الثورة يصنعها الابطال ويحصد ثمارها الجبناء
د . صلاح مهدي الفضلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أليس غريبا مايحدث بالعراق فالثورة التي صنعها الابطال يحصد ثمارها الجبناء والانذال والأغرب من ذلك كل قادة الثورة أومن تبقى منهم يدعم هؤلاء الأنذال بالوثوب على الشرفاء والإجهاز على المناضلين والمجاهدين الغيارى. 

بدأ خط الثورة ألعراقيه منذ عام 1914 عندما تصدى رجال المرجعيه الدينيه الحره والقبائل العراقيه الغيوره للاحتلال والغزو الاجنبي بانواعه ومنذ ذلك الحين بدأت صناعة العملاء هؤلاء الذين يسهل إيجادهم من بين الجماهير لشدة ضعفهم أمام المعطيات ألماديه للحضارة حتى تميزت عوائل كاملة وشخصيات معروفه بشدة ولائها للمحتل وضربها لكل مجاهد وطني شريف فلا غرو أن تتصدر المواقع والمسؤليات وهي قطعا بيد من استمكن من الامور وسيطر على مقاليد الحكم . 

لقد اختلطت الموازين على المواطن العراقي فما عاد يميز بين الوضيع والرفيع فكم من وضيع رفعته المناصب والاموال الحرام التي يسرقها بشرعيه تامه من دماء الشعب المظلوم وكم من رفيع أنزلته كبريائه وعزة نفسه منازل البسطاء الذين لم يمسكوا زمام المسؤليه والتحكم برقاب العباد . 

في تاريخ العراق المعاصر وبعد احداث عام 1958 وزوال العائلة المالكة بدأت ملامح الحكومات الدكتاتوريه تتجلى بوضوح واشتدت القبضه البوليسيه للحاكمين فضلا عن هيمنة المحافل الماسونيه على الواقع التثقيفي والاتصال بالجماهير على الرغم من اتساع الرقعه التبليغيه لوكلاء الحوزه العلميه في النجف الاشرف والمدن المقدسه الاخرى وكانت ردة الفعل قويه على المستوى الفكري من رواد الحركه الوطنبه والثوريه التي اتسمت بالاسلامية غالبا وتمذهبت وفقا لاتجاه العاطفة ألشعبيه لابناء الشعب العراقي ،وبدات بعد تلك الايام ارهاصات التأسيس الأولى - رسميا - لاغلب

 التنظيمات السياسيه كحزب الدعوه الاسلامي و الحزب الاسلامي فضلاً عن وجود احزاب التحرير والشيوعي والبعث والعقائدين . 

والثورة صناعة شعبية لجهود مختزنه وامكانات تستقطبها العواطف الجياشه للثائرين فتصنع الحدث والفعل الثوري وما ان تنجح الثوره حتى تبدأ بأكل رجالها.

الصحابه الاوائل الذين جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه واله وقد ضحوا بالغالي والنفيس وقدموا أنفسهم قرابين دائمة لصناعة الثورة ،هدرت حقوقهم وأكلتهم تلك الثورة الاسلاميه الكبرى ما ان اغمض الرسول الكريم عينيه .

ابوذر الغفاري من أعمدة الثورة وصانعيها ومجاهد من الطراز الأول لاقى الويلات والمأسي والعذابات حتى تسلط عليه من حصد نتائج الثورة من الأنذال ليتم نفيه وحيدا بعيدا فيموت حسره على الثورة التي قادها رسول الله وال بيته وأصحابه النجباء .

وعمار بن ياسر صاحب رسول الله واشد المجاهدين والمدافعين عن الإسلام والثابتين مع رسول الله في جهاده الطويل ما إن مات رسول الله حتى نالته أيادي الأنذال من المتطفلين على الثورة فيهان وتسلب حقوقه فينزوي مع علي بن أبي طالب(عليه السلام) مدرسة الثائرين.

حتى تتحقق نبوئة رسول الله فيه (( يا عمار تقتلك الفئة الباغية وأخر شرابك نضاح من لبن )).

والفئة الباغية هم حتما الأنذال الذين استحكموا على نتائج الثورة وأخذوا خيراتها وصادروا حقوق الأبطال والظاهر من استقراء نتائج الثورات على مر التاريخ قديمه وحديثه.

 

هذه الثورات تتبع السنن الكونيه في حركة التاريخ ، اذ نلاحظ تكرار المشهد البراغماتي في التعامل مع الثائرين وقادة الثوره والاستمكان على معطيات الثوره.

الثورة الفرنسية نموذج حي لتاريخ قريب.......

الثوره الاسلاميه في إيران نموذج معاصر ومصداق حي .

والثورة العراقية المعاصرة والتي اتت اكلها بعد عام 2003 حملت معها كل الإفرازات والتمحور لمفهوم الثوره المنفلته التي لم تحمل أي وفاء لصناعها .

 

 

الموضوع السابق ليل ابدي...وامة عدنان قحطان

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat