الإمام المهدي في المفهوم الإسلامي ح4
د . احسان الغريفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . احسان الغريفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أوردنا في الحلقة الثالثة أن الامام الحسن العسكري ع قد أخفى مولد ولد الإمام المهدي عج، وستر امره لصعوبة الوقت، وشدة طلب سلطان الزمان إياه، واجتهاده في البحث عن أمره، وبعد وفاة الامام العسكري ع كان أعداء الامام المهدي (عج) يريدون قتله، فكان لابد من استتاره عن اعين الناس
فكان لا بد من الحديث في هذا العدد عن الحاجة لأن يكون للإمام ع سفير بينه وبين الشيعة لكي يجيب على أسئلتهم بوساطته ويقضي حوائجهم، ويرشدهم لما فيه صلاح دينهم ودنياهم، (السَّفِيرُ في اللغة: الرَّسول والمصلح بين القوم والجمع سُفَراءُ)، والمراد به هنا (الوكيل) وكان للسفراء وكلاء في مختلف البلدان والمدن التي يسكنها الشيعة، وفي هذه الفترة التي استمرت سبعين سنة إلا اثنى عشر شهرا وأربعة أيام. وقيل: سبعين سنة كان الامام (عج) غائباً عن أعين عامة الناس، وتسمى (بالغيبة الصغرى)، وهؤلاء السفراء عددهم اربعة: وأولهم: عثمان بن سعيد العمري، ويكنّى بأبي عمر، ويقال له الزيّات الاسدي، وكان من شأنه انه خدم الامام الهادي وله من العمر احد عشر سنة. وحكي: أنه يقال له (العمري) لأنه ينتسب من قبل الأم إلى عمر الأطرف بن علي . وعثمان بن سعيد هو وكيل الامام العسكري ع ايضا، فقد نص عليه الإمام العسكري والإمام المهدي (عليهما السلام)، ومدة سفارته حوالي خمس سنوات توفي 266 هـ ، وقيل توفى سنة 264هـ، ودفن في الجانب الغربي ببغداد . السفير الثاني بعده هو ابنه: محمد بن عثمان ويكنى بابي جعفر نص عليه الإمام العسكري ع، وفي نفس الوقت نص عليه الإمام المهدي (عج)، كما نص عليه ايضا أبوه عثمان وقال في حقه: اسمعوا له وأطيعوا . ومحمد بن عثمان هذا أطول نواب الإمام فترة، فكانت نيابته قرابة أربعين سنة، يعني من سنة 264 او 265 هـ إلى 305هـ .
السفير الثالث: أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، نص عليه السفير الثاني أبو جعفر بأمر صاحب الزمان (عج) اذ قال السفير الثاني وعنده وجوه من الشيعة: هو القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر (عج) والوكيل والثقة والأمين فارجعوا في أموركم إليه وعولوا في مهامكم عليه، فبذلك أمرت وقد بلغت . وكانت مدة سفارته واحدا وعشرين عاما تقريبا. وقد توفي سنة 326 هـ . السفير الرابع: أبو الحسن علي بن محمد السمري، وقد نص عليه السفير الثالث الحسين بن روح بأمر صاحب الزمان (عج) وبقي السفير الثالث في السفارة ثلاثة أعوام وتوفي 329 هـ . وحصلت اشارة سماوية تلك السنة؛ اذ تناثرت فيها النجوم فوقعت الغيبة الكبرى وهي الغيبة الثانية التي نحن فيها، ولمّا حان رحيل الحسن السمري عن الدنيا و قرب اجله، قيل له: الى من توصي؟ فأخرج لهم ورقة بخط الامام المهدي (عج) وكان الناس آنذاك يعرفون خط الإمام (عج) فخط الإمام المهدي (عج) معروف في زمن حياة أبيه الإمام، وقد اطلع معظم شيعته على ولده المهدي وعلى خطه وتوقيعه، فكان خطه وتوقيعه مألوفا للناس، ولما نظروا في نص الورقة وجدوا فيها : ((" بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية [ التامة ] فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلما كان اليوم السادس عادوا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيك من بعدك ؟ فقال: لله أمر هو بالغه . ومضى رضي الله عنه، فهذا آخر كلام سمع منه .
روى الصدوق بسنده عن الجواد عن آبائه عن امير المؤمنين قال: ((للقائم منّا غيبة امدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبة يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة، ثم قال ع: إنّ للقائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه))إكمال الدين: 303.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat