صفحة الكاتب : محمد الرصافي المقداد

اغتيال ترامب مؤشّر نهاية هيمنة البيت الأبيض
محمد الرصافي المقداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 ظاهرة اغتيال رؤساء أمريكا ليست جديدة في وقوعها، بل هي قديمة قدم نشوء هذا الكيان، المؤلف سياسيا من فيدرالية، توحّدت بين شمالها وجنوبها بالقوة القاهرة، لتتكوّن من ٥٠ ولاية، ولا تختلف أمريكا عن نظم الدّول الأخرى فحكمها خاضع للدولة العميقة، تتحكم في سياساتها الداخلية والخارجية، وتملي على حكامها الظاهرين الخطوط العريضة لبرامج دورتهم، ما يدعو للنظر في هذه العلاقة، أنّها أصبحت مكشوفة، يتناقلها أهل المعرفة بأسرار النظم السلطوية، ولم تعد خافية في عموم آثارها، على هؤلاء الذين أبانوا العلاقة، بين الأسر الأكثر ثراء في أمريكا وغيرها من الدول الغربية، وبين الأحزاب والشخصيات التي يدعمونها سياسيا، ويوصلونها إلى دفة الحكم، بضخّ الموال لإنجاح حملاتهم الانتخابية، وتصل حتى شراء الأصوات.
ولا تقف هذه القوى الخفيّة، المتستّرة وراء الحكومات الغير وطنية وغر إنسانية، عند هذا المستوى من التعامل، بل تذهب إلى استعمال أسلوب التخلّص من الغريم كائنا من كان، حتى من قاموا بدعمه وتمكينه من الحكم، عندما ينقلب على ارادتهم ليستقل عنها، ويسلك طريقا آخر غير الذي أرادوه،  بحجب الدعم عنه فيعالجونه بالإغتيال، أو اسقاطه في الانتخابات اللاحقة، وهذا ما ظهر مرارا وتكرارا في أمريكا، ومحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب)، يمكن اعتبارها مؤشرا خطيرا لبداية دخول أمريكا في نزاعات داخلية، قد تفضي تؤدي إلى تفكك الفيدرالية نزولا عند رغبة سكان الولايات الراغبة في الإنفصال ، ونحن نعرف أنّ بوادر الانفصال موجودة بينها،  وولاية تكساس تتزعم  هذا الهدف (1) أما الولايات الأخرى التي نشأت فيها حركات الانفصال فهي ( كاليفورنيا/ الاسكا/لويزيانا/ فلوريدا وآخرها نيو هامبشاير )(2)
ويبدو أن السياسات الأمريكية المتبعة داخليا وخارجيا، هي السبب الأساس في أعمال العنف الواقعة  هناك، ومنها عمليات الاغتيال التي لا يبعد أن للصهيونية يدا فاعلة فيها، ومن كانوا معروفين بقتلة الأنبياء يصدر منهم أيّ إجرام دونه، فتاريخيا تعرض عدد من رؤساء الولايات المتحدة عديد محاولات اغتيال، نجحت 4 منها، أما غالبيتها فقد فشلت، وكانت آخرها محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للرئاسة دونالد ترامب، من محاولات الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رؤساء أمريكا أذكر خمس محاولات سبقت محاولة اغتيال ترامب، محاولة اغتيال جيمي كارتر سنة 1979/ رونالد ريغان 1981/ بيل كلينتون سنة 1994/ جورج بوش
الابن سنة 2001/ باراك اوباما سنة 2011، أما محاولات الاغتيال الناجحة فقط طالت الرئيس الـ16 ) أبراهم لينكولن (Abraham Lincoln  الذي اغتيل في أبريل 1865، الرئيس الـ20 (جيمس غارفيلدJames A. Garfield ) الذي اغتيل في يوليو 1881، قبل أن يكمل شهره الرابع في البيت الأبيض، الرئيس الـ25 (وليام ماكينلي William Mckinley) في سبتمبر 1901 في نيويورك، الرئيس الـ35 للولايات المتحدة (جون أف كيندي John Fitzgerald Kennedy) الذي اغتيل في ولاية تكساس في 1963(3)
تاريخ أمريكا مليء بالمؤامرات، والتنافس الغير نزيه على الحكم، تديره الدولة الأمريكية العميقة، وأجنحتها المتمثلة في الأسر ذات الأصول اليهودية الصهيونية الثرية المعروفة المتحكمة في الإقتصاد والسياسة الأمريكية وحتى الغربية، وتديرهما في صالحها، كعائلة (والتون Walton ) (247 مليار دولار) وعائلة (كوش Koch ) (128 مليار دولار)عائلة (مارس Mars ) (160 مليار دولار) (4)
وهذه العائلات تدير دولاب السياسة في أمريكا ولها تأثير مباشر عليها، عبر وكلاء قريبون منهم ينفذون رغباتهم، بحيث تكون هذه الأسر كأسرة (روتشيلد) اليهودية بألمانيا، (لم يفتها الدورين السياسي والأهلي، وقد تركوا بصمات واضحة خلال مسيرتهم الحياتية في أوروبا وفي غيرها من دول العالم، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية.)(5)
بالنسبة لمحاولة اغتيال ترامب والتي تباينت الآراء حولها، فتمحورت في احتمالين:
الاحتمال الأول: أن تكون العملية الفاشلة من تدبير جهة معادية لترامب، حاولت انهاء حياته بتلك الطريقة، تخلّصا من احتمال نجاحه في العودة من جديد الى البيت الأبيض في الانتخابات القادمة، وأمزجة الأسر الثرية المتحكمة في السياسة الأمريكية، قد تدفع في صورة عدم رضاها على أداء رئيس، أن تفعل المستحيل من أجل ازاحته من طريقها، إذا رأت في سياساته الإقتصادية والمالية، خصوصا الضرائب التي تدفعها تلك الأسر وتسعى بثقلها وتاثيرها الكبير في الحياة السياسية الامريكية خصوصا والغربية عموما إلى تخفيضها، وهمّ تلك السر الحفاظ على ثرواتهم، وبقاء قضاتهم مؤثرة أينما امتدّت أيديهم الجشعة. 
الاحتمال الثاني: أن يكون ترامب نفسه قد رتّب عملية اغتياله بتلك الطريقة، بحيث لا يتطرّق إلى فبركتها شك، فتظهر على أنها محاولة اغتيال حقيقية وليست مفبركة، والقناص ( توماس ماثيو كروكس) فيها كان هدفه إصابة رأس ترامب وليس أذنه، في تجمع انتخابي في (بنسلفانيا )، لكن الرصاصة أصابت أذنه وفشلت العملية، أمّا قتل القناص فقد كان من تفصيل العملية، ويكون خارج تحقيق الشرطة الجنائية. 
انتشار السلحة بمختلف أنواعها منتشر بشكل غير مسبوق في أمريكا بطولها وعرضها (فعدد قطع
السلاح فى الولايات المتحدة الأمريكية جاوز أربعة مائة ألف سلاح متمركزة فى ولايات الجنوب والغرب بعد كانت قبل 2024 ثلاثه مائة وعشرون مليون سلاح من 2020 إلى 2024، اليوم زادت ثمانين مليون قطعة سلاح، فالمواطنين في ولاية الجنوب والجنوب الغربي يحشدون الأسلحة والذخائر تحسبا للجبهة عندما تكون هناك حرب أهلية.) (6)
ويمكن القول ان  أمريكا مقبلة على أوقات عصيبة، لا يمكن التنبؤ بأحداثها ولا نتائجها، بدأت بأذن ترامب وقد تطيح برأس بايدن في انتخابات تشترى فيها الأصوات على الطريقة الأمريكية ويخضع أصحابها للدعاية الكاذبة، فيذهبون مسلوبي الإرادة، ليختاروا من يريده أثرياء البلاد، أمريكا تسير نحو التفكك والانفصال عن فيدرالية، قامت بالقمع والاكراه والقوة، ومن المحتمل أن تنتهي أسطورتها، في صورة ما اذا تورطت في حرب الى جانب الكيان الصهيوني، لاستنقاذه من ورطته في قطاع غزّة، أمريكا اليوم عمياء بكبريائها، مستقوية بقواتها وصناعاتها العسكرية، لا ترى أنّ قوى أخرى ظهرت قبالها، بإمكانها أن تتسبب في نهاية عهد هيمنتها واستكبارها، وسياسة الاستعداء الامريكية خلال سبعين عاما، ستعود عليها بالمضرّة، في ظل سياساتها العدوانية التي مارستها خلال هذه العشريات السبع، فلننتظر .. فإنّ الرّائد لا يكذّب أهله.
المراجع 
1 – معلق سياسي أمريكي يعلق على أسباب سعي ولاية تكساس الانفصال عن الولايات المتحدة
https://arabic.rt.com/world/1534348-
2 – نيو هامبشاير تنضم الى قائمة الولايات المؤيدة للإنفصال عن الولايات المتحدة الامريكية
3– آخرهم ترامب.. رؤساء أمريكيون تعرضوا لمحاولات اغتيال
https://arabic.rt.com/world/1582441

4– قائمة اغنى عائلات العالم تضمّ 10 عائلات أمريكية وواحدة عربية
https://ohioinarabic.com/
5 – عندما يجتمع المال والسياسة في اسطورة اسمها آل روتشيلد
https://www.independentarabia.com/node/554396/
6 – محلل سياسي أمريكي يعلق على أسباب سعي ولاية تكساس

https://arabic.rt.com/world/1534348


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الرصافي المقداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/20



كتابة تعليق لموضوع : اغتيال ترامب مؤشّر نهاية هيمنة البيت الأبيض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net