صفحة الكاتب : عبير المنظور

عيد الندبة!
عبير المنظور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وحلّ العيد، واختنقتْ الأنفاس بعبرتها، وارتعشت الأوصال وتوضأت بدموع الآماق حينما رمتُ الدخول إلى محراب العشق الأقدس في صباح يوم العيد، حيث موعد الخلوة والنجوى، بين آهاتٍ تتناثر وسط كلمات دعاء الندبة، وزفرات تتخلل المعاني المختبئة بين السطور، وبين حبر الأدمع وقرطاس القلب ترتسم لوحة الولاء الحقيقي لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وشدة الاشتياق ولوعة الغياب وألم الانتظار وبث الشكوى، إنها باختصار لوحة العيد التي يرسمها الانتظار بريشة الشوق وبرعاية دعاء الندبة.

نعم، هو الدعاء الذي تُعد قراءته من المستحبات المؤكدة في الأعياد الأربعة (عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الغدير والجمعة) فهو بمثابة دورة تربوية مكتملة الجوانب في أدب التعامل مع إمام الزمان (عليه السلام)، فقراءة دعاء الندبة ليس مجرد دعاء نقرؤه أو لقلقة لسان بكلمات مأثورة من الأدعية، ولا هو دعوة للتشاؤم والسلبية للبكاء والنحيب في العيد، وإنما هو تعبير عن الصلة القوية بينك وبين إمام زمانك، ومؤشر لشدة التقارب الروحي منه ، فمن الطبيعي جداً أن يتأثر الإنسان في لحظات فرحه العارمة بتذكره لأحبّته ممن غابوا عنهم أو غيّبتهم المنيّة تحت الثرى، ويتمنى أن يشاركوه فرحته، ولعله من هذا المنطلق ينبغي تكرار قراءة دعاء الندبة في الأعياد، لأنه يشعرك بأنك مع الإمام في فرحك وحزنك وأنك على قدر مسؤولية انتظاره الفعّال في عصر الغيبة الكبرى عن طريق التمهيد لظهوره المبارك بالعمل والسعي الجاد.
إذن فهو يمثّل دافعاً إيجابياً نحو التقدم لا التقهقر وندب الحظ، بحيث ينطلق بنا الدعاء من إطار الفردية إلى التعاون والعمل الجمعي مما يوحّد جهود المنتظرين للإمام في زمن الغيبة بالكم والكيف، مما يسهل بالتأكيد التمهيد للظهور ويشد ويؤازر بعض المنتظرين مع البعض الآخر، لنكوّن بذلك الوحدة الحقيقية للانتظار الواعي والفاعل الذي ينتشر في جميع الاتجاهات وفي جميع نواحي الحياة، لنعيش بذلك عيدنا الحقيقي وهو النظرة الأبوية الرحيمة من المولى صاحب الأمر (روحي فداه) الذي أدعوه بـ (عيد الندبة) ولكن بشرطه وشروطه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبير المنظور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/14



كتابة تعليق لموضوع : عيد الندبة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net