استغلال طاقات الشباب
سوسن بداح خيامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سوسن بداح خيامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشباب يشكلون عمادة الامة وصلاحهم من صلاح الوطن وضياعهم خطر عليه , ان قيمة الشباب هي بما يقدمه من بذل وعطاء لمجتمعه وهم الاساس في حفظ مقدرات الامة وعلى عاتقهم يحدد مقياس التقدم.
ان مرحلة الشباب هي مرحلة تكوينية واثبات الذات من هنا فان ضعف التوجيه والتوعية والرقابة من شانه تغذية سلوك العنف والفوضى. ان الشباب لديهم طاقات كبيرة وبحاجة لتفريغها لذلك يجب توفير مساحات لهم لاستغلال طاقاتهم بما هو خير لهم وللمجنمع والا سوف يستمر تحول الشباب نحو السلوك الطائش والتخريبي
يقول العالم ماركس أدرنو < ان التصرفات ليست مجرد اشياء او مواقف موروثة بل تكونت تحت عملية تفاعل للعديد من العوامل الوراثية والبيئية والفوضى الاجتماعية>.وبحسب دراسة اجريت حول واقع الشباب العراقي لاحظ الباحثون ان العزلة الاجتماعية التي يعيشها الشباب العراقي في عصرنا الراهن تجعله بعيدا عن أهدافه وغاياته ومسؤولياته. فالشاب لا يشعر بقيمته في الجماعة إلا أن يقوم بعدة أدوار هي بالحقيقة مفروضة عليه فرضا كالاتصال بزملائه وأقرانه.
فالعزلة تولد الخوف والاكتئاب، فلا بد من تدعيم مكانته في الاجتماعية وتعزيزها وسد حاجته إلى تبادل الأفكار والآراء مع الآخرين من خلال عملية الاتصال المستمر في حياته اليومية ممّا يفيده في اتخاذ قراراته المصيرية ويقدم له الاعتبار المطلوب لأن الانتماء للمجتمع يكسب الفرد سماته، وينمّي ويدعّم عنده عوامل التنشئة الاجتماعية.
و من جهة اخرى اصبح يفكر بطريقة مغايرة لهويته الحقيقية وطموحه العلمي والمستقبلي نتيجة للظروف القهرية التي يمر بها.وفي دراسة اخرى استنتج الباحثون في علم الاجتماع ان معالجة قضايا الشباب يجب أن تنطلق من الشباب أنفسهم وتصب في مصلحتهم. وهذا ما يدعونا إلى ضرورة الإصغاء لهم والجلوس والتحاور معهم وعدم الاكتفاء بإلقاء التوجيهات والنصائح والخطب الرنانة وضرب الأمثلة البعيدة الواقع المعاش. فلسنا نعيش في عالم (يوتوبي) مثالي يقوده الحكماء. ولسنا نملك عصا موسى لنغير العالم بحركة واحدة. ولكن علينا دراسة الواقع الشبابي وتشخيص العلل والسعي المثابر لمعالجتها بروح تتحلى بالصبر والأناة والنظام والمسؤولية.
من هنا تكمن اهمية تفعيل البناء التربوي ووضع خطط لتوظيف ابداع الشباب والتركيز على ملئ الفراغ بمشاريع تستثمر بها طاقاتهم ومن ناحية اخرى توعية المجتمع على فن التعامل مع الشباب وتفعيل قسم للارشاد والتوجيه في المدارس والجامعات لحل مشاكلهم ولرفع قيمة الحياة في نظرهم وحثهم على التضحية للوصول لافضل مستوى.
وايضا يقع على عاتق موؤسسات التعليم العالي اهمية تنمية التفكير السليم ورعاية الجانب الاخلاقي للطلاب وغرس القيم والمبادىىء في نفوسهم لان الشباب يعكسون واجهة بلدهم الثقافية.
ويجب ان تتكاتف مؤسسات المجتمع ووسائل الاعلام والصروح التعليمية لوضع خطط طارئة لوقف هدر طاقة الشباب على طريق الضياع والا على الامة السلام .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat