التطوير التربوي ضرورة لا تحتمل التأجيل (2) السلبيات في القطاع التربوي في العراق
كامل حسين علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كامل حسين علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجستير – مناهج وطرائق تدريس
من المعروف أن النظام التربوي بعد سقوط النظام الدكتاتوري البائد سنة 2003، ولحد يومنا هذا، قد ورث كل الترسبات التي وقفت دون السمو بالعملية التربوية، ولم يقُم بواجبه المهم في القيادة والمساهمة في تقدم ورقي المجتمع وقوته، وذلك بسبب بقاء بل وزيادة السلبيات في هذا القطاع رغم مرور أكثر من خمس سنوات خلت عليه، كانت كافية لاجراء تطوير جذري وعلمي للقطاع التربوي... ومن أجل التطوير العلمي لابد من تشخيص السلبيات أولا في النظام التربوي ومنها:
1- بالرغم من قناعة أي فرد بصورة عامة والمسؤولين وصنّاع القرار بصورة خاصة، بأهمية القطاع التربوي للتنمية الشاملة في البلاد، الا انهم لا يعطونه الأهمية اللازمة في الواقع التنفيذي والعملي الاجرائي على أرض الواقع.
2- قلة وتدني نسبة التخصيصات المالية من الموازنة العامة للدولة الكافية واللازمة لاحتياجات القطاع التربوي، بالنسبة الى القطاعات الاخرى. ولا أريد أن أذكر بعض النسب للدول الأخرى المتقدمة والنامية التي تعطيها الى القطاع التربوي، والنسبة التي تعطيها الحكومة العراقية لهذا القطاع - مع الأسف الشديد - لكي لا أسثير غضب الشعب على الحكومة، واتهامها على أقل وصف بالتقصير.
3- عدم تحديد وصياغة ووضوح الفلسفة العامة للعراق، والتي في ضوئها تشتق الفلسفات والاهداف للقطاعات، المتخصصة، مثل الفلسفة التربوية، والفلسفة الاقتصادية، والفلسفة الزراعية، والفلسفة الصناعية، والفلسفة العسكرية...
4- عدم تحديد وتوضيح الفلسفة التربوية العامة التي في ضوئها تشتق فلسفة وأهداف كل جوانب العملية التربوية الجسمية والعقلية والخلقية والروحية والوطنية... وكذلك الأهداف لكل مرحلة من مراحل الدراسة من رياض الأطفال الى التعليم العالي. وكذلك أهداف كل مادة دراسية، ولكل صف من الصفوف الدراسية، وأيضا في ضوء المستجدات العلمية والتكنلوجية الحديثة في العالم.. لأن في ضوء الأهداف يستطيع خبراء المناهج من وضع المقررات المنهجية النظرية والعملية، وكذلك تأليف الكتب الدراسية لكل مادة في المراحل الدراسية كافة.
5- بقاء السلم التعليمي للمراحل الدراسية في العراق منذ عشرات السنوات ولحد الآن وعدم تطويره وتحديثه. في حين أن أكثر دول العالم الآن أخذت بنظام المدرسة الأساسية، ويتكون من تسعة صفوف، وبعد تخرج الطلبة من المدرسة الأساسية يرحلون الى أقسام المرحلة الثانوية التخصصية، في ضوء درجات الطالب لكل مادة دراسية ورغبته، وهذه المرحلة تتكون من ثلاث سنوات، ومن أقسام هذه المرحلة، قسم الطبية، والهندسية، والاجتماعية، واللغة العربية والاسلامية، والعلمية... وان خريجي الثانوية التخصصية يوزعون على كليات مختصة بذلك القسم فقط؛ فمثلا: قسم الثانوية الطبية، يوزعون على كليات الطب البشري، والصيدلة، والأسنان، والطب البيطري. وقسم الاجتماعيات، يوزعون الى كلية الآداب قسم الجغرافية او التاريخ، او الاجتماع... وهكذا بقية الاقسام.
ان الطلبة يأخذون في ثلاث سنوات من الدراسة الثانوية التخصصية بعض المواد ومبادئ عامة مختصة في كليات التخصص... وهكذا يكون توزيع الطلبة من قبل وزارة التعليم العالي الى الكليات بشكل عادل وصحيح وجيد وحسب رغبة الطالب، بدلا من أن يكون أمام الطالب عشرات الاختيارات المختلفة.
وكثيرا ما يرغم الطالب لدخول كلية لا رغبة ولا امكانية له فيها. وهذا النظام يسهّل أيضا على الطالب اختيار عدد قليل جدا من الكليات والاقسام. ويسهل كذلك على دائرة القبول المركزي في وزارة التعليم العالي توزيع الطلبة على الكليات بشكل أسهل وأسرع وأرق، وفي ضوء تخطيط احتياجات التنمية الشاملة وقدرة الجامعات وامكانياتها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat