من زينب .. وما زينب .. وهل يجب أنْ نحتفي بميلادها
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هناك عدد غير قليل، من النساء العظيمات اللائي سجَّل التاريخ أسمائهنَّ بأحرف من نور على صفحاته، ومن يتصفَّح التاريخ لا بد أنْ تثير اهتمامه تلك الأسماء؛ لأنها مكتوبة بأحرف نوره، ومن تلك النساء الخالدات في تاريخنا الإسلامي زينب بنت علي بن أبي طالب، التي وُلِدت في الخامس من جمادى الأولى لعام ستة للهجرة النبوية المباركة ..
فهي زينب "العقيلة"، و"عقيلة" القوم سيِّدهم، و"العقيلة" كريمة القوم، و"العقيلة" السيدة المخدَّرة كما ورد في معاني "العقيلة"، بل هي "عابدة آل علي" التي يُضرب المثل بعبادتها، حيث فتحت عيناها وهي ترى أباها أمير المؤمنين البكَّاء في المحراب ليلًا، وترى أمَّها سيدة نساء العالمين بين يدي ربِّها تناجيه، فتتأثَّر بتلك العبادة؛ لترثهم فتكون "عابدة آل علي"، وهي "العالمة" التي تعلَّمت في مدرسة النبوة والإمامة فكانت ربيبة مدرسة الوحي الإلهي، و"الموثَّقة" حيث تربَّت على مكارم الأخلاق، وتنظر إلى إباء وشجاعة أَخَوَيْها سيدي شباب أهل الجنة فترث ذاك الإباء، وتؤدي دورها الأكبر في النهضة الحسينية المقدسة.
فزينب هي السيدة المخدَّرة بعفَّتها وشرفها، والعابدة الكاملة بطاعتها وعبوديتها، العالمة المعلَّمة المعلِّمة علوم آل محمد، الصادقة في دعواها ودعوتها، وكُلُّ ذلك من مكارم الأخلاق التي جاءت بها الشريعة المقدسة ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيْمٍ)) و(إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ) و(أَفَضَلُكُمْ إِيْمَانًا أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا)، فالأخلاق هي الثروة العظيمة التي يجب أنْ نبحث عنها، وندعو إليها، ونعمل لأجلها، فالمرأة المؤمنة عليها أنْ تتخذ من أمثال الزهراء وزينب (عليهما السلام) قدوةً حسنةً بتلك الفضائل التي كانوا عليها، وهذا يحتاج إلى وعي وثقافة مجتمعية للحفاظ على هوية الشخصية الإسلامية، وهذا يحتاج إلى جدٍّ واجتهاد من الأبوين في توجيه أبنائهم نحو التربية العظيمة .. فالاحتفاء بزينب إنما هو احتفاء بالعفَّة والشرف .. واحتفاء بمكارم الأخلاق .. واحتفاء بطاعة الله وعبادته .. واحتفاء بشرف الدنيا والآخرة .. فالكُلُّ مدعوٌّ للاحتفاء بميلاد زينب الحوراء (صلوات الله عليها) ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat