• 23عاما قضيتها في الغربة مرغما وفور وصولي لكربلاء تشرفت بالأذان في حرم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
• بعد وفاة الحاج جواد المؤذن عام 1974م تسلمت مهمة الأذان وتلاوة القرآن في الصحن الحسيني المقدس.
• تصيبني رهبة كبيرة حينما أصعد لأقيم الأذان أو تلاوة القرآن في حرم سيد الشهداء (عليه السلام).
لإختراق حجب الماضي وما يحمله بين طياته من ذكريات تعطرت بقدسية الحرم الطاهر يحدثنا الحاج مصطفى الصراف (المؤذن) عن باكورة نشأته وشبابه:
أبصرت النور عام 1950م في مدينة الإمام الحسين عليه السلام مدينة كربلاء المقدسة، وبدأت بتعلم تلاوة القرآن الكريم سنة 1965، حيث درست لدى عدة مدرسين متخصصين وأساتذة للقرآن الكريم فتعلمت قواعد التجويد على يد الكبار في هذا المجال أمثال الحاج محمد حسين الكاتب الذي توفي 25 رجب 1390هـ والحاج المرحوم حمود مهدي صالح النجار الذي توفي في سنة 2004 وكذلك السيد حسن السيف (رحمه الله) والحاج حميد البرام، مع تواصل دروسي اليومية وقراءتي في الصحن الحسيني الشريف ومسجد العلقمي ومسجد العطارين في سوق العطارين ومسجد العباس (عليه السلام) مقابل مبنى البريد ومسجد في باب السلامة وفي هيئة الرسالة ومسجد الصافي.
وأذكر جملة من الأخوة المؤمنين الذين كنت برفقتهم: سيد ضياء سيد صادق آل طعمة والسيد كمال الحيدري الذي هو أستاذ كبير في التدريس الحوزوي والدكتور محمد حسين الخفاجي وكان الأخ مهدي العطار أعدمه صدام وجاسم السماك ومهدي الدوركي وكثيرين أيضاً.
وقد كان السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي(قدس) هو من أسس عدة مدارس للبنات والبنين للحفظ والتلاوة ودروس الحوزة والعقائد ومن بعدها إستلم الدورات القرآنية ملة حمود الحميدي (رحمه الله) فكنت معه في الصحن الحسيني الشريف.
وقد حملت شرف الأذان في الصحن الحسيني الشريف بعد وفاة الحاج جواد المؤذن (رحمه الله) سنة 1974م وقبل هذا كانوا يطلبونني في الصحن العباسي للمناجاة في شهر رمضان المبارك، وأنا كنت أفتخر بهذا الدور الذي استلمته قي العتبة الحسينية المقدسة وكنت ألتزم في كل يوم بمواقيت الصلاة إلى حد سنة 1980 حيث سجنت في سجون الطاغية صدام ومن بعد ذلك سُفرت سنة 1980 وبعد ذلك في سنة 1981 أسسنا في الخارج دورات قرآنية في طهران وقم وكان عدد الطلاب في الجلسة الواحدة 40 طالبا وكان يصل في بعض الأحيان إلى 120 طالبا وقد تخرج من هذه الدورة منذ بدأنا بالدورات إلى حد رجوعنا إلى الوطن حدود ما يقارب 150 قارئا جيدا وكثيراً منهم كانوا يأتون فقط لتعلم الأحكام.
وبعد سقوط الطاغية رجعت فوراً إلى كربلاء وحضرت أول مسابقة قرآنية في مسجد الإمام الحسن (ع) وأسسنا بعض المحافل واستمرت إلى يومنا هذا حيث تخرج العديد من الطلاب الجيدين، لقد رجعنا إلى المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام وكانت هذه أمنيتي وكانت لدي عقيدة كبيرة أنني سوف أرجع إلى كربلاء المقدسة والحمد الله تحققت أمنيتي وأول ما دخلنا إلى كربلاء وكانت الوقت ليلاً استلمت مفاتيح المأذنة صباح اليوم الثاني وأذنت في صلاة الفجر.
تصيبني كثير من الرهبة عندما أصعد لقراءة القرآن وأداء الأذان وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من المتقين وأسأل الله أن يجعلنا من الخادمين في هذه العتبة المقدسة عتبة الإمام الحسين عليه السلام، وهنا أذكر مجموعة من الأحاديث بحق المؤذن، قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (إلا وان المؤذن إذا قال اشهد أن لا إله إلا الله صلى عليه تسعون ألف ملك واستغفروا له وكان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ الله من حساب الخلائق) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤذنون أمناء المؤمنين على صلاتهم وصومهم ولحومهم ودمائهم)...
وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: (لا يستقيم الأذان ولا يجوز به إلا رجل مسلم عارف)
وكلمتي الأخيرة: أنصح أساتذة القرآن الكريم أن يهتموا بهذا الكتاب النوراني وكما قال رسول الله (ص): (من علم آية في كتاب الله كان له أجرها ما تليت) تلك الكرامات لا ينبغي تفويتها فقد قال رسول الله: (معلم القرآن ومتعلمه ومعلميه يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر)...
وقال الإمام الصادق (ع): (القرآن عهد الله إلى خلقه) وقال أمير المؤمنين الإمام علي (ع): (تعلموا القرآن فأنه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فأنه شفاء الصدور وأحسنوا تلاوته فأنه أحسن القصص) فمن جملة هذه الأحاديث الشريفة يجب التأكيد على الالتزام بتعلم القرآن الكريم ومفاهيمه وتفاسيره والعمل به ولا تكون قراءتنا له قراءة حروف فقط بل العمل به وبأحكامه، فلذلك أنصح نفسي أولاً وأنصح أخوتي القرّاء بالمواظبة بتعليم القرآن وأحكامه وشكراً إلى جريدة صدى الروضتين الغراء على هذا اللقاء.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat