صفحة الكاتب : واثق الجابري

شعب بلا حصانة
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قيم دستورية وأليات ديمقراطية يتشكل على أساسها النظام الديمقراطي , سبقتنا دول عريقة في المضمار جعلت من كل مواطن يشعر انه مصدر السلطات لا يمانع ان يكون رجل أمني يساعد السلطات في اي موقع في البلد بعد ان وجد الحس الأمني والقدر الكبير من وطنية المسؤول , حديث عنها وعن الدستور القانون مختلف تماماً عن طبيعة السلوك , بتناقض الشعارات وما يدور داخل الغرف والكواليس , اصوات ترتفع عالياً وتخفت في جلسة شاي بمقايضات وتنازلات لا يعرفها المواطن , قواعد الديمقراطية ليست لعبة بين السلطات الثلاث و تعاون لا معركة حقيقية , ولا هنالك معركة بين النظام السياسي والأرهاب , وأصوات نشاز تضج دون محاصرتها,تعلو خلال الأنفاق المظلمة كشاب متهور يريد ألفات نظر الأخرين بأزعاجه لهم , شعور توالد بالعودة للمربعات الأولى وندور في حلقة مفرغة من دبلوماسية داخلية وخارجية في حالة من السبات , شعب يشعر بالترنح والدوار لضجيج ما يدور من حوله من مخططات للأطاحة به لسلامة رؤوس المرتبعين على العروش واصحاب ( الكروش) , بسيل كلام كل يوم من منابر السلطات وقنوات فضاء ترشقتنا بالرصاص الحي وكم المفخخات , السلطات الثلاث فقدت ماهيتها في التعاون والتداخل لغرض الدفع للأمام , وصوت الوطنية لا يتوقف عند جهة ما سواء كانت الأغلبية او الأقلية , لكنها صارت مشلولة بالتشهير والتسقيط والألحاح بالاعتماد على وسائل الاعلام من تسجيلات يفتعلها غربان الصحافة وروايتهم الغير موثوقة .
قبة البرلمان في طبيعتها الجدلية المنتجة , ولكنها وصلت للتشابك بالأيادي والضرب بالكراسي وحتى رمي الأحذية , , البعض يعبر عن أيمانه بأفكاره لحد رفضه أليات التصويت ورأي الاخر وإنتهاز للفرص وفرضها بالقوة وإن تطلب الخروج عن الذوق والأعراف الديمقراطية والمصلحة العامة , السلطة التنفيذية لطالما تردد فشل البرلمان والشارع أدرك ذلك , والواضح ان الخلافات سياسية لا تتعلق بعمل البرلمان التشريعي والرقابي , ويراد زج البرلمان حتى في التوجهات الطائفية , وأصوات إرتفعت بقسوة ضد كردستان إختفت بعد زيارة وفد منه لبغداد ولقاء دولة القانون , بينما تثار الشبهات وتلصق الاتهامات والشكوك لأي موقف يراد منه الحلول الوسطية , سواء كان داخلياً او خارجياً وهذا ما أنتج الركاكة الدبلوماسية وهشاشة القاعدة الوطنية ,حتى على أبسط المستويات الدبلوماسية توسل لأقامة دورة رياضية خليجية في العراق رغم الأستحقاق , بينما تعتذر حكومة العراق رسمياً عن تصريح معلق رياضي, القوى السياسية عاجزة عن إتخاذ موقف موحد في قضايا تعصف الساحة وتسيل لأجلها انهار الدماء كل يوم , الصراع تحول بشكل علني بين البرلمان والسلطة التنفيذية , وبذرائع يروج لها طائفياً , والتحالف الوطني من يملك الأغلبية ورئاسة الوزراء دوره الأساس تقوية عمل البرلمان والدفع لتشريع القوانين المهمة ويتحمل المسؤولية الكبرى فيها , وهذا يكون بالسعي الجاد لعقد الجلسات وإبعاد النزاعات السياسية عن ساحته ولا يتحقق التشريع بالتمني من خلال وسائل الأعلام والخطب الرنانة والجلوس في كافتريا البرلمان والمقاطعة , برلمان يتهم الحكومة بالتعطيل وعدم التنفيذ والحكومة تتهتم البرلمان بالشلل وعدم اقرار القوانين , بينما تغاضى البرلمان والحكومة عن فساد مسؤولين كبار لكونهم من كتلهم وتعطل المشاريع لمزايدات سياسية , سؤال في الأخير لماذا يراد تعطيل البرلمان وهو قبة الشعب وماذا تفعل حكومة عاجزة عن حماية مواطنيها وعن تفعيل قوانين تصب لخدمة مواطنيها , وتراكم لديها كم من سوء العلاقات الدبلوماسية لحماية الشعب وأصبح العراقيون شعب بلا حصانة بمسؤولين أصبحوا شركاء للأرهاب ومضللين للقضاء بالتلويح بملفات تحفظ فوق الرفوف لا تستخدم الاّ عند الضرورات النفعية ويتحصون بترسانة دروع الفقراء البشرية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/28



كتابة تعليق لموضوع : شعب بلا حصانة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net