استخدامات المجاز المرسل في القرآن الكريم ح2
الق علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الق علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن الدلالة على ما كان عليه الشيء في الزمن الماضي، هو احد أسباب استخدام المجاز المرسل من اجل التعبير على اعتبار ما كان في الماضي وما سبق من الأزمان، كقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) البقرة : 234 فنجد أن المرأة بالرغم من وفاة زوجها، قد أجاز القرآن تسميتها زوجة. وهنا جاء استخدام المجاز المرسل، وكذلك الآية الكريمة: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ) سورة الحجرات: 9 لذلك تجد إن تسمية الطائفتين (من المؤمنين) باعتبار كونها لم تتعد احدهما على الأخرى، أما بعد التعدي فقد سميت باغية. وهناك سبب آخر لاستخدامات المجاز على اعتبار ما سيكون؛ أي وصف الشيء بالمستقبل كما في الآية الكريمة: {قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} سورة الحجر: 53 وهنا يتضح هذا الاستخدام، كون الطفل عند الولادة لا يدرك فلا يتصف بالعلم أو غيره من الصفات العقلية. وأيضا نرى من خلال الآية الكريمة: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا) يوسف: 36
فقد أول تصيير الخمر بعد عصرها، فقد سمي العنب باسم الحال الذي سيؤول إليه، ويكون عليه. وهناك سبب آخر هو المحلية حيث يطلق لفظ المحل، ويراد به حال ذلك الشيء ومثال ذلك الآية الكريمة: {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ} الصافات: 177 والمقصود من الساحة في هذه الآية القوم الذين يتواجدون فيها. كما إن إطلاق الحال على شيء يراد به محله، هو سبب آخر من أسباب استخدامات المجاز المرسل ويعرف بالحالية، كقوله تعالى في سورتي الإنفطار والمطففين: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} والنعيم هنا جاء بمعنى الجنة، وهذا دليل على الاستخدام وان استخدامات المجاز قد اتسعت لتشمل العديد من المجالات كما في المجاورة، ومن خلالها يتم الدلالة على الشيء المجاور للصفة التي تطلق مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لَا تُقدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الحجرات: (1) ومن هنا تتضح الدلالة على اليمين واليسار أي ما يجاور العضوين. وكذلك استخدم المجاز المرسل الآلة التي بيّن عن طريقها الأثر الناتج عنها كقوله تعالى: (قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) سورة الأنبياء: (61) حيث يطلق أسم العين ويراد منها الرؤية أي على مرأى من الناس. وهنا نستطيع أن نبين الفرق بين الآلة والسبب لكي لا يحدث التباس، حيث أن الواسطة بين الفعل والفاعل هي الآلة، أما السبب فهو وجود الشيء. وهناك استخدامات أخرى قد زخر بها القرآن الكريم في العديد من سوره المباركة مثل الملزومية, والتقييد, والإطلاق, والعموم, والخصوص, والبدلية, والمبدلية, وأيضا التعليق الاشتقاقي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat