مع الأمير في ليلة الهرير.
سعد العابدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من جمال النظر في مواقف أمير المؤمنين علي (عليه السلام)والتي نقلها لنا التأريخ، أنها تضعك أمام شخص جسد نهج القرآن خُلقا ومنطقا، فمنهما( علي والقرآن) نستلهم تلك النسائم العلوية ببعض التفاصيل التي عاشها وعانى منها إمامنا علي، ومن تلك الليالي ليلة الهرير وهي احد ليالي معارك صفين تلك اللية
من ليالي "محن" علي وحملت في لحظاتها أسرارا وخبايا كشفتها تراتيل ذلك القلب الجامع لأسرار الكون، وركائز الثبات التي أتسم بها نهج علي(عليه السلام) وحوتها مواقفه التي إرتكزت على:
1- العلم بما علمه رسول الله (صلى الله عليه واله) فهو القائل (لقد علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ألف باب يفتح كل باب ألف باب)وهذا أمر أساسي لثبات صاحب المبدأ والقضية.
2- الإرتباط الدائم بالحق التي كشف عنها قول المصطفى (صلى الله عليه واله) في حق (علي مع الحق والحق مع علي )، فالإيمان والبصيرة أيضا من دعائم الثبات، فكلما صدر عن علي هو في دائرة الحق ولايمكن تأويله أو تفسيره الا بكونه الحق الذي لا يفترق.
3- الركون والإطمئنان بالله تعالى قال ابن عباس: قلت لأمير المؤمنين(عليه السلام) ليلة صفين: أما ترى الأعداء قد أحدقوا بنا؟ فقال: وقد راعك هذا؟ قلت: نعم. فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أضام في سلطانك، اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك، اللهم إني أعوذ بك أن أضيع في سلامتك، اللهم إني أعوذ بك أن أغلب والأمر إليك، وكذلك ما جسده علي بدعائه في ذلك اليوم(اللهم إليك نقلت الأقدام، وإليك أفضت القلوب، ورفعت الأيدي، ومدت الأعناق، وطلبت الحوائج، وشخصت الأبصار، اللهم أفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفتحين).
سبب تلك الحرب:
إدرع علي في تلك الليلة بدرع رسول الله وحمل سيفه ولبس عمامته فاعتجر بها، ركب فرس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطب في الناس وهو يذكرهم علة خروجه وحمله السيف للقتال قائلا :(أيها الناس من يبع نفسه يربح هذا اليوم؛ فإنه يوم ما بعده من الأيام،
• أما والله أن لولا أن تعطل الحدود،
• وتبطل الحقوق،
• ويظهر الظالمون،
• وتفوز كلمة الشيطان،
ما أخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه ، ألا إن خضاب النساء الحناء، وخضاب الرجال الدماء، والصبر خير عواقب الأمور، ألا إنها إحن بدرية، وضغائن أحدية، وأحقاد جاهلية، وثب بها معاوية حين الغفلة ليذكر بها ثارات بني عبد شمس:﴿فقتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمن لهم لعلهم ينتهون﴾).
تلك كانت هي أسباب هذه الحرب، فلقد شكلت تلك العصابة التي يقودها معاوية تهديدا خطيرا على دين محمد (صلى الله عليه واله)إستمر تأثيره الى يومنا هذا.
وفي أرض المعركة حيث نرى علي (عليه السلام) وهو قائم يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، والمستعان الله، ثم ما أن قام قائم الظهيرة حتى كان (عليه السلام) يقف ساعة بعد ساعة، ويرفع رأسه إلى السماء وهو يقول: ( اللهم إليك نقلت الأقدام، وإليك أفضت القلوب، ورفعت الأيدي، ومدت الأعناق، وطلبت الحوائج، وشخصت الأبصار، اللهم أفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفتحين).
تلك الليلة التي كانت صلاتهم تكبيرا وإيماءا نحو القبلة تزهر بالتكبير العلوي حتى عُد قتلى علي بعدد تكبيراته آنذاك في يوم واحد (523) من منازلي الأقران، ومن شجعان العرب ، قال ابن أعثم: أحصي له خمسمائة تكبيرة وثلاث وعشرون تكبيرة، في كل تكبيرة له قتيل. وقال: وكان إذا علا قد ، وإذا وسط قط ، في تلك الليلة إشتدت الحرب، فجعل بعضهم يهر على بعض ويعتنق بعضهم بعضا، ويكرم بعضهم بعضا، هكذا كانت تلك الليلة بما تحمله من غصص والم تزدد جمالا وإشراقا بعلي(عليه السلام)وثباته على الحق .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سعد العابدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat