الأسرة وأثرها في بناء الشخصية(١) -السيدة زينب الحوراء مثالًا-
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إنَّ النظام الإسلامي قد اعتنى بالأسرة وتكوينها وبنائها وبيان مقوِّماتها كثيرًا ..
-١-
فالقرآن الكريم والروايات الشريفة فيهما بيان كبير لذلك، ويكفي في إظهار عظمة هذا البيان في القرآن قوله تعالى: ((وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))، وفي الحديث الشريف: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه)) .. فلو تأملنا في ألفاظ هذين النصَّين المباركين (السكن، والمودة، والرحمة، والدين، والأخلاق) لرأينا مضامين عظيمة في بناء الأسرة المسلمة لا توجد في أي نظام تربوي آخر .. إلخ
فالأسرة هي البيئة الأساس والأولى للأبناء الصالحين وبناء شخصيتهم ..
-٢-
ولدت السيدة زينب "عليها السلام" عام ٦ هجرية في مدينة الوحي المبين، ويعني ذلك في مجال البيئة الأسرية أنها عاشت في ظلال:
١- جدها سيد الأنبياء والمرسلين مدة ٥ سنوات.
٢- أمها سيدة نساء العالمين مدة ٥ سنوات.
٣- أبيها سيد الوصيين مدة ٣٤ سنة.
٤- أخيها سيد شباب أهل الجنة الحسن المجتبى مدة ٤٤ سنة.
٥- أخيها سيد شباب أهل الجنة الحسين الشهيد ٥٤ سنة.
فهذه البيئة المباركة التي تمثل أعظم بيئة في الوجود، سادة الخلق أجمعين (سيد النبيين، وسيد الوصيين، وسيدة نساء العالمين، وسيدا شباب أهل الجنة) لها أعظم الأثر في شخصية هذه السيدة المجاهدة العظيمة، التي كانت إحدى دعائم النهضة الحسينية المباركة الخالدة، التي أحيت الدين من جهة، وزلزلت عروش الطغاة من جهة أخرى.
-٣-
فكانت إثر ذلك👇🏻
زينب العابدة؛ لأنها فتحت عينَيها ونداء جدها يملؤ الأسماع إلى عبادة الله وحده لا شريك له .. وبريق أنوار أمها تزهر في الصلاة .. ودموع أبيها البكَّاء تجري في المحراب، فكانت آثار ذلك يوم عاشوراء.
زينب العالمة؛ لأنها كانت تصغي بجميع حواسها إلى خطبة أمها العظيمة وما فيها من علم بأحكام الدين والدنيا .. وتلهج بعلم أبيها الذي تعلَّمه من النبي في ألف باب وباب، فكانت آثار ذلك في نساء المسلمين!!
زينب البليغة؛ لأنها قد استشعرت بجوارحها وجوانحها خُطَب أبيها سيد البلغاء بما ملأ الخافقين، فكانت إحدى قطرات بحر بلاغته "نهج البلاغة"، حيث المعاني والبيان والبديع، وصولات كلامه الذي لا يصمد تجاهها أحد، فكانت أثار ذلك في مجلس يزيد بن معاوية!!
زينب العقيلة؛ لأنها تعلمت معنى العقيلة بخدرها، وكرامتها، وسيادتها، ومقامها في قومها، حيث يفخر سادة قومها باسمها، فضلًا عن فعلها، فكانت آثار ذلك عقيلة الطالبيين، وعقيلة بني هاشم في المواقف كلها!!
زينب الصابرة؛ لأنها ربيبة القرآن الكريم ودعوته إلى الصبر والاصطبار، وربية ذلك البيت الذي واجه الأعداء بالصبر على الجهاد والمواجهة من أجل دين الله، فكان من آثار ذلك أنْ تحمل راية سيد الشهداء على رغم جراحها وتنتقل في البلدان، ويعلو صوتها الخالد على مر الزمان (فوالله لا تمحو ذكرنا)!!
فسلام على زينب التقى والإبا، وسلام على زينب العلم والحلم، وسلام على زينب الصمود والخلود.
وفي ذلك درس بليغ إنْ أردنا أنْ ننتمي إلى هذه المدرسة العظيمة .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إنَّ النظام الإسلامي قد اعتنى بالأسرة وتكوينها وبنائها وبيان مقوِّماتها كثيرًا ..
-١-
فالقرآن الكريم والروايات الشريفة فيهما بيان كبير لذلك، ويكفي في إظهار عظمة هذا البيان في القرآن قوله تعالى: ((وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))، وفي الحديث الشريف: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه)) .. فلو تأملنا في ألفاظ هذين النصَّين المباركين (السكن، والمودة، والرحمة، والدين، والأخلاق) لرأينا مضامين عظيمة في بناء الأسرة المسلمة لا توجد في أي نظام تربوي آخر .. إلخ
فالأسرة هي البيئة الأساس والأولى للأبناء الصالحين وبناء شخصيتهم ..
-٢-
ولدت السيدة زينب "عليها السلام" عام ٦ هجرية في مدينة الوحي المبين، ويعني ذلك في مجال البيئة الأسرية أنها عاشت في ظلال:
١- جدها سيد الأنبياء والمرسلين مدة ٥ سنوات.
٢- أمها سيدة نساء العالمين مدة ٥ سنوات.
٣- أبيها سيد الوصيين مدة ٣٤ سنة.
٤- أخيها سيد شباب أهل الجنة الحسن المجتبى مدة ٤٤ سنة.
٥- أخيها سيد شباب أهل الجنة الحسين الشهيد ٥٤ سنة.
فهذه البيئة المباركة التي تمثل أعظم بيئة في الوجود، سادة الخلق أجمعين (سيد النبيين، وسيد الوصيين، وسيدة نساء العالمين، وسيدا شباب أهل الجنة) لها أعظم الأثر في شخصية هذه السيدة المجاهدة العظيمة، التي كانت إحدى دعائم النهضة الحسينية المباركة الخالدة، التي أحيت الدين من جهة، وزلزلت عروش الطغاة من جهة أخرى.
-٣-
فكانت إثر ذلك👇🏻
زينب العابدة؛ لأنها فتحت عينَيها ونداء جدها يملؤ الأسماع إلى عبادة الله وحده لا شريك له .. وبريق أنوار أمها تزهر في الصلاة .. ودموع أبيها البكَّاء تجري في المحراب، فكانت آثار ذلك يوم عاشوراء.
زينب العالمة؛ لأنها كانت تصغي بجميع حواسها إلى خطبة أمها العظيمة وما فيها من علم بأحكام الدين والدنيا .. وتلهج بعلم أبيها الذي تعلَّمه من النبي في ألف باب وباب، فكانت آثار ذلك في نساء المسلمين!!
زينب البليغة؛ لأنها قد استشعرت بجوارحها وجوانحها خُطَب أبيها سيد البلغاء بما ملأ الخافقين، فكانت إحدى قطرات بحر بلاغته "نهج البلاغة"، حيث المعاني والبيان والبديع، وصولات كلامه الذي لا يصمد تجاهها أحد، فكانت أثار ذلك في مجلس يزيد بن معاوية!!
زينب العقيلة؛ لأنها تعلمت معنى العقيلة بخدرها، وكرامتها، وسيادتها، ومقامها في قومها، حيث يفخر سادة قومها باسمها، فضلًا عن فعلها، فكانت آثار ذلك عقيلة الطالبيين، وعقيلة بني هاشم في المواقف كلها!!
زينب الصابرة؛ لأنها ربيبة القرآن الكريم ودعوته إلى الصبر والاصطبار، وربية ذلك البيت الذي واجه الأعداء بالصبر على الجهاد والمواجهة من أجل دين الله، فكان من آثار ذلك أنْ تحمل راية سيد الشهداء على رغم جراحها وتنتقل في البلدان، ويعلو صوتها الخالد على مر الزمان (فوالله لا تمحو ذكرنا)!!
فسلام على زينب التقى والإبا، وسلام على زينب العلم والحلم، وسلام على زينب الصمود والخلود.
وفي ذلك درس بليغ إنْ أردنا أنْ ننتمي إلى هذه المدرسة العظيمة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat