صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

الوحدة في فكر شهيد المحراب .
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل من عاش فترة سبعينات القرن الماضي وما تلاها، يعرف من هو "محمد باقر الحكيم"، هذا المجاهد قاوم وعارض أعتى طاغية عرفه التاريخ، وبقي كذلك حتى إنتهاء حقبة حزب البعث..

جاء للعراق بموكب بسيط إسْتَقبَلًتْهُ كُلْ المحافظات الجنوبية، منتظرةً منه بدأ العيش الكريم على يديه، لكن المتربصين وبعد سماع خطاباته، التي تحض على التعايش وترك ونبذ الطائفية، التي زرعها حزب البعث المقبور، كانت له بالمرصاد منهية حياته بتفجير غادر وضخم، وضعوا فيه كل حقدهم، لانهاء آمال العراقيين .

أحد الخطابات التي تلاها في الروضة العلوية، وهو يؤكد على حفظ دماء العراقيين، وإحترام مرجعية النجف الأشرف، كان له الأثر الكبير في نفس من يعتاش على الفتنة، التي أكلت من شباب العراقيين ما أكلت، ومن كان بالأمس يعتاش عليها، واليوم يتمتعون بالمناصب والأموال والخدم والحشم ويشار لهم بالبنان، ولا بد من التذكير أن اؤلئك القادة المجاهدين، الذين لبوا نداء الوطن بالجهاد الكفائي، هم من نتاج تلك المدرسة، التي انشأها شهيد المحراب الخالد .

المسيرة الجهادية التي طالت مدتها بدأت برعاية والده المرجع الكبير السيد "محسن الحكيم"، ورفقة الشهيد "محمد باقر الصدر" كانت مليئة بالمخاطر، وأجهزة الأمن البعثي تُلاحِقُهُ وتسجل كل شاردةٍ وواردة، ليهاجر ويترك الوطن بعدما وصلت الأمور لنهاية المسير والتضحية بحياته والمشروع، الذي سيندثر بعد إنتهاء حياته، فآثر على الهجرة ليكون تحت رعاية الإمام "الخميني" ومن ثم الإمام الخامنائي لإكمال المسيرة الجهادية.

من خلال المتابعة والتحليل، نجد أن خطب الشهيد الحكيم لا تخلو من ذكر المرجعية، والدعوة الى التمسك بها " أن من أولى أولوياتنا هي وحدة كلمتنا، وأن نكون يداً واحدة، ومراجعنا متحدون، ونحن في خدمة مراجعنا" وبهذا قد صبّ كل تطلعات المراجع الكرام في بوتقة واحدة، وهذا ما لا يتطابق مع أهداف ونوايا المحتل، الذي لو ترك الأمور تسير وفق ما صُرّحَ به الشهيد، لكان العراق اليوم حُرا،ً يمتلك قراراته دون تدخل أي من يريد السير بالعراق للخراب، الذي لمسناه من خلال ما أنتجته السياسة الأمريكية المدمرة .

في إحدى خطبه ومن خلال متابعته، للذين لا يستطيعون التحمل والصبر يرافقه العوز والفقر لشريحة كبيرة عانت ولا تزال تعاني فيقول "إذا كان هناك من يتمكن أن يتحمل هذه المشكلة، بما قدر الخالق سبحانه وتعالى له من إمكانيات وقدرات وأموال ورجال، فما شأن المحرومين والمستضعفين من أبناء أمتنا، هؤلاء الذين لا يتمكنون أن يتحملوا عبء هذه الفوضى والأضرار البالغة لهم التي تمسّ قضاياهم، وأهم أمور حياتهم، ومن هنا نجد هذا الإضطراب الواسع الذي يشكل معضلة في الحياة المعيشية للناس، إذ ليس هناك إستقرار في حياتهم المعيشية"

كما ويشير في إحدى خطبه للجمعة الثانية الى مفصل مهم جداُ من المفاصل منها: الأمن وفقدان النظام، وتلكؤ المؤسسات العامة، التي يحتاجها الناس في حياتهم الشخصية، والإجتماعية، والإقتصادية، والحقوق المهضومة المنتهكة لكثير من الناس في العراق الجريح، الذي تعرضت أرواحهم للقتل، وممتلكاتهم للتدمير، ورأى (قدس) أنه لابد من السعي لإرجاع هذه الحقوق، وتعويض هذه الممتلكات لهؤلاء المحرومين .

في لطيفة له بإحدى الخطب، أشار الى التلاحم بين أطياف الشعب العراق المتعدد الأديان والطوائف، ودعا سماحته إلى إحترام الأقليات الدينية، كالمسيحيين وغيرهم، ورأى أن التعرض لهم، أو الإعتداء عليهم يُعَدُّ عدواناً لا يتسامح معه، وأن المراجع العظام لم يأذنوا بمثل هذه الأعمال، موصياً بإحترام القانون وتقويته لأنه أساس بناء الدولة، كما للتعليم من منزلة كبيرة في إعداد جيل يتمتع بالعلم والمعرفة، التي توصلنا لبر الأمان من دون الإحتياج للخبرات الخارجية، وهذا يساهم في البناء الصحيح للدولة، والفائدة للمجتمع أولا والفرد ثانياً .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/01/18



كتابة تعليق لموضوع : الوحدة في فكر شهيد المحراب .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net