بين حر الهجير وحب الحسين (ع)
زاهر حسين العبدالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زاهر حسين العبدالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أحد الأحباء أرسل لي صورة في هذا الحر الشديد من الذي يدفع الشباب والأطفال للذهاب لمساكن ذكر الله سبحانه وتعالى مثل المساجد والحسينيات رغم الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة التي وصلت ٤٨ درجة مئوية؟
هل هو جنون حب الإمام الحسين عليه السلام أم ماذا ؟
نعم هو جنون حب العاشق الهائم الذي لا يشعر معه الواله بأي حر أو ألم أو ضيق فمن يذوق طعم حب الإمام الحسين عليه السلام بكل أبعاده سيكون كأنصار الحسين عليه السلام حينما سؤل أحدهم وخرج في المعركة دون درع يحميه من ضرب السيوف الرماح
فقال : حب الحسين أجنني هكذا عشاق مجالس الحسين عليه السلام فقد واجهوا حر الهجير وحرارة الجو بحب يبردون به كل ذلك هو الحسين عليه السلام لأن روح الإمام الحسين عليه السلام تسقي بماءها البارد أروح قلوبنا فتنبت معها أوراق التقوى وغصون الزهد وجذور الإيمان.
إن أنفاس الحسين تلهمنا معاني الإباء والتضحية بالدم لإعلاء كلمة الحق وحفر معالم التوحيد واستمرار نور الرسالة المحمدية. فحركة الإمام الحسين عليه السلام حملت في طياتها معاني كثيرة سأسلط الضوء عليها من خلال هذا الحديث عنه [وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ﷺ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين]
✋ماذا رأى الإمام الحسين(ع) كي يقود التغير في أمة جده (ص) فتحرك لإصلاحه ؟
١- حين بدأت تختفي معالم التوحيد فأبت نفسه الطاهرة أن تكون متفرجة
٢- حينما رأى الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتراجع في عروق الأمة ولا تبلغ أثرها في النفوس ولا تنهاهم عن منكر ولا تقربهم من طاعة
٣- حينما رأى انتشار الظلم على المستضعفين في الأرض
٤-حينما زادت أعداد الفقراء وزادت هيمنة المستكبرين وكثرت اليتامى والمساكين.
٥- حين هُجر القرآن الكريم فلا يُعمل به. لا في نهي ولا في أمر.
٦- حينما رأى تراجع العلم وتكاثر الجهل والبعد عن الحق والتمسك بالباطل
٧- حينما رأى آثار النبوة والإمامة ضُيّعت ولبِسها من ليس أهلاً لها كذباً وعدواناً وحسداً وبغياً
٨-فثار ضد ظلم النفس وخضوعها للباطل واستسلامها للذل والهوان وعاشت في غياهب الضلال وغرقت في الفواحش من الذنوب والمعاصي
٩- حينما اختلط الحق بالباطل لكي يميّز بينهما ليهلك من هلك على بينة وليحيا من حيا عن بيّنة
١٠- تحرك ليجدد العشق الإلهي في قلوب المؤمنين وليظهر أولياءه منهم وليقتدي الناس بهم وهم أنصاره
١١- تحرك لعلاج الأمراض النفسية مثل الحسد والحقد والبهتان والنميمة والكذب والبغي وسوء الظن والتوهم وكل ما يلوث الروح من أوساخ الغفلة
١٢- فجاء بثورة معرفية إيمانية أعادت معالم الدين إلى سابق عهده وأعلت كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله.
فعلى من بيده زمام المحراب للصلاة والمنبر الحسيني والقروبات الثقافية على وسائل التواصل والمنتديات والجلسات أن تبرز معالم مدرسة الحسين بأقوالها وتنعكس تعالميها على أفعالنا وسلوكنا لنرتقي مع فكر الإمام الحسين وأهدافه وقيمه
لذا أيها الأحبة نريد أن نستلهم من الحسين هذه القيم الربانية والنفحات الرحمانية ونجدد العهد مع الله سبحانه بتمام العبودية الحقة تحت راية يا لثارات الحسين فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ، السلام عليك وعلى اختك الحوراء زينب وأخيك أبي الفضل العباس عليهما السلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat