شقشقة* .. *أيُّهُما أسمى*
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لست معترضًا على مدى الاعتناء بكرة القدم، واعتناء المسؤولين، والشعوب بها، والإعلام والمؤسسات، وما يُبذل من جهود مادية ومعنوية من أجل هذه القطعة الدائرية، المملوء جوفها بالهواء، المخلوقة من جلد على الأغلب أنه غير مذكى، والتي استطاعت بهوائها أنْ تستحوذ على قلوب وعقول الملايين، وتسرق أعمارهم وأموالهم وأفئدتهم !!..
لقد كنت في زيارة لإحدى المدارس الابتدائية قبل أربعة أيام في قلب بغداد الحضارة، لمناسبة كريمة، وعند الوداع سألت مديرة المدرسة كم عدد التلاميذ عندكم؟
قالت: ٨٦٠ تلميذ وتلميذة تقريبًا.
فقلت وكم عددهم في الصف الواحد؟
قالت: ٦٠-٧٠ تلميذًا.
فقلت: وهل توجد رحلات لهذا العدد يجلسون عليها؟
قالت: نعم، ولكن مساحة الصف صغيرة.
فقلت لها: وكم عدد تلاميذ الدوام الثاني للمدرسة الأخرى في هذه البناية؟
قالت: كذلك ٨٠٠ تلميذ تقريبًا.
وأخَذَتْ تشتكي من التقصير في الخدمات والحمامات والآهات و... إلخ
الله يشهد على رغم الأُنس المادي والروحي الذي كنت فيه، وأنا وسط هذا الفناء العظيم (المدرسة لا الملعب)، وهذه الثلة المباركة (المعلمون لا اللاعبون)، ووسط هذه الأصوات البريئة (التلاميذ لا المشجعون) .. من خلال أدائي لرسالتي في المجتمع ومنه هذه المدرسة، ولكن أصابتني -والله يشهد- للآن غصة في قلبي، ودمعة في عيني؛ لما سمعته من هذه الكلمات، ولا زالت كلما تذكرت ذلك!!
مَنْ لهؤلاء المساكين من أبنائنا ونحن نريد منهم أنْ يتحلوا بالمبادئ والقِيم والمُثُل والتفوق والأخلاق والدين والوطن؟!
فإذا كانت هذه هي المقدمات، فكيف ستكون النتائج؟!
*فأقول بِأَسًى ومعتذرًا*👇🏻:
تبًّا لكِ أيتُها الجِلدة الدائرية الحمقاء، والمملوءة بالهواء، ويضربُكِ هذا وذاك بالحذاء، أنْ تكوني خيرًا وأسمى وأعظم من مدرسة هي بالعلم غنَّاء، وللقِيَم والمبادئ نجلاء!! *سلام لكم واعتذار، ودمعة واعتبار* 💐
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat