من لم يغنه ما يكفيه ، أعجزه ما يغنيه
جمال الدين الشهرستاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمال الدين الشهرستاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الواقع في العراق فيه من المرارة و الأسى ما تعجز الأقلام عن وصفه ، والتنافر بين الأخوة الأعداء ليس فيه أمل أو رجاء بالعودة إلى نقطة البداية ، واللوحة السوداء ليس فيها نقطة أمل بيضاء أو رمادي وحتى صفراء والقوانين تصدر تباعا والذي فيه ضرر الكل يسكت عليها فتمر مر السحاب علينا وعلى المرجعيات السياسية و الفكرية و الأخرى ، والقوانين التي فيها نفع عام وضمن إستراتيجية زمنية ، تقوم الدنيا و لا تقعد ، و تنتفض نفس الجهات لإلغائه لأنهم لا يرون إلا تحت أقدامهم .
الشعب اقتنع وانجرف مع التيار المشجع للتصويت والانتخابات فذهب وغامر وانتخب فانخدع بالوجبة الأولى والثانية والثالثة قادمة هل سيعتبر هذا الشعب ويترك العشائرية و الانتماءات الفاسدة وينتخب الأفضل ؟ لا أعتقد لأني قرأت ما موجود ووجدتهم لا يمكن أن يصلحوا لشيء .
لأننا الشعب الوحيد الكل يكذب على الكل ، الحكومة تكذب على الشعب والشعب يكذب على الحكومة وأفراد الحكومة وأبناء الشعب يكذبون بعضهم على بعض و هلم جرى ، والمتوالية هندسية و الإبداع يستحق جائزة نوبل للكذب و عدم معرفة الصدق .
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال: [يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [ {التوبة: 119}
وقد أمر الخالق سبحانه وتعالى بالتقوى ولن نكون كذلك إذا لم نكن مع الصادقين ، أين الصدق في كلام أرباب العراق منذ عشر سنوات ولحد الآن ، وأين الصدق في كلام الشعب وأحدنا يذبح الأخر بدون رحمة .
لقد وعدونا : بالطاقة الكهربائية !! والرفاهية !! والتقدم !! والازدهار !! والنظافة !! ومحاربة الفساد [ الإداري والمالي والاجتماعي و السياسي و العائلي ]!! السلة الذهبية !! إخراج العراق من المادة 7 !! وحدة العراق !! الـــخ . أي مطلب منها حصل ؟ ولن يحصل ، والأعذار موجودة وجاهزة على الرف .
الشعب وعد وعدا لم يتمكن منذ عشر سنوات من تحقيقه أو الالتزام به ألا وهو الوحدة ونبذ الطائفية و مقاطعة الأجنبي الغير عراقي ( لقد ضاق العراقي بالأقربين فسلط الله الأبعدين ) فكل من هو خارج العراق أجنبي وكل من ينتمي لهذه الأرض فهو أخي . فكل القوميات و الطوائف و المذاهب في العراق هم أخوتي و الاختلاف ألاثني والعقائدي لا يغير لدي شيء ما دام هو عراقي ، وكل شخص خارج العراق هو غريب على نفسي وقلبي .
الكل كاذب والكل لم يفي بوعوده والكل ليس له إيمان ، جاء في الحديث الشريف ( المؤمن يزني و لا يكذب ) .
دعوات الراوندي : قال النبي صلى الله عليه وآله : أربا الربا الكذب ، وقال رجل له صلى الله عليه وآله : المؤمن يزني ؟ قال : قد يكون ذلك ، قال : المؤمن يسرق ؟ قال صلى الله عليه وآله : قد يكون ذلك ؟ قال : يا رسول الله المؤمن يكذب ؟ قال : لا ، قال الله تعالى : " إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون " (النحل : 105) .
فكيف ستكون الأيام القادمة ونحن شعب ينزل بإصرار إلى الهاوية . هل هناك من يعتبر ويوقف هذا الانهيار أم السفينة غارقة لا محالة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat