المسؤول والدفان القاسم المشترك
احمد طابور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد طابور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الموت الحقيقة المطلقة التي لا مناص منهاوبغض النظر عن اختلاف اللاهوتيين والوجوديين في وضع تعريفاله فهو -أي الموت- النتيجة الحتمية لنهاية الحياة لكل ما هو كائن في هذا الكون.
على رغم مما قاله سقراط " استهينوا بالموت لان مرارته في الخوف منه " الاان الخوف من الموت وما بعد الموت جعلنا نحسب للموت ونهابه ونحاول ان نتفادى الحديث به وعنه وكل قصص الموت على اختلافها مدعاة للحزن والألم ونحاول باللاشعور ان نسقط الموت من تفكيرنا لأننا وبشغف المتشبث في الحياة نحاول وبملحة مقبولة في المنظور الجمعي ان نبعد شبح التفكير به.
والداعي الى الأسف تنقل الموت بخفة بين ظهراني العراقيين فقلما نمر بمكان عام الا ونجد الجدران والأسيجة موشحة بسواد الحزن عبر لافتات تنعى هذا وذاك ومن كل شرائح المجتمع العراقي فعروجاعلى حوادث السير المروري الكثيرة والتي تحتاج الى وقفة تشريح حيث انها قد فاقت كثيرا حوادث الإرهاب إضافة الى الإرهاب نفسه او الحريق الناجم من تماس كهربائي نتيجة رداءة المنتوج الصيني من جهة وتتذبذب الفولتية من جهة أخرى وحرائق المولدات اوالتكهرب باسلاك المولدات الموزعة كخيوط العنكبوت والتي تلسع المارة تحتها اثر تقطعهاالمفاجيءوسقوط اسيجة وجدران المنازل المهترئةعلى السابلة من الناس والأمراض الغريبةالعجيبة والتوقف المفاجيءللقلب المتعب لشباب بعمر الورد او الانزلاق والسقوط باحدى المنهولات المفتوحة فسادا اثناء زخات المطر الساقطة من الحسبان الهندسي والكثير من التفاصيل المضحكة والمبكية والباعثة للدهشة المؤدية الى تلك الامتار البسيطة التي تحوي تلك الاجساد التواقة للحياة.
تساؤلي الباحث عن اجابة، عند نعي احدهم ما سبب الموت الكل يجاوب (يومه وقدره) ،والسؤال لم لا يكون (القدر واليوم) متوفر بهذه الكمية والسهولة في البلدان المتحضرة ؟!
كثرة الفواجع هذه التي غزت قلوبنا بالإحصائيات الكبيرة للوفيات العراقية بل ربما نحن لنا قصبة السبق مقارنة بالبلدان الأخرىات وكما العادة يحتل العراق بكل ماهو مؤلم ومتردي المراتب الأولى.
"مصائب قوم عند قوم فوائد"
الدفان والسياسي لهما قاسم مشترك المتمثل في الدعاء من اجل مزيد من الموت،فالدفان يعتاش على كثرة الموتى ليزداد ثراءاأو ليزاول حياته و متطلباتها بما يجنيه من دفنه للموتى أي ان حياته مرتبطة بالموت وسيحزن كثيرااذ لم يكن هناك من موتى ويتوكل من الصباح بدعاء من القلب الى مقسم الأرزاق عسى ان يكثر من رزقه والمتضارب مع دعاء الآخرين القاطعين لرزقه بدون ايما اثم او تأنيب ضمير .
أما السياسي فله بصاصيه اللذين لديهم استشعار بالموتى أو من سيموت فلهم أجندة خاصة للمرضى المستعصية حالاتهم والراقدين بانتظار الموت وما ان يموتوا حتى ترى المسؤول اول المعزين وتراهم - أي المسؤولين- في كل (فاتحة ) يتسابقون بالعزاء والتعزية وتقديم الاموال بظروف مغلقة ويحكى ان احدهم ذهب لعزاء ميت في احدى النواحي ودس بيد اهل الفقيد ظرفا ماليا وما ان خرج حتى اخبره احد اتباعه بان منطقة هذا الفقيد لا تقع ضمن الدائرة الانتخابية واذا به يتعصب ويامر هم بارجاع المال المعطى كواجب،هذا وتعتمد مدة بقائهم وترددهم على (الفاتحة )على مدى قوة ومكانة الشخص المتوفى ففي الجوامع البسيطة المدة مرة واحدة ولا تستغرق أكثر من خمسة دقائق ،والتعذر بالأنشغال والوقت الثمين أما في السرادق الكبيرة للعشائر فتكون المدة ثلاثة أيام متواصلة مع البقاء لفترة طويلة ، الهدف من كل هذا الحضور والزيارة قطعا ليس ثواباً بل هو ترسيخ الصورة أمام الناس وخصوصا قبيل فترة الانتخابات مستغلون طيبة وسذاجة الناخب البسيط ومعولون على النسيان وامتصاص الزخم التذمري من الطبقات المتأذية نتيجة السياسات ذات المصالح الضيقةالتي تصب من والى المسؤول. وبخبرةالمتمرس يعرف المسؤول بأن المواصلة وخصوصا في الأحزان هي اقصر وانجع الحلول لتلميع الصورة المهترئة لان القلوب محطمة حينها تحتاج الى مؤازرة التي ستساعده في القفز على اخفاقاته السابقة والتصالح مع الناخب الافتراضي ،هذا ما حدث وسوف يحدث باستمرار وأحرز نتائج مرضية وأصبحت السياسة الدعائية تعتمد وتعول كثيرا على التصرف بهكذا أساليب.
رغم فجاجة ووضوح هذه الحالةالا انها فعالة ولها نتائج ايجابيةلأننا نتصرف بقلوبنا وليس بعقولنا ونتخذ القرارات بناءً على العاطفة ولا يخفى عليكم مالذي تولده مثل تلك القرارات العاطفية التي لا تتخذ العقل كميزان للرجاحة.
ولذا علينا توخي الحذر في الانتخابات الواقفة على الأبواب باختيارالأفضل وليس الأقرب(ابو الفواتح) لأننا بالمحصلة نحاول بناء وطن والوطن خيره وشره يعم فان تعاضدنا وحاولنا ان نضع الرجل المناسب في مكانه المناسب سيكون من المؤكد ان نبني صرحا وطنيا قويا ومتماسكا والعكس صحيح.
وكما قالوا " عين العقل والفطنةان تستخرج الحكمة من الخبرة"
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat