كلام ليكس يكشف تفوق العراق على الصين
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كشف برنامج تلفزيوني تبثه قناة محلية عراقية ،ويحظى بمشاهدة واسعة عن هشاشة القدرات الصينية التي طالما ألهمت العالم وأثارت إعجابه بعد الصعود غير المسبوق للإقتصاد الصيني وإصرار الشعب هناك على التفوق على ذاته في مختلف مجالات التقنية المتقدمة والصناعات كافة وبدون إستثناء.
البرنامج يعده ويقدمه الإعلامي ريناس علي ويساعده فريق عمل نشط جداً، ويغطي كافة المدن العراقية ويعالج مختلف القضايا التي لها صلة بحياة العامة، إسم البرنامج كما هو واضح مشتق من الموقع الألكتروني الشهير الذي كان يديره السويدي أسانج (ويكليكس) والذي كان يسرب عشرات آلاف الوثائق المتعلقة بنشاطات وعلاقات الساسة والمؤسسات العالمية الكبرى، والتي لم يكن قد أطلع عليها أحد من قبل، ويرى ريناس علي، إن برنامجه (ماركة مسجلة لقناة السومرية) التي ينتج البرنامج لحسابها، ويضيف ،أنه يسافر مع فريق عمله في بعض الأحيان الى المحافظات البعيدة ويقطع مئات الكيلومترات لأجل دقائق معدودات من الأحداث التي يمكن أن تكون مادة لواحدة من حلقات البرنامج .
في إحدى المرات قررت عدم متابعة البرنامج ،وكانت الحلقة خاصة بنشاط وزير البلديات المهندس عادل مهودر، وكان ريناس يرافقه في تفقده لمشاريع بنى تحتية في مدينة الحلة جنوب بغداد، وكان الوزير يتحدث بشكل مباشر بينما كان العاملون في المشروع لا يجدون الأجوبة المقنعة للأسئلة التي كانت تنزل على رؤوسهم كالصاعقة ،فموارد الخلل واضحة في الأداء وبنية المشروع، وطريقة العمل البائسة والقريبة من أداء العراقيين عموماً..
أهم وثيقة مثيرة للحزن كشف (كلام ليكس) عنها تعلقت بظروف عيش آلاف من المواطنين العراقيين تحت مسمى (التسول) الذي تحول الى ظاهرة مقلقة قد تثير المتاعب في المستقبل، وحتى مع تحسن الأوضاع الاقتصادية خاصة إذا ما تم النظر إليها من قبل بعض الشرائح المجتمعية على أنها مهنة مربحة لا يعاقب عليها القانون ،أو أن السلطات لا تمتلك رؤية واضحة للسبل التي يمكن بواسطتها القضاء على هذا الشكل من المعيشة البائسة، أو تحجيم دورها في الحاق الضرر بالمجتمع المحلي.
كشف (كلام ليكس) عن عائلة صينية تتكون من أربعة أفراد يبدو أنها تعرضت الى عمليات نصب وإحتيال وظليمة ،وكانت تستثمر في العراق في عقود مضت وفقدت كل ممتلكاتها وأموالها وبقيت في هذه البلاد في عيشة قاسية، تحولت الآن بفعل البرنامج الى مكان آمن ويحظى بالرعاية. يذكرني ذلك بما جرى على اليهود في أربعينيات القرن الماضي حين هجروا الى فلسطين وقتل منهم كثير ونهبت أملاكهم من قبل عراقيين. تاريخ العراقيين حافل بالجرائم، قتل الحسين وأهله. قتل العلماء قتل العائلة المالكة إثر انقلاب العسكر سنة 1958، سحل وقتل الرؤساء والزعماء ورجال الدين، المقابر الجماعية ، الأنفال، الحواسم، غزو البلاد المجاورة، والصراعات العرقية والطائفية، وأخيراً نهب الدولة من خلال الفساد الإداري والمالي .
غلبنا الصينيون في الإقتصاد وغلبناهم في الإحتيال، والدليل أن مواطنيهم يتسولون في بغداد. ولا يوجد متسول عراقي واحد في بكين.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat