ليس كل ما يُعرف يُقال. أين ولد يسوع المسيح. شهادة الآباء العراقيين.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس كل ما يُعرف يُقال ، ويعجبني قول النبي يعقوب لولده : (يا بني لا تقل الحق إلى من كان في أي مكان ، فلرُب قائلٍ بالحق تعب).
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يسألني البعض حول احتفال العراقيين بعيد ميلاد يسوع المسيح.
وأقول:
في أكثر الأحيان اسمع من الآباء المقدسين أشياء على غاية الأنصاف والموضوعية. وكأنهم يذكروها لأنهم يعلمون أنها مما لا تُقال نظرا لصعوبة فهمها إلا على فئة معينة من أنقياء القلوب.
بعد أن تعافيت من إصابتي بالحادث، أخذني خالي إلى البصرة حيث كنيسته وبيته، وهناك توافد عليّ بعض المسيحيين أقرباء وأصدقاء ، خصوصا الآباء المحترمين ممن أعرفهم بالإنصاف ، ولم يتحسسوا من مقالاتي. وذات يوم جاؤوا لزيارتي وكان بينهم قس شاب لا أعرفه. على كل حال جلسوا ودارت احاديث مختلفة لا ربط بينها وكأنهم في سباق الموانع (الأوعار).
في أحد الأحاديث الجانبية سألوا القس الشاب : لماذا ذهبت إلى مؤتمر التطبيع في إربيل وأنت تعلم أن الكردينال رفض الحضور، لقد كسرت هيبة الكنيسة.
فقال القس الشاب لنيافة الأب الأقدس شمعون إيليا بطرس ومن دون خجل أو أدب نظرا لكبر سن الأب الأقدس : ولماذا تذهب أنت في كل سنة في زيارة الأربعين إلى كربلاء وتأخذ معك وفدا كنسيا رفيعا.
فقال له الأب شمعون : سأقول لك لماذا ولكنك حديث العهد بهذه الأمور. يا جناب القس ، أولا : ان هؤلاء الناس أتباع الحسين وقفوا معنا في الوقت الذي تخلت كل الكنائس العالمية عنّا. وهم أول من فتح كنائسنا وطرد داعش منها. وفتحوا لنا كل حسينياتهم ومدارسهم ومساجدهم للنازحين المسيحيين وقاموا بمواساتنا بأموالهم وأنفسهم ، أليس من الانصاف مواساتهم في مناسباتهم الحزينة.
الثاني : نحن نذهب لزيارة القديس الحسين لأن بالقرب من ضريحه يوجد الحجر المقدس (الجرال) الذي ولد يسوع عليه. (1)
نظرت إلى القس الشاب فإذا به على قول المثل (أطرش بالزفة). لا يهش ولا ينش.
أنتهى الكلام أو انهوه رحمة بالقس اللي ما يخش ابعقلة كلام الأب شمعون.
وعند خروج القس قلت للأب شمعون . أنا كتبت كما تعلم تحقيقا مطولا عن مكان ميلاد يسوع المسيح ، ولكني لم أعرف قصة هذه الصخرة (الجرال المقدس). وأين يكون مكانه بالضبط ؟ وهل هو مثّبت عندكم مكان ميلاد يسوع؟
قال الأب شمعون : حجر الجرال المقدس هو مكان مذبح او قطع رأس القديس الحسين انظري من الشباك الصغير سيقع نظرك على الصخرة حولها أو بالقرب منها ولد يسوع.
قلت له وهل الجميع يعلم بذلك ؟
قال : لا نحن نتكتم على ذلك. نظرا للاختلاف الحاصل في المسيحية حول مكان الميلاد، ولكن المسلمين متفقون على أنه ولد في كربلاء.(2)
قلت له : وما الدليل على ذلك . قال : انت ايضا كتب ذلك ووضعتي أدلة لم نرفضها. وأنا لي ادلتي وهي : أين محل ولادة يسوع ؟ الإنجيل نفسه يختلف في ذلك تارة يقول أنه في الجليل، وأخرى يقول في بيت لحم . وبعضهم يقول في اورشليم القدس. وآخر يقول في لبنان . وكل هذه البلدان تخلو من شجرة النخيل. يضاف إلى ذلك أن العراق مهد الأنبياء وولد فيه الكثير من الأنبياء وعلى رأسهم شيخهم وكبيرهم النبي إبراهيم الخليل. وكتابنا المقدس يقول بأن إبراهيم ولوط ونوح ولدوا في العراق ولازالت قبور الكثير من الأنبياء في العراق في شماله وجنوبه.
في الحقيقة لازلت ذاهلة من كلامه. وكذلك لازلت ابحث عن قصة هذا الحجر وتوصلت إلى أمور لا أدري هل تصلح للنشر أو تُعد لدى البعض من الكفر. لربما في حسابات البعض أن تجعل ليسوع المسيح مكانا بالقرب من الضريح المقدس نوع من أنواع الكفر. مع علمهم بأن يسوع المسيح نبي وسيخرج مع حفيد الحسين (المهدي القائم) وهذا مذكور في إنجيلهم. وأن يسوع سيكون جنديا تحت امرة هذا القائد.
ولكني فهمت معنى قول يسوع : (على هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.هي مفاتيح ملكوت السماوات فوقها سماء وتحتها دعاء وللأرواح شفاء ودواء، تمائمي حُلّت عليها.هلم نرنم للرب، نهتف لصخرة خلاصنا).
بناءا على ذلك ونظرا لطلبات الأخوة الكثيرة التي تتعلق بميلاد يسوع المسيح والاحتفالات بأعياد الميلاد اقول من حق العراقيين ان يحتفلوا بعيد ميلاد يسوع ، ولكن عليهم أن يحتفلوا في كربلاء. وليس في أور التي تركز عليها البابوية والفاتيكان لجعلها قبلة الإبراهيمية الجديدة في محاولة جمع الأديان في دين واحد على قبلة واحدة. تحت اشراف أمريكا وإسرائيل والفاتيكان. وبدعم مالي خليجي خصوصا اماراتي.
لمن أراد المزيد حول ميلاد يسوع المسيح في كربلاء هذا رابط فيه موضوع معزز بالأدلة والمصادر حول ذلك .
https://www.kitabat.info/subject.php?id=39050
1- توجد في مصادر الشيعة روايات كثيرة عن أئمتهم تذكر أن ميلاد يسوع المسيح في كربلاء ، وعند منصرفها من كربلاء كان مرورها على بغداد حيث استراحت بالقرب من أحد الأديرة في منطقة براثا.فقد رُوِيَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) فِي قَوْلِهِ : { فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا } ، قَالَ : خَرَجَتْ مِنْ دِمَشْقَ حَتَّى أَتَتْ كَرْبَلَاءَ ، فَوَضَعَتْهُ فِي مَوْضِعِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) ، ثُمَّ رَجَعَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا).تهذيبالأحكام : 6 / 73 ، و وسائلالشيعة : 14 / 517.
2- تؤكد المصادر الشيعية بأن مكان ولادة يسوع مقام كان موجودا في وسط حرم الروضة الحسينية المقدسة، ورفع منه سنة 1947م ذكر ذلك الدكتور عبد الجواد الكليدار في هامش ص 187 من كتابه (تاريخ كربلاء وحائر الحسين عليه السلام) فقال ما نصه: أن طاهر القيسي لتدخله الزائد في أمور الروضة المقدسة وآثارها وبنائها، فقد أصر على رفع هذا البناء التاريخي المعروف بـ (نخلة مريم) ... الخ، وكان القيسي أحد محافظي كربلاء المقدسة في 1947 فبعد أن نُصب في موضعه، عند العثور عليه في الحفريات التي أجريت في الروضة قديما (تأريخ مرقد الحسين والعباس / د. سلمان آل طعمه، ص84). وكان على شكل صخرة تقع في جدار الركيزة الشمالية الغربية للقبة المباركة، وتحديدا في الركن القريب من الرأس الشريف للإمام الحسين (عليه السلام)، وكان وقوعه في هذا الموضع للدلالة على قربه من موضع الولادة المباركة لنبي الله عيسى المسيح (عليه السلام)، وفق إحدى روايات الولادة، فكما هو معلوم؛ فقد حصلت الولادة تحت النخلة التي عادت إلى الحياة بالإعجاز؛ وانتصبت لتُعطي ثمارها للأم الطاهرة (عليها السلام)، وربما لأجل ذلك أرتبط اسم المقام وشكله بها وبالنخلة التي هزتها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat