وقفة قصيرة مع أصحاب المحتوى الهابط
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وقف أهل قرية لمراقبة هلال ليلة العيد ، لم يشاهدوه وكاد وقت الرؤية ينقضي ولكن سرعان ما نادى أحدهم ذاك هو الهلال ، وبعد أن أدلّهم عليه بدأوا يمدحونه وينادون بإسمه.. بعد قليل وبعد أن طاب له المديح والتصفيق صاح : وهذا هلال آخر ..!!
هذه قصة بداية كثير من الحمقى وأهل السفاهة من الناس - وحاشاكم - ، فبعد أن يألف المديح والإعجاب والشهرة تراه يفعل كل شيء من أجل البقاء في اجواءها وحتى لو كانت على حساب عقله ودينه وكرامته ..
فماذا يعمل أصحاب المحتوى الهابط - كما يُصطلح عليهم - ونسبة وجود التعقل عند الناس كنسبة قمة الهرم الى قاعدته ، كلما اتجهنا الى القاعدة انحدرت تلك النسبة وزادت مساحة أهلها وكبرت قاعدة جماهيرها ، فيضطر صاحب هذا المحتوى للنزول الى أكبر مساحة وأوسع قاعدة ..! ليبقى على شهرته وكثرة معجبيه .
ثم بعد ذلك يصبح له طبعاً وعادة ، فيبدأ هو بالتأثير على الآخرين وهو من يقوم بجرّهم الى حيث هو موجود في حضيض التفاهة والسفالة وعندها لا ينفع معه نصح ولا تنصح منه توبة .
قال مسكين الدارمي :
اتَّقِ الأَحْمَقَ أن تصحبَه
إنَّما الأَحْمَقُ كالثَّوبِ الخَلقْ
كلَّما رقَّعتَ منه جانبًا
حرَّكته الرِّيحُ وَهنًا فانخرقْ
أو كصدعٍ في زجاجٍ فاحشٍ
هل ترَى صدعَ زجاجٍ متَّفقْ
وإذا جالستَه في مجلسٍ
أفسدَ المجلسَ منه بالخرقْ
وإذا نهنهه كي يرعوي
زاد جهلًا وتمادى في الحمقْ
قال تعالى : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا . النساء ١٤٠
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat