ثمة زهو يكابر في الروح ... ما نعانيه هو ضريبة إيمان وتوقيع هوية.
هذا هو التقييم الامثل، لمن يُقسر على ترك مدينته وبيته وناسه.
في الخطوة الاولى، سألني احد اولادي: ماما الى أين؟
قلت:ـ الى مرابع ستحملنا بأهداب العين، وشغاف القلب، الى حيث الهوية والتاريخ..
الى حيث الاهل والناس والقيم الزاهية في نبض الولاء...
سألتني احداهن: ما الذي يخيفك، وقد وصلنا الى ديار الأمان؟
قلتُ:ـ نحن ابناء عز وشيم.. ابناء (لا أعطيكم.. وهيهات منا الذلة..) ومن أجلها عانينا ما عانينا، فلا تخفضوا الهامة لأحد، لاتتقبلوا الصدقة من أي جهة كانت.. يجيء الجواب: سيدتي طال أمد القسر، وبدلات إيجار البيوت صارت كابوسا يمزق القلب، ومتطلبات الاولاد، والعطالة والبطالة، وبعنا آخر قطعة من المصوغات الذهبية.
قالت أخرى:ـ سألت عن الدوائر التي تمد المهجرين النازحين، بمقومات الحياة.. حكومية وأهلية، منظمات ومؤسسات.. جمعيات خيرية تحمل عناوين فضفاضة، ووزارة الهجرة والمهجرين التي باتت وكأن أمرنا لا يعنيها؟! ويبدو انها فعلا خـُصصت لسوانا.. همست في أذني احداهن: جميع المساعدات التي وردت لا تعادل مصرف يومين..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat