صفحة الكاتب : ميعاد كاظم اللاوندي

على تلال الغرقد
ميعاد كاظم اللاوندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أرهفت وريثة الأحزان السمع جيداً، ليس هناك سوى همهمة خلف الباب الموصدة، وجد الخوف طريقه إلى قلبها فتسلل، طرقت الباب بكفها المرتجف ثم دخلت، استقبلها أخوها الحسين، بدا استقباله للصابرة مضطرباً، هالها ما رأت، حاولت جاهدة خنق شهقتها وابتلاع غصتها.

 حاول الحسين (عليه السلام) تهدئتها لكن دون جدوى، فمنظر الطشت المشؤوم أرعد فرائصها، وكيف لا وهي تعاين بعين الأسى من رست الخليقة على اعتابه، وهو يهمّ بالرحيل ناشراً أشرعة الوداع.
 وصورة رسمتها المنية على إيقاع الصمت الرهيب، فلا وقع بعد لأقدامه الشريفة بعد أن صار الى عالم الاقداس الملكوتي، فقد باتت سكك المدينة تضجّ بالوحشة والانين، وفقد الليل الساكن رفيقه المحمّل بعطاياه الخجولة. 
وطرقات غابت عن أبواب بائسة تقبع خلفها افواه فارغة، وأحداق ساهرة ترقب قدوم الزائر المجهول الذي تتفجر بمقدمه ينابيع العطاء والايثار.
في مشهد أبكى المخالف قبل المؤالف في بيت الامام الحسن (عليه السلام) هناك حيث الجسد المسجّى تحيط به شموس الطف الساطعة فما بين الشمس والقمر والنجوم الهاشمية، فارقت روحه الطاهرة الدنيا، ورحلت الى بارئها راضية مرضية.
 رحل المجتبى، ولم ترحل كلماته الخالدة التي شعّ صداها عبر الازمان والعصور لتبرز للأجيال عبر فرشاة البسالة ألوان كربلاء النابضة بالحق وما سطرته من ملاحم وبطولات عجزت أعظم مجلدات التاريخ تبيان مكوناتها الرسالية، حين ردّد عبارته المشهورة مواسياً أخاه الحسين (عليه السلام) عندما برقت في عينيه دمعة: لا تبكي يا أخي، فلا يوم كيومك يا أبا عبد الله.
كان مقرراً أن ينتهي الموكب الجنائزي المهيب عند قبر النبي الكريم محمد (ص) حيث نهاية الرحلة المؤلمة لريحانة المصطفى، لكن واعجباه! 
فمن بطن إحدى الحجرات انطلق الوعيد، وصدح بأعلى صوته: ان لا تدفنوا في بيتي من لا أحب. 
وبين نصال من بخسوا أجر صاحب الرسالة، انفصمت دعامة الجود والكرم، وعاد النعش الموشوم بأحقاد المنكرين بالسهام الخبيثة، عاد القهقري على مضض ليرقد أخيراً محتسباً فوق تلال الغرقد، ليس هذا إلا حقنا لدماء المسلمين، أيا رحمة الله الواسعة سلام عليك وألف سلام، والى الله المشتكى صبراً.. صبراً. 
نكظم الغيض حتى ظهور القائم المنتقم، وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ميعاد كاظم اللاوندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/10



كتابة تعليق لموضوع : على تلال الغرقد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net