صفحة الكاتب : رسول الحسون

حرب الخليج الرابعة المفترضة
رسول الحسون

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في خضم التهديدات العسكرية وتصاعد وتيرتها ومدياتها بين الجمهورية الايرانية الاسلامية وامريكا بعد ارسال حاملات الطائرات ومنظومات صواريخ والمعدات العسكرية المتطورة الى منطقة الخليج ورفع درجات الانذار والاستنفار القصوى في القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة ، يعاضدها وجود الدوافع والمصالح الاستراتيجية الواضحة للعدو الصهيوني في هذه المرحلة وتساندها رغبة العديد من دول المنطقة في التصعيد المتبادل في الخطاب السياسي التحريضي ، والاجواء الحالية  تذكرنا بالأجواء المشحونة التي عاشتها المنطقة قبل حرب الخليج الاولى والثانية وما صاحبها من اضرار كارثية وتداعيات ضخمة .

 اليوم يقف الجميع على هاوية وحافة الحرب الاقليمية الرابعة المدمرة الطاحنة  وفق سيناريوهات جديدة مرسومة في تشكيل ملامح جديدة للمنطقة باسرها .  في قراءة بسيطة ان الحرب هي الفخ الذي سيسقط به جميع دول المنطقة دون استثناء وتعني الخراب والدمار التام والشامل لشعوبها ومقدراتها . مع ذلك نرى حملة محمومة باتجاه تغذيتها من قبل دول بعينها رغم علمها اليقين بنتائجها وعواقبها التي ممكن ان تمتد عشرات السنوات  ، ولكن لا يبدو الامر مستغربا لان التجارب التاريخية للعديد من الحروب التي شهدتها المنطقة واصابها بالشلل ولسنوات عديدة ولم يمكن اصلاح آثارها على شعوب المنطقة بكاملها ، اثبتت بما لا يقبل الشك ان قرارات اتخاذ تلك الحروب تصدر من غرف الحرب للدول الكبرى  ووفق مصالحها الاستراتيجية التي تبتعد كل البعد عن معاني الإنسانية والقيم الأخلاقية والمصالح الحقيقية لشعوب المنطقة ، ولم تكن دول المنطقة الا ادوات تنفيذية وتمويلية لحروب واستنزاف ثرواتها ويكون وقودها مئات الالاف من الابرياء الذين لا يملكون لا ناقة ولا جمل فيها .

ولكن الاندفاع المتسارع في زج العراق في دائرة النار وجعله عنصرا حتميا في الحرب المفترضة بحجج واهية وتلميحات ورسائل عدائية امريكية صريحة بمقاصدها التي  تتناغم مع اصوات قرع  طبول الحرب من اجراءات سحب ممثلين في السفارات او تعليق عمليات التدريب العسكري لبعض الدول يواكبها الرسائل الاعلامية المختلفة وخصوصا الاعلام العربي بمختلف عناوينه ، رغم  ان الدماء العراقية لم تنشف بعد في الاراضي المحررة بعد  انتصاره  الناجز على الارهاب العالمي .

ان التوريط المفتعل للعراق محاولة خبيثة بعد فشل مسلسل داعش الدموي واهدافه في العراق لخلق الانقسامات بين مكونات الشعب العراقي وتعميق التخدقات والولاءات المتضادة والاستقطابات المتنافرة فيما بينها مما ينذر بتداعيات خطيرة على الموقف الوطني العراقي  في المستويات السياسية الاجتماعية والاقتصادية . ويعلم الجميع مخلفات الاصطفافات على الاسس المذهبية والقومية  التي طالما راهن عليها الاعداء في تمزيق النسيج المجتمعي والتي تبناها سياسيونا في السنوات الماضية وما الت اليه اوضاع العراق كافة .

والان الفرصة مواتية ان يكون العراق جزء من الحل ويبادر في تحقيق وساطة حقيقية لما يمتلك من مقومات ان يكون وسيطا دبلوماسيا فاعلا ويتوجه وفق مؤشر بوصلة مصالحه من خلال ايجاد معادلة توازن رغم صعوبتها لتشابك وتعقيد المصالح في احتواء التوتر ونزع فتيلة القنبلة الموقوته المتدحرجة على خارطة المنطقة بكاملها في ظل عالم اصابه  الصمت المطبق مما يعطي اشارات سيئة للغاية في نهج المتحكمين في سياسات عالمنا باللامبالاة بالتعاطي مع الازمات التي ثمنها ارواح ودماء الابرياء في بقاع الارض والامثلة على ذلك كثيرة جدا  ، حيث لم نسمع ولا صوت  للمنظمات الدولية والامم المتحدة ومجلس الامن  او القيام  بالمبادرات التي طالما نسمع عنها لسحب فتيل ازمات اقل منها خطورة في عواقبها حيث تتسابق العديد من الدول في طرح الحلول لتفاديها ، ولكن اليوم التوتر لم يجد من دول العالم الكبيرة في الشرق والغرب  الا الترقب لاشعال حرب الخليج الرابعة دون أن يكون لاحد منها موقف جاد لتفاديها وايجاد مناخ للحل والتفاوض ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسول الحسون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/20



كتابة تعليق لموضوع : حرب الخليج الرابعة المفترضة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net