البعد الروحي للطواف (26)
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
واهل البيت (صلوات الله عليهم) اولئك الخلاصة من الخلق الذين اصطفاهم الله تعالى من بين بني ادم وجعلهم من الذرية الخالصة والعباد المخلَصين – بفتح اللام - والقران صريح في ان بني ادم على صنفين مصطفون وبشر ممن خلق، فالمصطفون قال تبارك وتعالى عن بعضهم في كتابه العزيز ﴿ ان الله اصطفى ادم ونوحا وال البراهيم وال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض﴾ وقال عن البعض الاخر ﴿انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ واستخلصهم كما استخلص ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران (عليهم السلام) حيث قال عن يوسف (عليه السلام) ﴿كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلَصين﴾ فجعل اجر الرسالة مودتهم فقال ﴿قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى﴾ ثم بين اشخاصهم على رؤوس الاشهاد فجعل ولايتهم كولاية الله ورسوله حيث قال ﴿ انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾ و قال ﴿ويطعمون الطعام على حبه يتيما ومسكينا واسيرا انما نطعكمم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا﴾ وقال ﴿تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم﴾
فان هذا المجموع من ايات الذكر الحكيم تنبئ عن مقام اهل البيت (عليهم السلام) وحرمتهم وعظيم منزلتهم عند الله تبارك وتعالى وان حقيقة الايمان لا تكتمل الا بالايمان بالله ورسوله وكتابه والاتباع لما جاء في الكتاب الكريم وما امر به الرسول العظيم الذي امر الله تعالى في كتابه العزيز باتباع كل ما اتاه فقال ﴿وما اتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا﴾ وقد اخبر النبي (صلى الله عليه واله) ان الهدى بعده لن يتحقق الا بالتمسك بالقران الكريم واهل البيت (عليهم السلام) من بعده، فقال "اني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي اهل البيت وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"
فمن استكمل حقيقة الايمان وعرف لاهل البيت حقهم كما عرف للكعبة حرمتها فان جزاء حضوره عند الكعبة المشرفة - بهذا القيد - ان يغفر الله ذنوبه ويكفيه امر دنياه واخرته.
ومن هنا يتبين ان ركائز الدين بعد الايمان بالله تعالى ورسوله ثلاثة القران الكريم وهو خطاب الله للمجتمع الانساني واهل البيت وهم الامناء على دين الله وسنة رسوله (صلى الله عليه واله) والكعبة المشرفة وهي المحور الحسي الذي محله محل القطب من الرحى في تحقيق قوله تعالى ﴿ وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون﴾ فهدم الخطايا عند النظر الى الكعبة حبا لها انما هو تجسيد لاعادة صيرورة الانسان، وان المؤمن العارف بربه اذ زار الكعبة كان ذلك ولادة معنوية جديدة وانبعاث روحي جديد، اذ يعود شخص اخر وكيان مختلف له علاقة وثيقة وارتباط عميق بربه ودينه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat