صفحة الكاتب : داود السلمان

دعوة لكتابة تاريخ العراق الراهن
داود السلمان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العراق، ومن خلال تركيبته الديمغرافية والاجتماعية والسياسية، مرّ، وعقب حقب تاريخية طويلة، بمفترق طرق، وازمات متكرر، اطاحت بكيانه ووجدانه، وتلاعبت في منظومته السكانية، بسبب أنه متعدد الاديان والفرق والمذاهب الدينية، والأيديولوجية، والتوجهات السياسية التي بنيت على مقاس هذه الانتماءات.

وفي كل مرة، يكبو العراق ثم ينهض من كبوته معافى، وقد مرّ تحت انواع متعددة من الساسة والحكام، وفي كل فترة تتغير امور وتتبدل قضايا، وتأتي اتجاهات سياسية تغير من وضعه السياسي، لكنه يظل محافظ على كيانه العام.

وبعد الاحتلال الامريكي البغيض عام2003 تغير وضع العراق العام، 360 درجة الى الوراء، وكبا هذه المرة كبوة لم يستطع النهوض منها ابداً؛ تحت حكم اطلق عليه المحتل بالنظام الديمقراطي، زورا وكذبا، حيث جاؤوا بمجموعة من المرتزقة من الشخصيات المنحلة الهاربة من وجه العدالة، ومطلوبة للدولة بقضايا جنائية واخلاقية، حيث فرت من وجه العدالة واتخذت المهجر موطنا لها، فتلقفتها هناك الايادي الخبيثة وعملت منها شخصيات كارتونية هزيلة ارادت منها ضرب العراق ومن ثم تدميره وحل نسيجه الاجتماعي والثقافي والسكاني، بغرض تحقيق اهداف سياسية كبيرة.

وهو فعلا ما جرى بعد دخول القوات المحتلة للعراق، فقد حلوا الجيش العراقي الذي كانت المنطقة تضرب به المثل من ناحية قوته العسكرية وثباته في سوح الوغى وتاريخه المشرّف في هذا الاطار. وكان الهدف من وراء حله هو لكي يسهل الامر للأيادي الخبيثة من تدمير بنيته التحتية وسواها، فلا هناك من يقف حيلولة بينهم وبين ما هم يريدون القيام به، من أوامر خارجية أملت عليهم شروطها قبل القيام باحتلال العراق بفترة طويلة، وقد رسمت تلك الخطوط العريضة لذلك، في مؤتمرين سيئان الصيت هما: مؤتمر لندن ومؤتمر اربيل، وفي هذين المؤتمرين اعدت الطبخة بالكامل واصبحت جاهزة للتناول، والشخصيات التي كانت حاضرة في المؤتمرين هي معلومة للقاصي والداني، وهي من استلمت الحكم بالكامل، حتى عاثت الفساد والسرقات للأموال العامة ومونت بها احزابها الطائفية.

وفي هذا المقال ندعو كافة الباحثين والمؤرخين والكتاب، دعوة صادقة، الى كتابة وارشفة هذه الحقبة المظلمة من تاريخ العراق السياسي الراهن، لكي تكون هذه المدونة شاهد عيان على ما جرى بالعراق من وضع مزري لا يحسد عليه، ولتصبح أيضاً مرآة ساطعة للأجيال القادمة من التي لم تشهد الحدث الرهيب، وخوفاً من أن تُزوّر الحقائق وتسوّف الامور لصالح العملاء ارضاءً للاحتلال، وحتى تطلع تلك الاجيال على حجم الظلم الذي مرّ على العراق، ونوع المأساة التي ذاقها الشعب العراقي، تحت ظل حكام فاسدين مفسدين كان هدفهم السامي ارضاء المحتل اولاً، وكسب وتكديس اموال حرام اخذت عنوة من مستحقات الشعب ثانياً، بينما يعيش معظم ابناء الشعب تحت خط الفقر، وهناك مليارات الدولارات تذهب الى جيوب هؤلاء اللصوص والخونة الذين خانوا تراب هذا الوطن العزيز، وباعوا انفسهم بثمن بخس.

نريد تعرية هؤلاء الخونة وفضحهم امام الاجيال القادمة، حتى يكونوا على بينة، ومن ثم كيف سيتعاملون مع من وقف بجانب هؤلاء، من الذين صفقوا لهم وطبلوا واعانوهم على تحقيق مآربهم، وما عملوه بحق العراق والشعب العراقي.

وللمقال بقية سننشرها في وقت لاحق...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


داود السلمان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/31



كتابة تعليق لموضوع : دعوة لكتابة تاريخ العراق الراهن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net