عزيزي نهر خريسان... كيف الحال؟
كل يوم اصحو صباحا، لأمسح نوافذ البيت.. يسألني ولدي: لِمَ يا أمي هذا الاعتناء المبالغ به في النوافذ؟ فيجيبه الدمع قبلي: كي أرى نهر خريسان مثلما كنت أراه... إياك ان تكرر ما يقولون: مات ماؤه او ذبل مجراه...
وإلا دونه كيف سنعيش؟ كيف تكون قرى بعقوبة؟ وكيف تنبسط المزارع، وتطير الطيور؟ وكيف سيكتب دونه الشعراء؟ سألوا يوما شاعرا كبير السن من الشعراء البعقوبيين: ألم تجف القريحة بعد؟
قال: لا... ما دام في نهر خريسان ماء...
أيها النهر العزيز...
عذرا سأبسط لهذا الولد الذي هو ابني، ذاكرتي كي ينظر بها...
هذه العوائل ألا تراها ما زالت الى اليوم تسير على ضفته هاربة من سموم القيظ.. وهذا الذي امامك هل تعرفه انه الملازم (ايهاب) ولا تقل لي قتلوه، وذاك هو الشيخ (هاشم) صاحب التكية القادرية البطل، الذي قايض رفضه ايواء الارهابيين برصاصات في رأسه، وتلك الحسينية التي يُقال عنها يا ولدي: ان البغاة فجّروها بمجرد ان رأوا تراب المآذن على الارض.
نهري العزيز... بعض الضحك سلوة، فتعال لنضحك سوية:
رفع الارهابيون لافتة تقول: يُمنع بيع الخيار مع الطماطة، ويمنع بيع الطرشي مع الثلج، وعليكم بالحمير، فالقرون المؤمنة ما كانت تركب السيارات، ولذلك فجّروها جميعها!! واخيرا اضحك لعقل ولدي الصغير الذي يقول: سأغلق هذه النوافذ، لأن خريسان جف وهو الان بلا ماء...
مسكين ولدي...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat