صفحة الكاتب : علي وحيد العبودي

إكذوبة مرحلة!!
علي وحيد العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في صباي كنت املك كتاباً صغيراً يحكي قصة بطل رياضي عراقي كان يمارس رياضة المصارعة الحرة، ولا اتذكر كيف حصلت على هذا الكتاب، لكنني اذكر جيداً ذات يوم اخذته الى المدرسة وكنت حينها في المرحلة المتوسطة ، حيث بدأت اقرء لاصدقائي عن هذا البطل العراقي وكيف كان يهزم خصومه من المصارعين اللذين كان ينازلهم في حلبة المصارعة الحرة غير المقيدة للمحترفين كما تسمى في المصطلح الرياضي.
الكتاب كان يحوي صوراً لنزالات هذا المصارع وكنت اتباهى وتعتريني ابتسامة عريضة وانا اقرء لزملائي بطولات وانتصارات هذا الرجل الخارق .
بالامس وعن طريق الصدفة شاهدت مقطع فيديو يحوي نزال هذا المصارع مع المصارع الاسكتلندي أيان كامبل ودهشت للحركات المسرحية والتمثيلية التي كان يقوم بها المصارعان ودفعني الفضول الى مشاهدة المزيد من هذه اللقطات عبر اليوتيوب حيث شاهدت جميع نزالاته التي عرضت في التلفزيون العراقي انذاك لاكتشف انها لعبة من الاعيب البعث التي كان يلهي بها الناس ويحاول تغيير مسار تفكيرهم عن ما يقوم به من جرائم لسنوات طويلة.
في كل نزال شاهدته كان يذكر المعلق الرياضي اسم السيد جورج رينيسكو رئيس الاتحاد العالمي للمصارعة الحرة غير المقيدة للمحترفين، فقررت ان ابحث عن هذا الاسم في محرك البحث (كوكل) لكني لم افلح في العثور عن هذا الشخص او حتى منصبه عثرت فقط على اسماء لاتحادات عالمية في هذه الرياضة مثل اتحاد  WWE و AWA و NWA  وجميعها غير معترف بها من قبل اللجنة الاولمبية الدولية لان هذه الرياضة هي رياضة استعراضية ولا يوجد فيها منافسة حقيقية.
 وكان واضحاً ان كل ما كان يدار هو كذبة كانت تمارس باتقان وتنظيم الى درجة انهم يأتون باسماء وشخصيات لا تمت للرياضة باي شكل من الاشكال ليضحكوا على ذقون الناس وللاسف استطاع البعثيون ان يلهوا الآلاف من الذين يحضرون نزالات هذا المصارع في ملعب الشعب وهولاء الناس البسطاء لا يعرفون هذه السناريوهات لانهم اعتادوا على مشاهدة رياضة المصارعة الحقيقية التي تدخل فيها المنافسة الشريفة والمعترف بها من قبل اللجنة الاولمبية الدولية. 
لم اجد اي اختلاف بين الرياضة التي كان يمارسها هذا المصارع والمصارعة الحرة التي تغزوا الفضائيات هذه الايام والتي من المعروف ان مبارياتها تكون معدة مسبقا وفق سيناريو خاص يتضمن بشكل موسع أحداث المباراة ويبين من يفوز؟! ومتى يفوز؟! وكيف يفوز؟! ولكي يضيفوا اليها المزيد من الإثارة يشمل السيناريو العديد من التجاوزات المتعمدة كخداع الحكم أو إنهاء المباراة بطريقة غير شرعية، بحيث تجذب المتابع للاستمرار في مشاهدة بقية السلسلة من هذه الأحداث بنفس الحماس والجدية.
لقد كان هذا البطل الاسطوري!!! ينهال على خصومه ويسقطهم ارضا وسط فرحة الناس وغبطتهم وصراخ الجمهور المسكين الذي لا يعرف مثل هذه الرياضة. 
حتى اصبح حديث الشارع الذي كان يتحدث عن بطلا قوميا استطاع ان يهزم ابطال العالم !!.
لقد اعترف هذا المصارع في مذكراته التي كتبها بعد سنوات من ممارسته هذا النوع من الرياضة كيف استُخدم كأداة بيد النظام البعثي فكان عنواناً لمسلسل اخر بعد مسلسل ابو طبر المرعب!! الذي ابتدعته الحكومة انذاك لتبث الخوف والرعب في نفوس الناس، في الوقت الذي كانت تمارس هوايتها التي اعتادت عليها من خلال اعتقال واعدام الكثير من الرموز الوطنية في هذه الفترة .
واليوم، امسح من ذاكرتي البطل الذي قهر كل ابطال العالم رغم امتداده لذاكرة الطفولة وحزني الشديد على الفرحة التي كانت تغمرني حينها، لانني ادركت  تماماً ان هذه اللعبة كانت الافيون الذي استخدمه النظام البعثي لتمرير القرارات السياسية  المشبوهه وسط انشغال الشعب بهذه الظاهرة لسنوات طويلة !!.
alikhassaf_2006@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي وحيد العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/14



كتابة تعليق لموضوع : إكذوبة مرحلة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net