على أعتاب خراب القدس وبناء الهيكل
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هو امرٌ توراتي ينسبونه إلى الرب الله لا بد من تحقيقه مهما كلّف الثمن الذي لا يدفعهُ اليهود بل الأمم التي تُقاتل نيابة عنهم ، كما نرى ذلك واضحا في سفر أخبار الأيام الأول 29: 19(( وليعمل الجميع ، وليبني الهيكل الذي هيأت له)). لأن اليهكل في العقيدة اليهودية هو كرسي إلههم الخاص بهم كما نرى ذلك جليا في سفر إشعياء 6: 1(( رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع ، وأذيالهُ تملأ الهيكل )).
فهم يرون ان الهيكل كرسي الرب ومسكن الملائكة. وكذلك يرون ان عزهم مرهون ببناء الهيكل كما نرى ذلك في سفر المكابيين الأول 15: 9(( أعززناك أنت وأمتك والهيكل إعزازا عظيما، حتى يتلألا مجدكم في الأرض كلها)).
لعل الذي لا يعرفه الكثير من المسلمين ان (الهيكل الجديد) تم انشاءه منذ سنين طويلة وهو جاهز وتتوزع أحجاره في بيوت الاسرائيليين حيث يحتفظ كل بيت بحجر من احجار الاساس الكبيرة وضعوها منذ سنوات وهي مرقمة وعلى حافلات تطوف بها في انحاء اورشليم لتهييج السكان. واما الاحجار الاخرى الصغيرة فيحتفظ بها كل يهودي في بيته وفي كل صلاة يذهب اليهودي إلى حائط المبكى وهو يحمل الحجارة المقدسة بكيس من النايلون الشفاف ليضع ورقة صغيرة في الجدار يُقسم فيها على بناء هيكل الرب ولو كلفه ذلك حياته. وهذا ما يفعلهُ زعماء العالم الذين يزورون حائط المبكى حيث يضعون ورقة يتعهدون فيها بمساعدة اليهود في بناء الهيكل.
وفي اللحظة الحاسمة سوف يتدفق الملايين من اليهود الغلاة الاشد تطرفا وهم يحملون (حجارة هيكل الرب المقدسة) وهو مصمم بطريقة لا تحتاج إلى اساسات ، لأن ارض المسجد الاقصى صخرية تتحمل حتى اقامة هذا الهيكل بلا اساسات.
وقبل أيام وفي سكوت مريب من وكالات الانباء العربية والاسلامية وقبل طوفان الأقصى بأيام قام اليهود بوضع المجسم النهائي على بعد امتار من المسجد الأقصى إيذانا ببدء المرحلة الجديدة مرحلة نهاية الالآم وبدء العصر الذهبي لإسرائيل.
فهم يرون ان (الهيكل) مقدم ومفضل على كل البيوت الاخرى مثل بيت الله مكة وكنيسة القيامة والفاتيكان ، لأن اليهكل يجب ان يكون مشهورا في كل الكرة الأرضية كما توصي التوراة في سفر المكابيين الثاني 2: 23 ((الهيكل الذي اشتهر ذكره في المسكونة بأسرها ، فلا يجوز بوجه من الوجوه هضمُ الذين ائتمنوا قداسة الموضع ، ومهابة وحُرمة الهيكل المُكرم في المسكونة كلها)) .
فهم يرون انه لا كرامة لأي بيت امام بيت لرب الهيكل وان البيت المكرم ليس الكعبة المكرمة بل الهيكل المكرم.انظر أيضا سفر المكابيين الثاني 3 : 12 .
فاليهود دائبون منذ آلاف السنين على الصلاة الخاصة والتضرعات المتعلقة بالهيكل والتي ملئت قلوبهم حقدا أزرق ضد كل ماهو ليس يهودي وهذا ما نراه واضحا في سفر المكابيين الثاني 8: 2 (( يبتهلون إلى الرب أن ينظر إلى شعبهِ الذي أصبحَ يَدوسهُ كل أحد ، ويعطف على الهيكل الذي دنسه أهلُ النفاق)).
ولا يعرف احد من وضع هذا النص في سفر المكابيين ودسه بين فقراته ، حيث ان الطبعات القديمة تخلو من هذا الدعاء ولكن المدقق للنص يرى أنه قد تم وضعه بعد ان سيطر المسلمون على فلسطين وبنو المسجد الاقصى.
فهل يعي المسلمون والعرب والفلسطينيون بصورة خاصة الخطر الكبير المحدق بهم ؟ وهل يدرك الجميع ان زمن تحقق النبوءات قد أقترب وان وتيرته تتصاعد وتتسارع ولربما سوف نستيقظ في يوم من الايام لنسمع ان اليهكل تم بناءه على انقاض المسجد الاقصى حينها ستضغط الامم المتحدة ومجلس الامن والدول الأوربية والغربية على عملائهم في الدول الاسلامية والعربية من اجل التهدئة واحالة القضية لمجلس الامن ليرى رأيه فيها.فتخرج البيانات تلو البينات التي تُدين ، وتستنكر ، وتشجب، وتعترض.
وانا اوصي كل من يشعر بالمسؤولية ان يحذر ويتهيأ عند اقتراب اليوم الخامس والعشرين من شهر (كسلو) اليهودي . وهو الذي تقابله الأيام الاخيرة من جمادي قبل اطلالة شهر رجب الذي يقول فيه المسلمون ((العجب العجب ما بين جمادي ورجب)). (1)
وهذا النص الخطير نراه جليا واضحا في سفر المكابيين اللعين سفر الخراب والفوضى وقيامة الاموات حيث يقول في سفره الثاني 10: 5 ((في مثل هذا اليوم الذي فيه نجّست الغرباء الهيكل ، سيتم تطهير الهيكل ، وهو اليومُ الخامس والعشرون من ذلك الشهر الذي هو شهرُ كسلو)). حيث يعتقدون ان كل موتى اليهود سوف يخرجون للقتال. (2)
وكلمة (كسلو) في واقعها جملة تتكون من اربعة كلمات فكل كلمة تبدأ بحرف (ك . س . ل . و). ولا يُعرف بالضبط ما هي هذه الجملة الخطيرة التي تُمثل العمود الفقري في عقيدة اعادة بناء الهيكل .
ولكن يبقى سرّ هذ الجملة فقط عند الطبقة العليا من سنهدريم المعبد اليهودي وهي طبقة الكهنة التي تعرف سر الهيكل و(الباب الخفي) الذي يزعمون ان كل الأنبياء يتم تنصيبهم في الهيكل ابتداء من آدم وحتى محمد حيث نرى انعكاس ذلك في نص غريب في الانجيل يقول فيه : (( ثم أخذ إبليس ـ يسوع ـ إلى المدينة المقدسة ، وأوقفه على جناح الهيكل)). إنجيل متى 4: 5. فكل نبي بزعمهم لا يصبح نبيا ما لم يقف على صخرة الهيكل.
وهذا الزعم نفسه زعموه في محمد من ان شروط بعثته لم تتحقق حتى أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بوابة السماء السرية التي يملك مفاتيحها الكهنة حيث تم اصعاده على الصخرة التي هي بقايا الهيكل ثم عُرج به من تلك البوابة إلى السماء.
التوضيحات ــــــــــــــــ
1- وردت الكثير من الاخبار المتضمنة لهذا القول الشهير لعلي بن ابي طالب: (العجب كل العجب بين جمادى ورجب) منها: ما ورد عن أبي الجارود، حيث سأله ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه؟ قال ثكلتك امك وأي عجب يكون أعجب منه أموات يضربون هام الأحياء قال: أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟. قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، كأني أنظر قد تخللوا سكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم، يضربون كل عدو لله ولرسوله وللمؤمنين وذلك قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور).ولربما في اشارة إلى الاموات في مقابر الشيعة في وادي السلام وعددهم بالملايين هم من سوف يخرج ليُقاتل بين يدي القديم الايام . وطبعا حصل تغيير في الايام ولكنه يبقى اصل ثابت .
2- نرى لذلك اصلا في الكتاب المقدس كما جاء في إنجيل يوحنا 5: 25 (( الحق الحق اقول لكم : إنه تأتي ساعة حيين يسمع الاموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون لا تتعجبوا من هذا، فإنهُ تأتي ساعة فيها يسمعُ جميع الذين في القبور صوتهُ، فيخرج الذين فعلوا الصالحات )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat