مصفحات للبرلمانيين وللفقراء الحجر
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
غريبٌ أن ينصبَّ اهتمام حكومتنا على المتخمين وتترك الجياع ، فبأي معيار ( إنساني أو إسلامي ) يحكمون ؟!!
إليكم الخبر الذي يقول :
البرلمان يصوت على شراء 350 سيارة مصفحة للنواب بقيمة 60 مليار دينار الخميس, 23 شباط/فبراير المصدر : العراق / وراء الحدث
بغداد - أفاد مصدر برلماني، الخميس، بأن مجلس النواب صوت خلال جلسته الـ25 من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعة الثانية على شراء 350 سيارة مصفحة للنواب بقيمة 60 مليار دينار عراقي.وقال المصدر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مجلس النواب صوت خلال جلسته الـ25 من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعية الثانية التي عقدت اليوم، بالأغلبية على شراء 350 سيارة مصفحة للنواب"، مبينا أن "القيمة الإجمالية لتلك السيارات تبلغ 60 مليار دينار عراقي". انتهى الخبر
أقول : إنني من المتابعين لانجازات وبصمات أعضاء البرلمان العتيد, وقد انغرست أفعالهم العظيمة والكبرى والمتفردة في رحاب قلبي , لأنها تحمل أوجاع وهموم الناس المظلومين والمنكوبين والمهمشين..!!!!!! فوجدت الأعضاء في كل خطوة من خطواتهم يلتزمون قضايا المواطنين الملحة .. وقد عرفت عنهم الكثير من اقرب الناس إليهم ولهم عن ظروفهم القاهرة , ومنغصاتها المتراكمة , وطلباتهم المشروعة .. ولكن الذي صدمني أن هذا التصويت لم يتكفل مبالغ الوقود والصيانة للسيارات المصفحة للنواب الأعزاء خدمة الشعب ذلك لأنهم قد حاصرتهم المتاعب والمصاعب والمصائب والاستفلاس , حيث سلخوا من عمرهم المتعب عاميين وهم يكتون بنيران الجوع والفقر والحر والبرد والبؤس والحرمان والحسرات والآهات , فقد انهالت عليهم سنوات قاسية ذاقوا فيها دوي الانفجارات والهلع والبطش والمطاردة, وقد قدموا الشهداء قربانا لحرية وكرامة ومستقبل الوطن والمواطن .. اجل يستحقون ما جاء بالخبر لأنهم الآن بلا سيارات ويستخدمون سيارات الأجرة (( التكسي )) ويسكنون بالإيجارات وان طلبات سواق التكاسي والمؤجرين تمزق طبلة أذنهم وشغاف قلوبهم , كما أنهم لا يتقاضون أي راتب شهري لا هم ولا أي فرد من أفراد عوائلهم التي تعيش دون خط الفقر , وما يزالون تلسعهم سياط البطالة والعطالة , ويعيشون بمرارة قاسية, ولكنهم نزهاء وأشراف رفضوا ان يستحوذوا على الكثير من المناصب والمقاولات والهبات والسلف وفرص العمل , والامتيازات والعطاءات التي تنسيهم الله والآخرة ويوم القيامة . اجل أن قرار مجلس النواب المعلن في جلسته الـ25 من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعة الثانية على شراء 350 سيارة مصفحة للنواب بقيمة 60 مليار دينار عراقي.يشكرون عليه رغم انه لا يشفي الغليل , لأنه يفتقر إلى الإيضاح الواضح عن جوهر ولون هذه العجلات وكيف يتم تامين وقودها وتعميرها وصيانتها , وان الذي يمزق أنياط القلب هو لن أرى ولن اسمع ولا أقرا عن نخوة وشهامة واحد من المواطنين بان يتبرع بمقدار من أمواله الكثيرة والكبيرة كمساعدة لخدام الشعب من اجل ان يوفر لهم أقلا مبالغ وقود هذه السيارات التي سيتنقلون بها من اجل مصلحة الوطن والمواطن , مع الأسف على هذا الشعب عندما اتخمت جيوبه بالأموال والدولارات أشاح بوجوهه عن الذين خدموه وقدموا له الرفاهة والسعادة والأمن والأمان وفرص العمل والماء والكهرباء والخدمات ..!! مع الأسف .
أقول : فيا ضيعة القيم والمبادئ .. ويا ضيعة العراق وأمواله وأراضيه ويظل كل إنسان مقيما بما يسجل من سلبيات أو ايجابيات في مسار حياته .فالمواطن العراقي قد سجل عبر حياته مواقفا ايجابية رائعة , وما يزال ينسج ملحمة المآثر والمفاخر دون أن ينال استحقاقه من المتحكمين والمتلاعبين والظالمين والمتنكرين لكل من يمتلك تاريخا زاخرا بالإرادة الفولاذية والاقتحام والإقدام والمصداقية الحقيقية في تسلكاته اليومية .فيا أيها العراقي لا تبتئس ولا تيأس فالمستقبل لك ولكل الشرفاء الذين يعيشون في ضمائر الأجيال , فليكن الصبر حليفك والمستقبل أليفك , وان قيمتك ستظل عالية في أذهان الشرفاء الذين لا ينكرون الفضل ولا ينسون المواقف الإنسانية السامية .
مدير مركز الإعلامِ الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat