ليبقي الساسة العراقيين على طموحاتهم لكن ليؤجلوها هذه المرة فقط
حمزه الجناحي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حمزه الجناحي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليبقي الساسة العراقيين على طموحاتهم لكن ليؤجلوها هذه المرة فقط
الاعتقاد السائد بين الاوساط الشعبية ان الكتل السياسية باتت اقرب الى العجز منه الى الامكانية في تشكيل الحكومة القادمة على الرغم من الاجتماعات المستمرة بين رؤساء تلك الكتل ولايمر يوما الا واجتماع او اجتماعيين قد تحققا بين القادة لتلك القوائم تارة في بغداد ومرة في دمشق واخرى في ايران ومرة اخرى في اربيل واحيانا تتم تلك الاجتماعات خلف ابواب مغلقة ولايصرح عنها اعلاميا ليس لمراعاة مشاعر الناس التي سئمت الوضع التي تعيشه بل لفشل هؤلاء القادة باجتماعاتهم وعدم الوصول الى نتائج ترضيهم وبالتالي هم لا يستطيعون ان يعلنوا عن فشلهم مع علم الجميع ان لكل كتلة صار ناطقا اعلاميا او ناطقة هؤلاء الناطقين باسم كتلهم دائما يحاولون ان يوصلوا الصور الجميلة عن واقع الاجتماعات وأحيانا يحاولون ان يرتقوا الفتق ويخيطوا ما مزقته تصريحات قادتهم جراء تصريحات غير مسئولة دائما ما ترى الناطق الاعلامي لهؤلاء يحاول ترتيش الصور المشوشة التي لا يطيق رؤيتها المواطن والذي لا يستطيع الاستمرار على هذا الحال والصراع العلني والسري على كراسي السلطة وهو يموت في رابعة النهار من نقص في الخدمات وتدهور في الوضع الأمني ويوميا كوارث يعيش في جوفها ذالك المواطن الذي وجد نفسه يعيش هذا الصراع وهو بين نارين نار تعرضه لأزمات القادة السياسية ونار نقص الخدمات المتراكمة من عقود حتى بات الحال ان المواطن صار لا يعنيه مايدور وراء تلك الابواب الصاجية من مباحثات لعلمه المسبق ان ما يجري هو برنامج للقضاء على ماتبقى من وطنيته وانتمائه وعراقيته .. لايختلف اثنان ان مايجري اليوم صراع مصلحي بحت وفردي هدفه التمسك بالحصول على مكاسب سواء اكان هذا الطموح خيالي او ممكن التحقيق وهو الوصول الى دفة الحكم ومكاسب هذه الدفة المدماة حتى لو كان ذالك على حساب الدماء والألام والآهات التي يعيشها المواطن العراقي ..
الذي بدا ان السياسي العراقي وجد ضالته في الهروب والعبور على فقرات الدستور المحدد بالاوقات الزمنية لتشكيل الحكومة فالجلسة الاولى للبرلمان وهي جلسة صورية ثم لحقها تاجيل ثاني واعتقد ان هذا الوضع سيفضي الى تأجيل اخر وبالتالي فأن العراق سيصنع منزلقه بيده بعد ان تتدخل الامم المتحدة في تشكيل الحكومة او حتى انها في حال عدم امكانية التشكيل ربما ستعمد الى تشكيل حكومة طوارئ او ستعين حاكم مدني وهذا خيار اممي ليس ببعيد لأن العراق لازال يعيش تحت طائلة بنود الامم المتحدة ولم يخرج منه والمبرر هذا وعدم قدرة السياسيين على التشكيل يعني تدخل سيكون بموجب مقررات الامم المتحدة ..
يعتبر الرابع من الشهر القادم موعد انعقاد جلسة البرلمان موعدا ذات اهمية كبرى كونه سيكون الفاصلة بين السير نحو الديمقراطية التي ينشدها العراقيون وتشكيل حكومة او بين العودة الى المربع الاول الذي عاشه العراقيون وذاقوا مرارته من احتراب طائفي وتقتيل وتهجير وما الى ذالك من معاناة مرت على العراقيين ..
من هذا كله لايبدوا ا ن بارقة من الامل تلوح في افق الانفراج والتشبث والتمسك بالمطالب والادعاء باحقية هذا المنصب او ذاك لكتلة او شخص هو لب المشكلة حيث لازالت بعض الكتل تعتقد الاحقية لها في تشكيل الحكومة القادمة وانها التي يجب ان تكون على قمة الهرم وهذا الاسلوب القديم الجديد الذي عاشه الجمهور العراقي سابقا وابقى العراق اكثر من ثلاث اشهر بدون حكومة واليوم ايضا يعودون ولكن هذه المرة اشد واكثر قسوة زمنية حيث مضى عن الانتخابات اكثر من اربعة اشهر ونصف وهذه الايام في الحسابات السياسية يعني الشلل التام والتوقف واهدار الكثير من الخطوات في السير نحو البناء وبالتالي ينعكس هذا ايضا على الوضع الامني الذي صار يضرب باطنابه بعض المدن التي كانت امنة في يوم ما قبل الانتخابات ...
الحقيقة التي يجب ان يعرفها الجميع ان عقدة رئيس الوزراء هي التي تمسك بتلابيب التقدم العراقي نحو مسيرته لتشكيل الحكومة القادمة مع الوضوح ان في العراق وبعد الانتخابات والحق يقال لاتوجد قائمة فائزة تستطيع تشكيل الحكومة لوحدها وهذا واضح جدا وثانيا ان العراق اليوم يعيش حالة خاصة واستثنائية جدا ولايمكن القفز والعبور على على وضع العراق الديموغرافي وتهميش مكون او اخفاء مجموعة سكانية عرقيا او اثنيا فالجميع متساوون في الوجود ولايمكن اغفال احد واظهار احد للقيادة اذن الفشل كل الفشل في التشبث بالفوز والخسارة لأن هذا يعني ابعاد بعض المكونات العراقية التي تعيش على هذه الارض منذ ولادة العراق ناهيك عن ان الوضع العراقي اليوم مختلف جدا والكل يجب ان يكون موجودا ويحكم او على الاقل ان يحصل على استحقاقاته الوطنية ليستمر في العيش في هذا الوطن والتشرذم الحاصل نتيجة التصرفات الفوضوية هي نتيجة حتمية لضياع مكونات بدأت بالفعل تفكر بمغادرة العراق والعيش خارجه وربما ان هناك اجندات ودراسات تود ان يبقى العراق على هذا الوضع المزري ...
اخيرا اعتقد ان كل المناصب هي سيادية وكلها محترمة وكلها غايتها نبيلة هي اسعاد المواطن العراقي ومن جاء ليقود العراق لم ياتي به المواطن ويضع على ورقة الاقتراع اريد هذا الشخص ان يكون رئيسا للوراء او وزيرا للخارجية فالشعب لم يسمي احد بل ذهب ليودع الامانة في الصندوق ويحصل على صفات المواطنة من الحقوق وهو اليوم ادى ما عليه من واجب لذا هي دعوة صريحة للجميع ان ينسوا او على الاقل ان يتناسوا الخلافات ويترفعوا ويشتركوا بتكوين الحكومة الجديدة والطموحات تبقى لكن لتؤجل هذه المرة ومن كان عمره طويل ليحصل على ما يريد بعد ان تشيع ثقافة التداول والتنحي وحب الوطن .
حمزة الجناحي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat