الإمام الحُسَين (عليه السلام) منهجٌ واعتبار مِن التطبيق الشعائري إلى التطبيق الحياتي الجزء الأول
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما مِن شك في أنَّ الإمام الحسين (ع) هو أكبر وأعمق مفهوماً وقيمةً ودلالة وهدفاً من الشعائر الجزئيّة، والتي تُمثِّل في تطبيقها تعبيراً مشروعاً عن سمة الولاء والاعتقاد في أيامٍ معدودات، ينفكُّ عنها مَن يُمارسها تطبيقاً بمجرد انتهاء أمدها الوقتي. ولكن مَن يدرك مفهوم وقيمة ودلالة الإمام الحسين(ع) إعتقاداً ومنهجاً وسلوكاً، لا ينبغي به أن ينفكَّ عمّا آمن به في حركته الحياتية، باعتبار أنَّ الإمام الحسين (ع) قد أضاف إلى الحياة عامة إضافات معنوية وقيميَّة وأخلاقيّة وحتى سياسية، يمكن لكل مَن يقبلها طوعاً أن يتفاعل معها في مُجمل فروضات الحياة المُعاصرة.
وهذا الإمكان إنّما يتأتى من الإستجابة الإرادية لكلّ ما نبّه عليه الإمام الحسين (ع) في وقائع نهضته الشريفة؛ كون الاستجابة الإرادية بعد انتهاء ممارسة الشعائر تُمثِّل إنطلاقة إلى الحياة إصلاحاً وتغييراً. وهي تلبيّة إيمانية يجب أن تأخذ طريقا سَلكاً إلى آخر الصراط، والقرآن الكريم قد ندبنا إرشاداً منه إلى قيمة وأثر الإستجابة الطوعيّة في الواقع، لدعوة الله تعالى ودعوة المعصوم نبياً كان أو إماماً (ع)، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الأنفال: 24، والحياة هنا أعمّ مطلقاً من كل ما نحسه ونعيشه عياناً وذهنا، إذ أنّها تتجلى عند المعصوم (ع) بصورة قد لا تشبه في ملامحها ما ندركه نحن خاصة؛ لذا قال الإمام علي بن أبي طالب (ع) في قولته الشهيرة: (الموتُ في حياتكم مقهورين والحياةُ في موتكم قاهرين) (نهج البلاغة: صبحي الصالح: خ51.
فالحياة الحقيقيّة التي أرادها اللهُ تعالى لنا والمعصوم (ع) من بعده هي حياة تقوم على أساس قهر الآخر من النفس الأمّارة بالسوء إلى العدو، والذي قد يتمثّل اليوم بسلوك أو فكر أو ثقافة أو إنسان منحرف.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat