(صدى الفتوى مجلة ثقافية خاصة بمهرجان الدفاع المقدس، صدرت عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة وتكونت لجان التحرير من (الإشراف العام) قسم الشؤون الفكرية والثقافية/ وشعبة الفكر والإبداع /وحدة الاصدارات شعبة الإعلام/ وحدة الجريدة/ شعبة الإنترنت /وحدة الإعلام الإلكتروني ( التصميم) حسين الشمران /ميثم القرعاوي/ حسين عقيل)
قبل القراءة علينا أن نقف عند معنى الإصدار ومغزاه وأهدافه وماله من مكانة في المنشور الثقافي والفكر المحلي والإسلامي العالمي ،الإصدار اختص بدراسة فكرية للفتوى أو مديات توثيقية للقراءات المتنوعة من أجل ترسيخ ثقافة الحق والرد الواضح للهجمات الشرسة التي يشنها الإعلام المؤدلج وجاء في ( الإفتتاحية) عنوان ( في البدء / الدفاع المقدس ....التحرير والتحرر )لم تكن الفتوى مجرد فتوى بل نقطة مفصلية قبل وجود داعش وبعد وجوده.
المنجز الأول
ــــــــــــــــــ إن هذه الفتوى نجحت في تحرير النفوس من مخاوفها.
المنجز الثاني
ــــــــــــــــــــــ انها قومت الحشد بضوابط مدروسة لتجنيده ضمن الانتساب الحكومي وتشكيل الحشد الشعبي تحت إطار وزارة الدفاع العراقية.
المنجز الثالث
ــــــــــــــــــــــــــــ إن الحشد لا يشمل تجنيد وتطويع نمطي يتبع مذهبًا أو انتماء معينًا دون غيره، بل الانتماء الاوغحد للوطن ولمختلف الانتماءات.
المنجز الرابع
ــــــــــــــــــــــــــ استحضار قيم الخير والجهاد تيمنا بمنهاج أهل البيت عليهم السلام وتضحوية المشروع الحسيني المبارك.
&&&
بدأ الإصدار بمساعي تحليلية لخطبة الفتوى المباركة( لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي) بين فيها خطورة الوضع وضرورة امتلاك الوعي بعمق المسؤولية الشرعية والوطنية، الاستهداف لا يستثني مدينة أو فئة ، ومسؤولية التصدي مسؤولية الجميع وهذه الفتوى وضعت القيادات السياسية في العراق أمام مسؤولية وطنية وشرعية كبيرة ووجهت إلى زعماء تلك القيادات . إن الأمر يقتضي ترك الخلافات والتناحر وتوحيد الموقف والكلمة.
&&
وأشار( سماحة السيد أحمد الصافي) في خطبته إلى بعض النقاط المهمة بين فيها إن الدعوة موجهة إلى جميع العراقيين، من غير اختصاص بطائفة دون أخرى ولم يكن للدعوة إلى التطوع أي منطلق طائفي.
المرجعية بعيدة كل البعد عن أي ممارسة طائفية والفتوى كانت عبارة عن دعوة الانخراط في القوات الأمنية الرسمية وليس لتشكيل ميليشيات مسلحة خارج إطار القانون.
نلاحظ في أجواء الخطبتين هو التأكيد على هوية الفتوى ووطنية المسعى وعراقية الصوت.
&&&
إن القراءات التفاعلية لفتوى الدفاع المقدس من قبل الكتاب والأدباء فتحت أبواب التداول والتفسير والتأويل لترتقي إلى مستوى القراءة المنتجة للنص بمعنويات احتواء الواقع المعاش،
الفتوى واضحة وتجلياتها مشعة لا تمتلك عقد نفسية أو رؤى طائفية فالهوية معلومة والانتماء الوطني قرب تلك القراءات لبعضها البعض، قراءة الكاتب (مهدي عباس )بعنوان (فتوى الدفاع ومشروع بقاء الأمة) ركز على التاريخ السياسي بالمؤسسة الدينية ومواقف المرجعية في تحريك السواكن داخل المناخ السياسي الوطني وتجسيد المواقف السياسية الجريئة ،عبر الوعي السياسي
شكل المركز القيادي الأساس لمواجهة الإحتلال الإنجليزي وأشارت الفتوى إلى الوضع الأمني الخطير ،فكانت تأكيد على وحدة العراق ، وتحمل المسؤولية الوطنية والشرعية وأكد سماحة السيد علي السيستاني /دام ظله على أهمية التحلي بالصبر والشجاعة والثبات ،وتحمل المسؤولية، وتوحيد المواقف ،وزرع الثقة عند المقاتل، أحدثت الفتوى حماسة مئات الآلاف من المتطوعين من كل الطوائف.
&&
بينما ركز الكاتب الأستاذ (هاشم الصفار) في (قراءة مضامين خطبة الجمعة) على بعض النقاط المهمة في استقراء الخطاب الموجه للشعب، الخطاب الجماهيري لا يستلزم بالضرورة المصطلحات غير المفهومة والمستعصية والتي تقترب من اللغة الأكاديمية العلمية بل هناك المباشرة الواعية التي تنسجم وعمق وخطورة الحدث والتي تتوقف عليه حياة أمة، والفكر والحضارة ، امتلك الموضوع فرادة في التشخيص كونها قريبة إلى اختصاصه الأكاديمي والتوجه الثوري العام والصوت المرجعي المنبثق من مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وركز على البقعة الجغرافية كربلاء بما تمتلك من روحية الثورة ، فقد كانت صرحًا لأعلان الجهاد ضد الإنكليز سنة 1914م وإعلان المرجعية في مواجهة داعش ، انطلقت من كربلاء أيضًا ،رسالة واضحة بأن المرجعية هي القائد الذي استطاع كسر حاجز الخوف لدى المواطنين ومنح الجنود المرابطين الدعم المعنوي ،
&&
أما الكاتب (علي حسين الخباز) اتبع في موضوعه (فتوى الدفاع المقدس والإنقاذ الوطني) تقنية التضاد ليستكشف المتتاليات التضادية في ايصال الفكرة ، ثمان ثنائيات أعتمدها للوصول إلى الثراء الوطني والهوية الوطنية
أولًا 0000(الإحتلال× التحرير)
كان هناك عمل جاد لأسقاط بغداد من خلال استفحال العقد الطائفية عند قيادات ودول ساهمت بقوة التمويل التخريبي سعيًا لسقوط الوطن واحتلاله من قبل داعش ، بالمقابل ظهر صوت التحرير، صوت الفتوى لإنقاذ العراق، تلك حقيقة اجتاز بها العراق الأزمة واسترجع عافيته النفسية.
***
ثانيًا0000000(الإعلام المنحرف × الإعلام الوطني)
سعى الأعلام المنحرف إلى ترويج المغزى الطائفي لفصل الحشد عن وطنية العراق ،فصلوا عراقية الجيش العراقي (جيش المالكي/جيش العبادي/الجيش الصفوي/) فكان السعي هو إعطاء الصورة المموهة بأن الجيش عبارة عن ميليشيات شيعية من أجل زعزعة الثقة الوطنية، بالمقابل انفجرت الثورة الإعلامية ،و أفردت الكثير من أنشطتها اهتمامًا واسعًا بالدوافع الوطنية، وركز الإعلام الوطني على وحدة العراق دون التركيز على فرعيات الإنتماء.
***
ثالثًا 0000(منطق الإبادة × منطق السلام)
لقد أكد الحشد الشعبي للعالم كله أنه لا يمتلك صراعًا عسكريًا أو تضادًا عدوانيًا وإنما يحاول أن يدفع الشر بما يستطيع ،والحشد يحرم الحرق ، يحرم التمثيل بجثث القتلى ، فمرجعية الحشد هو ظلًا لسيرة لائمة عليهم السلام، لا يحق دخول الحشد من منطق الإبادة ، وإنما الدفاع عن البلاد كي لا تحدث مثل هذه الإبادة، هم يقتلون طائفة دون سواها وهم يعشقون الإبادة، دينهم أيضًا لا يسمح لهم ، ومذاهبهم لا تقبل ولا تبيح لهم ذلك، بل هي حركات سياسية دخلت الدين فشرعت فتاوى القتل.
***
رابعًا 00000( الإنتماء × المرتزقة)
من يعرف كيف دخلنا الحرب يستطيع أن يدرك كيف نريد أن نخرج منها بوجه أبيض مع انسانيتنا، نخرج بكامل الإنتماء إلى مذهبنا مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم.
بينما الدواعش يدافعون عن وجودهم المضطرب، يقاتلون بذلهم المستكين، بخيانتهم الوطن والدين والإنسان، فجعلوا من الحرب سوق ارتزاق بلا انتماء لوطن أو أمة أو دين.
***
خامسًا 00000(السلام × الحرب)
للهوية ارتباطات قوية بالعلوم الإنسانية والعلوم الإجتماعية يقترن بالدين والوطن والإنسان والفكر و الإنتماء وخصوصية الموقف في مفهوم الإنتماء وحينها سيترتب عليها الكثير من الرؤى ، المرجعية تنظر إلى الحرب غير النظرة الداعشية فالمرجعية، ترفض أي انتصار على حساب إنسانية وجودها المرتبط بالأئمة عليهم السلام المهم أن نخرج من جميع المواجهات ونحن أبناء مذهب مبارك وقادة أمة بما تمتلك من روح محبة للخير ، والدواعش ترى الحرب انتقامًا ضد المذهب بارتباطات مشهودة، نحن نهضنا مواجهة هذا الصراع وهذا الفارق بين من يسعى لإذلال الإنسان ومن يسعى لعزته وكرامته.
***
سادسًا 00000(الوحدة × التقسيم)
مواجهة هذا المشروع الداعشي هو قيمة وحدوية تعبر عن وطنية الوجوب الكفائي والدواعش يحملون شعار تقسيم العراق إلى أقاليم وإلى مذاهب وإنتماءات فرعية والسعي الأول والأخير هو تفتيت العراق.
***
سابعًا 0000( فتوى السيد السيستاني× فتاوي الدواعش)
بعثت الفتوى وما تحمله من نصائح السيد علي السيستاني دام ظله الوارف ، من القدر الإنساني والتمكن الاستباقي بنزاهة الفتوى، التي أخذت محورين
( الأول) تحذيري ناتج من الخوف على الأبناء من الانزلاق في هفوات الغضب ،
(والمحور الثاني) تنويري رسالة إلى العالم ،يعرفهم بقيمة المنهج الحسيني بينما فتاوى الخطب الوهابية مخلة بالضمير الإنساني والمسالة واضحة لا تحتاج إلى شرح أو تفسير.
***
ثامنًا (الإصلاح × الخراب)
الجميع عرف حيثيات النهج الداعشي، والخراب الذي نشره في البلاد من ذبح وقتل على الهوية وتفجير الجوامع والمعابد و الأسواق وسبي النساء بينما الجميع يخاف المد الشيعي لما يمتلك من مقومات فكرية ، مذهب مسالم احتوائي شمولي غير منغلق يحمل مبدأ الإصلاح ولم يحدد هوية المقاتل بهوية إنتمائه، فالوجوب الكفائي أستنهض الوعي الإنساني والإصلاح للدفاع عن الوطن.
&&&
موضوع مهم للكاتب الدكتور( منهال جاسم السريح )الذي عبر به عن موضوع ( الإعلام والكتابة عن الحرب) ومسيرة الأقلام وتلاحم كتابها مع المعارك لخلق المثال اليومي الحي ويرى أن المعارك شهدت حضور المقاتل لكن غاب عنها الأديب العراقي هناك مساحة بين القلم والإلتحام بالمعركة تبقى أسير التصور والخيال في كل تعبير أدبي وما يريده الدكتور هو معيشة الأديب مع المعارك الفعلية أن يحمل البندقية ليعبر عمليًا عن التحامه بالانتصارات وبالحياة التي تصفها وبالسخونة العميقة لروح الوطن.
&&&
ذهب الكاتب( مصطفى الباوي) في موضوعه (من توجهات المرجعية الدينية العليا) كان توجه الموضوع حول الإلتزام الشرعي وتبني الخطاب الروحي، و النصائح أثارت صياغات منهجية تابعة لمنظومة فكرية الجوهر التكويني المؤسس بفكر المرجعية، النصائح والتوجيهات التي أطلقها سماحة السيد السيستاني صمام الأمان بالصلاة أدائها في أوقاتها مستمده من وصايا الائمة المعصومين عليهم السلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat