صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

بين شنشل والمحمود
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  ونحن نتابع  حلقات مسلسل الازمات في العراق التي يبدوا انها لم ولن تنتهي! مرة لغياب الرؤية وأخرى لغياب الحكمة وثالثة لإبقاء الشد في البلد لمصالح الاكيد انها ليس نبيلة،واليوم نعيش احداث حلقة من هذا المسلسل ابطالها القضاء وكل مايمت له بصلة كهيئة المساءلة والعدالة والحكومة كالعادة التي يبدوا إنها أوقعت نفسها بفخ اعد لها بإحكام،لتقع به دون تدقيق وتفتح على نفسها أبواب جهنم وتعطي لكل المتربصين بها صك مصدق من الأدلة على العشوائية والانتقائية في إدارة مفاصل الدولة،وسيطرتها  على كل السلطات التي يفترض ان تكون مستقلة عن بعضها،هيئة المساءلة والعدالة هيئة مستقلة تحكم قراراتها قوانين القضاء،وقد شكلت بعد شد وجذب استمر أكثر من سنة وصوت البرلمان على أعضائها،وهنا أخذت الهيئة شكلها الطبيعي ولها ان تمارس صلاحياتها ومنها اختيار رئيس ونائب من أعضائها،حسب قانون الهيئة، وفعلا تم اختيار السيد فلاح حسن شنشل لرئاسة الهيئة وبالتصويت من قبل الأعضاء ولم يتبقى إلا مصادقة البرلمان على هذا  الاختيار ،توفرت لدى هذه الهيئة معطيات على ان القاضي مدحت المحمود الذي تجاوز السن القانوني للخدمة القضائية ويدير ثلاث من اهم مفاصل القضاء العراقي، ومشمول بقانون الهيئة وصوتت الهيئة على قرار تنحيته وشموله بالاجتثاث،فأن كانت المعطيات التي تم بموجبها القرار ناجزه وكافية لإصدار هكذا قرار ينفذ القرار كما نفذ بآخرين، وان لم تكن كذلك فلا يحتاج المحمود إلى من يعلمه عن آليات النقض،لكن وكما تعودنا حشرت الحكومة  التي لا علاقة لها من قريب او بعيد بالامر نفسها في خطوة غير محسوبة اطلاقا،لتصدر كتاب من الامانة العامة لمجلس الوزراء الى الدوائر الرئيسة والمحافظات بألغاء جميع قرارات هيئة المساءلة منذ تسلم شنشل رئاستها لحين اجتثاث المحمود وبموجب هذا الكتاب الغيت قرارات الاستثناء التي اصدرتها الهيئة لتنفيذ مطالب المتظاهرين! وايضا قد يؤدي ذلك الى خطر يهدد موعد اجراء الانتخابات المحلية !وكذا فان كل المؤسسات واصحاب الدرجات الخاصة ممن يعملون بالوكالة يجب ان تلغى قراراتهم بموجب هذا الكتاب! منها قرارات وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة الاستثمار الوطنية وهيئة النزاهة وغيرها العشرات! لكون احد مبررات الغاء قرارات الهيئة عمل رئيسها بالوكالة، واعلنت الحكومة بهذه الخطوة الغير موفقة من كل الجوانب  عن تبعية المحمود لها وبذلك أسقطت هيبة القضاء الذي يرأسه،واعلنت تدخلها السافر بقرارات القضاء وربما ستفتح عليها ملفات اخرى تحت هذه الذريعة..! وأعطت  الحكومة دليل على تجاوزها على صلاحيات السلطات االاخرى،وبهذا  أثبتت تهم مناوئيها لها،بالانفراد والتجاوز على الدستور ومؤسساته، وتدخلها الأخير هو إعلان انقلاب على العراق الجديد بكل انجازاته،وهي طعنه نجلاء في خاصرة الشعب العراقي الذي دفع التضحيات لأجل ترسيخ مفاهيم الديمقراطية وفصل السلطات،وقطعت لسان المدافعين عنها، وثبت أنها أمضت دورتين هدمت خلالهما البناء الذي شيد بالدماء،هذا التدخل الغير مبرر  كان يمكن للحكومة ان تتجاوزة  دون ان تظهر بالصورة وفق آليات اجادتها هي،بعد ان يطعن المحمود  بالقرار وبالضغط وغيرة من الأساليب يقبل الطعن ،ويعود المحمود معزز مكرم،لكن الان اصبح المحمود مطعون به ولايمكن ان يقبل به في اي موقع بالقضاء فأي قرار يصدر من الجهة التي يديرها يصبح الطعن به اسهل من السهل، خاصة ونحن امام قوم اثبتت التجارب ان الشك لديهم هو الاصل واليقين استثناء في تعاملهم مع قرارات كل مؤسسات الدولة فضلا عن قرارات القضاء..
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/19



كتابة تعليق لموضوع : بين شنشل والمحمود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net