الموت بداية حياة
زينب حسين الكربلائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن حياة الإنسان لاتنتهي بالموت لاتنحصر في العيش القصير ضمن هذا العالم ليفنى ويطوي سجل حياته نهائيا بل هناك عالم أخر أرحب وأدوم لايقاس بهذه الحياة الدنيا وسيقف الانسان ليرى اعماله خيرها وشرها ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى )
ان الانسان خلق لعالم آخر أبدي وانما العيش في هذه الدنيا بهدف أن يربي نفسه بالايمان والعمل الصالح والأخلاق الحسنة ( أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لاترجعون )
فهناك المحسن والمسيء والعادل والظالم ومن العدل الالهي أن يثاب المحسن ويعاقب المسيء حسب مايستحق ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض أم نجعل المتقين كالفجار ) ولهذا لابد من وجود عالم أخر يتحقق فيه العدل الالهي الكامل ( إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا انه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ) فالموت جسر للعبور فقط الى الحياة الدائمة الأبدية
ومما نقل عن الامام الحسين أرواحنا فداه.. في كربلاء أنه قال ( صبرا بني الكرام فما الموت الا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء الى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة فأيكم يكره أن ينتقل من سجن الى قصر وماهو لأعدائكم الا كمن ينتقل من قصر الى سجن وعذاب إن أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والموت جسر هؤلاء الى جنانهم وجسر هؤلاء الى جحيمهم ماكذبت ولاكذبت )
اذن فالموت انما هو بداية عالم جديد يسمى البرزخ والبرزخ هو الحاجز الذي يتوسط بين الدنيا والأخرة ( حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ) ويصف القرآن الكريم في آية أخرى حياة برزخية سعيدة لبعض الشهداء ( فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
ولاشك أن للشهداء مقاما خاصا عند الله تعالى ( والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم )
ان المؤمن الحقيقي لايكره الموت ولايستوحش منه بل يحبه ويعشقه كما ورد عن مولانا امير المؤمنين عليه السلام ( والله لابن ابي طالب انس بالموت من الطفل بثدي امه ) وذلك لأن الانسان يحب الخلود ويعشق الحياة الابدية وينفر من النقص والفناء
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
زينب حسين الكربلائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat