قلت له :ـ عن أي شيء تريد ان تحدثني ؟ وانت الذي خسرالارض في زمن الخصب وتركت حقول مترعة بالعافية طعنت نكهة الولاء من اجل عرش هزيل ،قال :ـ زلزال الموت يجعلك امام وجودك المتهرأ وجها لوجه ،صحيح انا من أغتصب الحلم عرشا لصهيل اعور ومع هذا انا احمل الكثير الذي تبحث عنه ، ساحدثك :ـلقد روي أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قرأ قوله تعالى : «فـي بيـوت إذن الله ان ترفع ويذكـر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال . . . » (1) فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أي بيوت هذه ؟ فقال : بيوت الأنبياء . فقمت اليه اسأله :ـ يا رسول الله هذا البيت منها ؟ وأشرت إلى بيت علي وفاطمة . فقال النبي : «نعم ، من أفضلها» ولما ولدت السيدة زينب (عليها السلام) أخبر النبي الكريم بذلك ، فأتى منزل إبنته فاطمة ، وقال : يا بنية إيتيني ببنتك المولودة . فلما أحضرتها أخذها النبي وضمها إلى صدره الشريف ، ووضع خده على خدها فبكى بكاءً شديداً عالياً ، وسالت دموعه على خديه . فقالت فاطمة : مم بكاؤك ، لا أبكى الله عينك يا أبتاه ؟ فقال :يا بنتاه يا فاطمة ، إن هذه البنت ستبلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى ، ورزايا أدهى . يا بضعتي وقرة عيني ، إن من بكى عليها ، وعلى مصائبها يكون ثوابه كثواب من بكى على أخويها . ثم قال لي (مشعول الصفحة )ساخبرك عن اشياء اخرى ، لما ولدت السيدة زينب ، مضى عليها عدة أيام ولم يعين لها إسم . فسالت السيدة فاطمة من الإمام علي (عليهما السلام) عن سبب التأخير في التسمية ؟ فأجاب علي عليه السلام : أنه ينتظر أن يختار النبي الكريم لها إسماً . فاقبلت السيدة فاطمة ببنتها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخبرته بذلك . فهبط الامين جبرئيل وقال : يا رسول الله إن ربك يقرئك السلام ويقول : يا حبيبي إجعل اسمها زينب . ثم بكى جبرئيل ، فسأله النبي عن سبب بكائه ؟ فقال : إن حياة هذه البنت سوف تكون مقرونة بالمصائب والمتاعب ، من بداية عمرها إلى وفاتها واسم ( زينب) عبارة عن كلمة بسيطـة وليست مركبة ، وهي إسم لشجرة أو وردة . وقالوا انها «العقيلة» ، وهذا وصـف للسيـدة زينب وليس إسٍماً وهي صفة المرأة الكريمة ، النفيسة ، المخدرة ومعنى الكريمة : المحترمة . «عقيلة القوم : سيدهم ، وعقيلة كل شيء : أكرمه» . انا كنت احب ان احتفي معكم في ميلاد زينب عليها السلام ونحن من سام لها الاحزان وقد يتبادر إلى الذهن أن «العقيلة» صيغة مبالغة ، مشتقة من العقل ، بمعنى كثرة العقل والنضج ، وقد ظهر للعالم ـ بكل وضوح ـ أن السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) كانت في درجة عالية جداً وجداً من العقل الوافر والحكمة والحنكة ، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يغمر أطفال السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعواطفه ، ويشملهم بحنانه ، بحيث لم يعهد من جد أن يكون مغرماً بأحفاده إلى تلك الدرجة . وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إذا زارهم في بيتهم أو زاروه في بيته ـ يعطر خدودهم وشفاههم بقبلاته ، ويلصق خده بخدودهم . ويعلم الله تعالى كم من مرة حظيت السيدة زينب (عليها السلام) بهذه العواطف الخاصة ؟ ! وكم من مرة وضع الرسول الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) خده الشريف على خد حفيدته زينب ؟ ! وكم من مرة أجلسها في حجره ؟ ! وكم من مرة تسلقت زينب أكتاف جدها الرسول ؟ ! هل رأيت ربما ذاكرة الجناة امثالي تفيض بحقائق توغز فينا اللوم والحسرة والندم الذي لايجدي نفعا مع عظم جريمة لايفعلها الجناة ولا يجدي غفرانا لذنوب لاتغتفر ،ولو لم يكن يوم مولدها عيدا لفضت عليك بما سببناه لها من الم وماسآة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat