صفحة الكاتب : علاء كرم الله

الحجاب بين الحرية والأجبار؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدأ أقول أنا لست من الداعين الى السفوركما ولست من الذين يمنعونه أن كان حجابا أو نقابا أوكل ما ما يتعلق بلباس المرأة فالوسطية والأعتدال في أمور كهذه والأبتعاد عن المغالاة والتشدد وترك ذلك لحرية الأنسان بلا أية أجبار أو ضغط هي الطريق الأسلم والأكثر صوابا. ولكن بالوقت نفسه لا أتفق تماما مع من يحاولون ربط موضوع الحجاب بالدين! بل ويذهبون الى أبعد من ذلك عندما يحاولون ربط موضوع أرتداء الحجاب بأستقامة الأخلاق وسمعة وشرف وعفة المرأة فهذا هو التطرف والكفر بعينه!. فهل كل المحجبات والمنقبات والمحنكات مع أحترامنا الشديد لهن طاهرات قانتات يعرفن حدود الله ويؤدين فرائضه ويخافونه علانية وفي سرهن؟
 
وهل أن كل من لم ترتد الحجاب هي انسانة خارجة عن الطريق لا سامح الله! كما تحاول بعض الجهات الدينية المتطرفة فرض مثل هذه الأفكاروالمفاهيم وتكريسها في عقل المواطن العراقي . فعلى الجميع أن يعرفوا بأن الله عز وعلا لا ينظر الى أشكالنا بل ينظر الى قلوبنا وفي هذا الموضوع يقول الأستاذ (جمال البنا) وهو الأخ الأصغر(لحسن البنا) مؤسس حركة الأخوان المسلمين في مصر في حوار مع العربية نت نقلته مجلة كشكول الصادرة عن مؤسسة الأنتشار العربي ببيروت عدد/83 من آذار عام 2008 صفحة 17 (بخصوص ما ورد في الآية الكريمة : وليضربن بخمارهن على جيوبهن : أن ذلك كان في أطار الحديث عن لباس اجتماعي كان سائدا في ذلك الوقت فالرجال يلبسون العمائم والنساء تختمركي تقي نفسها من التراب ومن أشعة الشمس وبالتالي فالمسألة لا علاقة لها بالدين). الى هنا أنتهى ماقاله الأستاذ (جمال البنا). أن أخطرما في موضوع الحجاب هو أن يرتبط بتوجيهات الدولة وبعض الأحزاب السياسية الدينية أيا كانت تلك الدولة وتلك الأحزاب.ولا أعلم لماذا الداعين الى ارتداء الحجاب  أوفرضه بالأجبار والتهديد يتناسون عمدا وعن قصد قول الله سبحانه وتعالى( لاأكراه في الدين)، والقول واضح أن كان في الحجاب أو غيره من الأمور الدينية. أن عظمة الدين الأسلامي تكمن في يسره وسهولته وبما يحمل من مضامين أنسانية وأجتماعية وأخلاقية وتربوية عالية، حين جعل من الأخلاق بكل تفرعاتها ركنا أساسيا لبناء الأنسان بناء صحيحا .وألا بماذا نفسر قول الله عز وعلا مخاطبا الرسول محمد (ص)( وأنك لعلى خلق عظيم) وحديث الرسول محمد (ص) ( جئت لكي أتمم مكارم الأخلاق). أقول سامح الله بعض الفقهاء والمتشددين والغلاة من رجال الدين ممن يفتون بأمور كثيرة لا تتفق مع جوهر الدين الأسلامي والتي ألحقت الكثيرمن الضرروالتشويه بالدين الأسلامي وجلبت الويلات على أمة المسلمين . لقد أظهرت الكثير من الأستبيانات بأن غالبة النساء العراقيات يرتدين الحجاب من باب التقية والخوف! لا من باب الألتزام الديني وحبا ورغبة بلبس الحجاب!. فعلى من يريدون أسلمة المجتمع العراقي بطر ق التهديد والوعيد والأجبار والأكراه أن يتذكروا بأن المجتمع العراقي في فترة الأربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي بقدر ما كان مجتمعا متحررا حصلت فيه المرأة على الكثير من حقوقها وعندما كانت غالبية نسائنا وبناتنا في دوائرالدولة والمدارس والجامعات متبرجات ولم يعرفن أنتشار ظاهرة ارتداء الحجاب كما هو عليه الان، كان مع كل ذلك مجتمعا رائعا محافظا على كل القيم الدينية والأجتماعية والأنسانية والتربوية على العكس تماما بما نحن عليه الآن من كثرة الأحزاب الدينية وكثرة المحجبات وكثرة الداعين والمدعين للدين مع كثرة دور العبادة وكثرة مناسباتنا الدينية ولكن نجد ومع كل الأسف هناك ضعف واضح في القيم الأنسانية والأخلاقية والتربوية لدى المواطن العراقي وهذا هو التناقض بعينه والتشويه للدبن الأسلامي !. وصدق شاعرنا الكبير الجواهري رحمه الله حين قال: 
 
أترى العفاف مقاس أقمشة    ظلمت أذا عفافا
                         ومن لم يخف عقب الضمير  فمن سواه لن يخافا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/12



كتابة تعليق لموضوع : الحجاب بين الحرية والأجبار؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 4)


• (1) - كتب : ناديه ، في 2014/05/31 .

مقال مبدعه

• (2) - كتب : حنين الجميلي ، في 2013/11/08 .

عاشت ايدك استاذ بنتك حنين

• (3) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/08/02 .

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور

• (4) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/08/02 .

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net