صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

(تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي )55 
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الولوج إلى العمق الفكري لأي نص يمنحنا المعنى الذهني وعلاقة هذا المعنى بالواقع المعبر عن مفهوم النص، الصورة التي تتعالق بذهنية التلقي، تبحث عن تأثير المعنى في اللغة، لكل معنى مساحة داخل وعي الإنسان، وقيمة الصحيفة السجادية للإمام السجاد عليه السلام البحث عن عالم الأخلاق وجوهر تلك المكارم الأخلاقية التي يحتويها ولا يمكن نشرها دون فهم هذا المعنى وإدراك مغزاها الأخلاقي، ويركز الانتباه على أن الدعاء هو مجموعة من الروابط الاجتماعية التي يحتاجها المجتمع فنجد دقة المضمون في قضية تبديل صفة الإنسان مع بقاء شخصه ويرى سماحة السيد أحمد الصافي أنه لا بد للإنسان أن يعاشر المجتمع، هذا واقع يعبر عن وجود الوعي الإنسان لكن الواقع يحتاج إلى واقع آخر هو المداراة، خلق وصفة محمودة وبها تستمر الكثير من العلاقات الإنسانية، البشر يعيشون ضمن المجتمعات، يتفاعل بعضهم مع بعض وتتداخل حياتهم فيما بينهم، و تتضارب بعض المصالح والرغبات، تؤمن المداراة وسيلة لتخطي هذه التوترات، والمداراة يعني الملاينة وحسن الصحبة والاحتمال ويداريه أما لخوف منه أو ليتجنب شره أو الاعتقاد أن ذلك ضمن مصلحة سير العلاقة فأن العلاقة لم تقم على صداقة ومحبة بل مبنية على مداراة 
يدعو الإمام عليه السلام إلى أن يحول حب المداراة إلى علاقة فيها شده المحبة ليولد الاطمئنان في النفس، العلاقة بطبيعتها القائمة بين الإنسان والإنسان منظومة هذه العلاقة المعبرة عن الذات، وردت بعض الروايات (أمرني ربي بمداراة الناس) و (أمرت بمداراة الناس) هذه الحالة استثنائية موجودة في كل زمان، لكن أن تبدل من حالة المداراة إلى تصحيح المحبة لتولد الثقة بين الطرفين، رصد العلاقة قد يحتاجها الإنسان في حياته، مجموعة من التصورات التي تميز العلاقة، ترفع عنها مسار الخوف والقلق وتخلق الأمان، لو نظرنا إلى قيمة هذا الفكر الذي تميز بالمودة وفسر معنى العلاقة ومضمونها الإنسان ومعرفة مديات هذا التصور الذهني لمعنى العلاقة يعني الإدراك الذي يدعو الإمام به الله سبحانه وتعالى، ومن (رد الملابسين كرم العشرة) والملابسة احتمال اللفظ أو العبار لأكثر من معنى، والملابسة احتمال للفظ لأكثر من معنى، وصفه سماحة السيد أحمد الصافي بالخوف نحو من الخلطة بين الطرفين والإمام عليه السلام يدعو الله تعالى أن يتحول هذا الالتباس إلى كرم العشرة، والكرم يستعمل لكل شيء حسنا، كريم الأخلاق تتحول هذه الحالة إلى حالة من حالات كرم العشرة 
العلاقة المدركة الواثقة المطمئنة أثر ما يرتسم في الذهن من معرفة ووثوق، هذا يعني قيمة الدعاء لها قدرة على التغيير، ليس هناك صفة إنسانية ثابتة  العلاقة دائما أمام واجهات التضاد، هناك أمن وهناك خوف هناك مرارة وهناك حلاوة وصف دقيق لدعاء الإمام عليه السلام (ومن مرارة خوف الظالمين حلاوة الأمنة) وصف الخوف بالمرارة والخوف غريزة كالجوع والعطش يتصف به حتى الأنبياء، الخوف إحساس مؤذي ومزعج، لا يمكن أن نخاف يوما من العدل أو من الأشياء الحسنة وإنما الخوف هو مراره أن نعيش مع الظلم والظالمين، الحسين عليه السلام يقول (لا أرى العيش مع الظالمين إلا برما) يذهب السيد الباحث إلى أن الظالم لا يبالي بالذنب وينتهك الحرمات والخوف منه يؤدي إلى عدم الاستقرار والشعور بالمرارة، الإمام عليه السلام يطلب من الله سبحانه وتعالى أن تتبدل مرارة خوف الظالمين إلى حلاوة الأمن كأنه يتذوق طعم المرارة في الخوف وطعم الحلاوة في الأمن والأمان، الأدعية كثيرة في صلب الأمن والاطمئنان نرسل ملامح الأمان في صورته الذهنية عند الإنسان نشعر بالاستقرار النفسي وقد هيا الله سبحانه وتعالى المناطق محددة حرما له كمكة المكرمة إذ تؤمن فيه حتى الوحوش والطيور، ويشعر الإنسان بالأمن.
تشمل هذه الصورة الذهنية التكوينات الفكرية والعاطفية والنفسية للإنسان وتتأثر بالقيم الروحية، والأفكار نجد أن طلب الإمام عليه السلام أن يجعل له يدا على كل من ظلمه (اللهم صل على محمد وال محمد واجعل لي يدا على كل من ظلمني ولسانا على كل من خاصمني) هو طلب أن يمنحه القدرات الروحية المتمكنة من رفض الظلم كون الظلم رذيلة وفعل قبيح وقبول الظلم والاستسلام هو أمر قبيح أيضا، لذلك يستعين الإمام بالله سبحانه وتعالى، لدفع الظالم والظلم واجعل لي يدا على من ظلمني، معنى الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو الضمان بالقدرة والتمكن على الظلم وهو من موارد المنكر، الإمام عليه السلام يطلب من الله تعالى أن يجعل له يدا على من ظلمه، انطباعات وتصورات وصور ذهنية ترسخ مفهوم المعاناة ليدرك المتلقي ذلك الأثر من الألم والأذى والمصائب التي تعرض لها أهل البيت عليهم السلام، و محاولات التوهين بهم ومع هذا هناك حقيقة وجود الإمام عليه السلام كان يشعر الأعداء بالضعة يرتعبون منه وهو في المدينة وهم في بلد آخر، هذا الإحساس يعكس على مرآة أفكارنا لندرك مديات الظلم القسري والقصدي على أئمة الهدى عليهم السلام، يشعر
الإمام سلام الله عليه بهذا الظلم ويدعو الله سبحانه أن يكون له يدا على من ظلمه. 
 صراع بين الخير والشر في حالة تحدي، ودفاع يسأل الله أن ينصره على الظالمين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/02/11



كتابة تعليق لموضوع : (تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي )55 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net