صفحة الكاتب : زيد الحلي

عراق الخير واحة للتسول
زيد الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

باتت الكتابة، عن التسول والمتسولين، تثير القرف والاشمئزاز، لتكرارها، فقد كثرت المناشدات حول هذه الظاهرة المعيبة، ومعها كثرت التبريرات الحكومية غير المجديــة! فالذي يتجول في شوارع بغداد وازقتها، وايضا في المحافظات يلفت انتباهه اتساع ظاهرة التسول، حتى اصبح الأمر «سمة عراقية» بامتياز.. ربما يقول البعض ان لهذه الظاهرة اسبابها ومسبباتها نتيجة الوضع الاقتصادي، وتفاقم البطالة، لكن الموضوع اخذ بالاستشراء لحد مخيف، ولم تقتصر الظاهرة المؤسفة على لون انساني معين، كالعجزة وكبار السن، بل تعداه الى شباب وشابات، امتلأت بهم ساحات الجامعات ومجمعات الاطباء ومقتربات الجسور والاسواق الشعبية.. الى متى يبقى الحال؟ وماهي الحلول للقضاء على هذه الظاهرة ؟

المؤشرات التي امامنا تقول ان الموضوع برمته يبدو انه لا يقلق الدولة ولاسيما الجهات الاجتماعية ذات العلاقة، فالتوالد المستمر لأجيال المتسولين في ازدياد، والأساليب المبتكرة لدى (اساطين) التسول اتسعت صورها وتنوعت اساليبها لتشمل استعمال القوة والكلام الجارح في فرض (أتاوات)الحصول على المال من عباد الله.

ان التفكير بصوتٍ عالٍ لحل مشكلة التسول ضروري جدا، ويثري النقاش حولها في اروقة رجال المجتمع، ويعمق الافكار لدراسة شيوعها، ويفتح الشهية لدراسة بروزها، ويعمق الفكرة في التنبيه لخطورتها، ويزيد في حجم ودرجة التفاعل في فهم اتساعها بين دوائر وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني واجهزة الامن الداخلي، ويجذب إليه قطاعاتٍ راغبة في دراسة مديات خطورة الظاهرة على طبقات مجتمعية بدأت تدخل ميدان التسول، باعتباره مهنة تدر المال دون جهد رغم ازدراء المجتمع لشخصياتها.

شخصيا، حين اشاهد امرأة تتسول بنداءات حزينة، وهي تضع على حجرها طفلاً رضيعاً، دست في حليبه مادة منومة، حتى يبدو نائما، او معتلاً، لا ألبث أن أعود إلى حزني، حتى ان كنت في كامل سعادتي، كأن أيامي ترفض لي الابتسام، فأظل حزينا طوال يومي، أصارع حزن دفين على ابناء وطن غني في كل شيء، إلا الرفاه والاطمئنان !
اقول لمن بيدهم امر البلد، ان النفوس القوية، لا تعرف اليأس، والبكاء على الظواهر المؤلمة ليس حلاً، علينا الشروع بحملة وطنية لوقف فيضان التسول بسرعة، فقد دخل حتى البيوت الكريمة!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/27



كتابة تعليق لموضوع : عراق الخير واحة للتسول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net