أرسل الحاج أبو محمد يطلب من معارفه وجيرانه واصدقائه واصدقاء اولاده الدعاء له بالشفاء العاجل من مرض خطير ألمّ به وأقعده في الفراش ومنعه عن الحركة، وكذلك بعث لأغلب خطباء المجالس ليتوسلوا دعاء من الناس، ومن ضمن من ارسل لهم الحاج (بيت الچرخچي) وكانت زوجته امرأة علوية تدعى أم جعفر حيث كانت تقيم في بيتها مجالس تعزية لجميع وفيات أهل البيت عليهم السلام.. وبعد أيام ارسلت العلوية على ام محمد زوجة الحاج المريض وقالت لها: اسمعي يا حاجة لقد طافت بي رؤيا مباركة إن شاء الله.. امرأة مباركة يشع وجهها بالنور ـ نادتني بأسمي: أطلبي ما شئت؟ فقلت: من أنتِ مولاتي... من أنتِ؟ فقالت: أنا فاطمة أم الحسنين ياعلوية، جئتُ لأبارك لك مجلسك وأسأل لك الشفاعة إن شاء الله.. لا أعرف لحظتها كيف تذكرت الحاج أبا محمد وتوسلاته بي والحاحه بطلب الدعاء، فقلت: سيدتي نريد منكِ الدعاء لأبي محمد؟ نظرت إليّ حينها مستبشرة وقالت: قولي له ليفتح من داره سبيلا يروي الزائرين، فأنا كفيلة بالدعاء لمن يخدم زوار الحسين عليه السلام... فرحت الحاجة أم محمد ومسحت دموعها عن عينها، استأذنت من العلوية وراحت تركض الى دارها وتبشر الحاج ابا محمد... سمع البشارة وهو يبكي وحاول النهوض حينها متكئا على كتف زوجته... جلس في حديقة الدار وسألها: ما رأيك يا حاجة ان نجعل السبيل هنا... لا هناك احسن؟ زحف الى المكان كي يخطط مكان (السقه خانة) هنا احسن ياحاجة... هنا الطريق يشرف على الشارع العام... اندهشت حين رأيته عند مشارف زيارة الأربعين واقفا بهمة واضعا دشداشته في حزامه حاضنا سبيله كسقاء محترف وهو يصيح: ماء سبيل يا عطشان... اشرب الماء واذكر عطش الحسين... قلت: الحمد لله على السلامة، اجابني: الحمد لله لوجود الحسين عليه السلام.. بركة تزهو ببهائها الدعوات... أتشرب الماء؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat