغربة و آلألم و آلمرض و آلذّل لقضيتي ألأنسانيّة ألتي حملتها بأمانة و إخلاص و لم أقايضها حتّى بحكومة دولة بأكملها .. لكني حزين في نفس الوقت على ما آلَ إليه الوضع في العالم .. كلّ العالم.
تَصَوّر يومَ أمس هنا فقط في تورنتو .. هجمتْ الشرطة الفيدرالية و المحلية على المتظاهرين ألعُزّل الذين كانوا قد بدؤا أحتجاجهم ضد طبقة الاغنياء ألمجرمين منذ أكثر من شهرين و الذين كانوا يفترشون الارض و يلتحفون السماء .. هجموا عليهم بقسوة و أخرجوهم عنوةً من الحديقة المركزية في مدينة تورنتو ألكندية بدعوى أنها - أي ألحديقة - ليستْ ملكهم .. بل ملكيتها تعود لبلدية مدينة تورنتو / أونتاريو - من أشهر ألمقاطعات الكندية, و كان الوضع مأساوياً, حيث استخدمت الشرطة كافة الوسائل البوليسية ألوحشيّة و اخرجوهم صاغرين من تلك الحديقة العامة!
لقد حزنتُ على مظلوميتهم و على مظلوميتي .. فحين جئت لاجئاً لكندا عام 1996م تصوّرتُ أنّني دخلتُ الجنة, و إذا بي بعد أن أصبحتُ برغيّاً من براغي النظام الرأسمالي رغم أنفي و من حيث لا أعلم .. بدأتُ أحسّ يوماً بعد آخر كيف أن الأنسان رخيصٌ في هذا العالم ألغربيّ ألذي يجهل حقيقته حتّى ألسّاكنين فيه خصوصاً من عوام الناس ألمضطهدين؟
لقد تحسّستُ هذا الواقع منذ آلبداية .. لكن ماذا يُمكنني أن افعل؟
و لم يبق أمامي إلّا طريقين أحلاهما كان مُرّاً:
فأما أن أبيع نفسي بعد كلّ ذلك آلتأريخ ألذي سأفتخر به حتّى يوم القيامة لأكونَ ربّما وزيراً عميلاً أو رئيساً لحكومة مرتقبة, أو أن أعمل ليل نهار حتّى الموت كي أؤمّن أقساط البيت و البنك و التأمين و الضرائب و مصاريف الأطفال وووو حتى حساب ألسّنت الأخير تحت مظلة نظام ألأم في كندا أو أمريكا أو أوربا أو إستراليا أو آسيا أو أفريقيا, و في كلا الحالتين أنت مأكولٌ مذموم عميلٌ رغم أنفك!
و لعلّ ألفارق ألوحيد و آلكبير بنظري بين أن تكون رئيساً أو وزيراً عميلاً في وطنك و بين أن تكون مهندساً أو عاملاً في دُولة من دولهم؛ هو إنّ جزائك في آلحالة ألأولى يوم الحساب ألأكبر سيكون مضاعفاً و أليماً لأنّ آلخيار بيديك, خصوصاً إذا كان راتبك أضعاف راتب العامل او الموظف الذي ترأسه, أمّا في الحالة الثانية؛ فأنّك ربّما يغفر لك الله تعالى من حيث لا سبيل للخلاص و أسلحة ألشرطة و آلأمن و آلنّظام مسلّطة عليك, و لا تبعد كثيراً عن الموت ألأصفر و حتّى الأحمر ألذي تراه بعينيك ساعة بعد أخرى!
تصوّر ما سيكون عليه الأمر لو إستمرت ألبنوك و آلشّركات ألعالميّة بآلنّهب و آلأستغلال على هذا المنوال عبر سياستها الحالية في العالم لعشر سنوات أخرى؟
صدّقني - و ها أنا أنظر للمستقبل و كأنهم سـ ... يحرقون الدنيا و كما خطّطوا؛ سيقتلون لا محالة خمسة مليار إنسان فقير أعزل للتّخلص منهم لأجل إستمرار شهواتهم و ليال ألسّمر مع الغواني في آلقصور و في فنادق العشرة نجوم في أرضٍ لا تخلوا إلا من الطيبين, و آلآن ربما فهمتم لماذا قامتْ قيامتهم يوم أحسّ أصحاب "ألمنظمة الأقتصادية العالمية" بأنّ إيران الثورة شرعت بقيادة ألصراع وحيداً من بين دول العالم ضدّها و بنيّتها صناعة قنبلة نوويّة, ممّا يعني رسالة قوية للغربيين ـلمجرمين؛ بأنّ عليهم أنْ يكُفّوا عن الظلم و آلتّكبر و إلّا سنمنعكم بل و سنضرب مصالحكم أينما كانت و لا نسمح بتمرير خطّتكم ألشيطانيّة بآلتخلص من خمسة مليار إنسان مستضعف في الأرض بوسائل حديثة و متطورة لا تحتاج إلى حروب تقليدية!
نسأله تعالى أن يثبتْ أقدامنا على آلصّراط .. و أن ينصر الثورة الاسلامية التي وحدها تقف في ساحة ألمواجهة ضد هؤلاء المجرمين المحترفين العالميين.
عزيز الخزرجي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat