صفحة الكاتب : ضياء المحسن

مجاهدو الأمس. وإرهابيوا اليوم
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في الوقت الذي كان فيه المجاهدون في الأهوار، يقاتلون أعتى نظام دموي وشمولي عرفه العراق طوال تاريخه السياسي الحديث؛ واستخدم النظام البائد وسائل متعددة للقضاءعلى المقاومة الإسلامية، والتي تمثلت بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية؛ بقيادة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، لم يخطر في بال هؤلاء المجاهدين في يوم من الأيام أن يقوموا بتفجير أنبوب للنفط، أو الخزانات النفطية مع أنها كانت قريبة منهم وفي متناول أيديهم. وهنا يدور سؤال في البال وهو. لماذا لم يقم هؤلاء المجاهدين بتفيجر تلك الأنابيب والخزانات النفطية؟ هل كانوا يخافون من النظام وأزلامه؟ أم لم تكن لديهم الإمكانات التي تجعلهم يقومون بتفجيرها؟ أم هناك أسباب اخرى؟ وإذا كانت هناك أسباب أخرى؛ فما هي تلك الأسباب؟
وللجواب على الأسئلة المتقدمة، يجب أولاً معرفة لماذا قاتل المجاهدون النظام البائد؟ لقد قاتل هؤلاء نظام الهدام لأنه إستباح الحرمات وأحل دماء الأبرياء، واخذ يضيق عليهم الخناق من خلال أجهزته القمعية المنتشرة في كل قصبة من بلدنا الحبيب، وأخذ يزج بالناس في المعتقلات على الشبهة بسبب وبدون سبب، وبعد أن شن الحرب على إيران، منحته هذه الحرب عذراً أقوى للزج بأكبر قدر من الأبرياء، ومن ثم إعدامهم بحجة إنتمائهم لحزب الدعوة (العميل)، ولا ندري لمن كان (عميل)، فقد كان مؤسس حركة الدعوة آية الله السيد محمد باقر الصدر( قدس سره) من الشخصيات الدينية والعلمية المعتبرة، وله كتب تدرس الآن في جامعات أجنبية. عند هذه النقطة إرتأت قيادات حركة الدعوة في الخارج محاربة النظام الدكتاتوري بكل الوسائل الممكنة، لكنها لم تقم طيلة فترة مقارعتها للنظام بالإعتداء على ثروات الشعب لسبب بسيط إنها تحارب النظام وليس الشعب، وهذه الأنابيب تحوي ثروة الشعب التي يعتاش منها وتحرك عجلة إقتصاد البلد؛ لا خوفاً من النظام وأجهزته القمعية، مثلما يفعل الأن الإرهابيون والمرتزقة والذين يعتاشون على دماء الأبرياء وثروات الشعب ، وهو إن دل على شيء؛ فإنما يدل على أن كره هؤلاء الإرهابيين للشعب أكبر من كرههم للحكومة والأحزاب النافذة فيها. إن الإرهاب مسألة لا يمكن التهاون فيها، لأنه يفرق بين مكونات الشعب الواحد، فالكل مستهدف بمختلف الذرائع والحجج، فمرة يستهدف أبناء الشعب لأنهم شيعة و( روافض) ومرة أخرى يستهدف أبناء الشعب لأنهم متعاونون مع الحكومة، وهكذا في كل مرة يجد ذريعة لإستهداف فئة أخرى وأخرى. إننا ندعو الحكومة الى تكثيف العمل الإستخباراتي، وزج العناصر الموجودة حاليا في دورات تخصيصة في الدول التي لها باع طويل في هذا المجال، على أن يكون ولائهم للعراق، لأننا نلاحظ أن البعض ليس لديه ولاء للبلد، وإنما ولائه للجهة التي ساهمت في إدخاله الى تلك المؤسسة، كما ندعو السلطتين التشريعية والتنفيذية على عدم التسامح والتساهل في إمكانية أن يخرج من السجون من تلطخت يديه بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا. وندعو أبناء شعبنا بمختلف قومياته وطوائفه الى الوحدة والوقوف صفاً واحداً بوجه الإرهاب.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/27



كتابة تعليق لموضوع : مجاهدو الأمس. وإرهابيوا اليوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net