غمامة الأفلام الجنسية العراقية إلى أين؟
حسن الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في البداية هل مفهوم الشرف نسبي أم مطلق ؟ .
اعتقد انه نسبي , لان الإنسان الغربي لا يعتبر عذرية المرأة هو الخط الفاصل لشرفها وشرف من يرتبطون بها , في حين يعتبر اغلب العرب شرف المرأة فقط هو عذريتها قبل الزواج والمحافظة على شرفها وسمعتها بعد الزواج , هذا هو المقياس العربي الوحيد للشرف .
أما المقاييس الأخرى للشرف وهي: الأمانة والصدق والنزاهة والوطنية وغيرها من القيم النبيلة, فلا علاقة لها بالشرف عند اغلب العرب , بعضهم يسرق ويرتشي ويخون ويكذب ويزور ويتآمر ويحنث باليمين ويبقى من وجهة نظر اغلب العرب شريفا , لكن ثمة قاسما مشتركا بين جميع العقلاء من مختلف الأمم على ان الشرف مجموعة من القيم النبيلة متى ما توفرت عند الإنسان يصبح شريفا .
مع احتدام الصراع بين الفرقاء السياسيين العراقيين وأتباعهم من ساسة وإعلاميين وتحوله من منافسة سياسية مشروعة إلى خصومة , كنت أتمنى على كل الأطراف ان تدرك ان للخصومة والمبارزة والقاتل قواعد وأصول .
قبل أكثر من خمسين سنة صرخ الكاتب المسرحي الاسباني اليخاندرو كاسونا بلسان احد أبطال مسرحياته محددا ثوابت المبارزة الشريفة قائلا:"أنت خصمي ابرز لي ولنتقاتل بشرف" .قبل كاسونا بأكثر من 1300 سنة طبق الإمام علي ع أصول وقواعد المبارزة , حينما أشاح بوجهه وترك خصمه عمر بن العاص بعدما كشف ابن العاص عن عورته خشية القتل .
ما أحوجنا في العراق اليوم لنتعلم من دروس العظماء عن أصول وقواعد الخصومة .لهم في تخاصمهم مرجع وحكم هو الدستور والمحكمة الاتحادية , ان كان في الدستور هفوات وأخطاء بإمكانهم جميعا الاجتماع لتعديله وإضافة بنود وإلغاء أخرى , ما من دستور في العالم ولد كاملا , لكنهم ركنوا الدستور وعمدوا إلى اتفاقات جانبية مخالفة للدستور هي من جرت البلاد إلى كارثة بإيعاز وتدخل من دول الجوار والإقليم . هناك دولا عظمى لا وجود للدستور المكتوب فيها مثل بريطانيا , السعودية مثلا وشتان بين الاثنين .
لو غادرنا المبارزة والقتال بشرف وأخلاق الفرسان , كون هذه المفاهيم أصبحت من الماضي , حين يعتقد البعض ان هذه المفاهيم سريالية لا تتفق مع الواقع السياسي , كون السياسية تعني في لغة اليوم: المناورة والتملص والدهاء المعتمد على الكذب والتزوير والميكافيلية, لكن هل يصح ان يصبح طبيعيا الكلام الدائر حول تزوير التواقيع؟. الذي لا يؤتمن ولم يخول رسميا بالتوقيع عن زميل له .
كيف نأتمنه على بلد غني كالعراق ومستقبله ؟.كأن لسان حالنا يقول: "ودع البزون شحمة",إذا كانت تهمة التزوير فبركة إعلامية لا صحة لها
كيف لنا ان نصدق من كذب علينا جهارا نهار؟.
لنترك سحب الثقة جانبا ولنتحقق من مسالة التواقيع المزورة فهذه لوحدها ستبين لنا أخلاق من زوروا , أو من اتهموهم كذبا .
العراقيون يتمنون ان لا تمر مسالة التواقيع المزورة مثل غيرها دون حساب وعقاب أي يكن الفاعل , لأنها تؤسس لمسالة في غاية الخطورة تهم مستقبل العراق الديمقراطي .
شيء آخر يدخل من باب المبارزة بشرف .وصلتني الأسبوع الفائت ايميلات كثيرة ومن مصادر شتى , كأنها غمامات سوداء محملة بأفلام جنسية رخيصة , حين تمكن خصوم احد الصحفيين من ان ينتهكوا خصوصيته ويسجلوا له فلما جنسيا , وفلم آخر موجود على النت منذ أشهر أضافوا له صورة احد أصحاب المواقع ونسبوا له ان من تظهر في التسجيل ابنة أخيه .
ضمن قواعد وقيم الشرف وابتعادا عن أخلاق البعث وصدام في تتبعه لخصومه السياسيين والإساءة إلى سمعتهم عبر تسجيل أفلام لهم أو لأسرهم , ان من يقتحم خصوصيات الناس ويتلصص عليهم ومن يحاول تلفيق التهم الرخيصة لهم.
هل لهؤلاء علاقة بالشرف وقيمه؟ .
هؤلاء بأفعالهم يعيدوا سنة صدام التي لم تسيء لضحاياه ,الذين سجل لهم والاسرهم الأفلام الجنسية المبتذلة بالإكراه , لا بل رفعتهم درجة, ونزلت بصدام وحزبه ودوائره الأمنية والمخابراتية إلى الحضيض. من اختار العيش في الحضيض من الصعب ان تجده في القمم , ومن سلك سلوك الصراصير لا يمكن له العيش بين نسيم الورود والحرية والديمقراطية . إذا كان من سجل الأفلام الجنسية وبثها وساوم الخصوم عليها خارج السلطة المركزية الآن , كيف بنا إذا اقترب واستلم سلطة أي بلاء سيقع على خصومه ومنتقديه ؟ .
ويبقى قول: "أنت خصمي ابرز لي ولنتقاتل بشرف" شعار لكل الشرفاء , الذين يعرفون الخصومة ويفرقونها: عن الدسيسة والتزوير والعيش بالحضيض , ان العيش بالحضيض من صفات من ارتضى أن يكون حشرة تلدغ وتهرب وتداس في الأقدام عاجلا أم آجلا .
أن صحت واقعة التزوير هل من زور التواقيع شريفا ؟