صفحة الكاتب : علي البحراني

إلى أين نحن ذاهبون
علي البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما يحدث على الساحة الإقليمية وانعكاساتها على الوطن شيء في غاية البشاعة والاشمئزاز فلا زال المواطنون الشيعة في هذا الوطن ولا زالت العلاقات السنية الشيعية رهن بالأحداث السياسية الخارجية وكأن ما يفعله الأخرون ويرتكبه من جرائم هو من فعل المواطنين الشيعة أو السنة في كل وطن من وطننا العربي ، في الأوطان الحرة والتي تتخذ من الديموقراطية دستورا لها لا يمكن باي حال من الأحوال اتهام فرد أو جماعات من مواطنيها بالإنتماء لأجندات خارجية فضلا عن العمالة أو الخيانة مالم يثبت ذلك عبر المحاكم التشريعية المستقلة وحتى اولائك المتظاهرون في المسار المعارض لا يتهمون أبدا بانتمائهم لخارج وطنهم لأن ذلك يستدعي أدلة وبراهين تثبتها المحاكم وليس وزارة الداخلية أو الاستخبارات هناك كما أن فعل التمييز العنصري أو الطائفي أو التحريض عليه أو الدعوة له يعاقب عليها القانون وبشدة مهما كانت الشخصية الصادر منها الفعل  ونفوذها فكرامة المواطن وحفظ حقوقه مكفولة من أعلى سلطة بموجب الدستور والنظم ، للأسف هنا في وطني العربي وزارات الداخلية هي الفيصل في كل حكم وفعل وإن نطقت هلل وصفق لها المتمصلحون من ذلك حتى لو كان على حساب تفتيت الوطن وتمزيقه أو تهميش فئة وتمييزها على أخرى ، وأصدق مثال قد عشناه قرونا من انعكاسات التوترات الإقليمية أو  من احتراب في أي قطر من الأرض ينعكس مباشرة على داخلنا فنصطف خندقين سنة وشيعة وفئة تتهم وتكيل التنابز بالألقاب وفئة تنشغل بالدفاع عن نفسها وفي كل حالة مطلوب ممن أكيل له التهم جراء الإحتراب الخارجي أن يبرأ من فعل هذه الجهة أو تلك وكأن الأمر يعنينا هنا كمواطنين، هم ينتصرون وينهزمون وتنقضي كل مشاكلهم ونحن نظل نجتر أعباء تلك المعارك التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل سوى ما نجنية من تباغض وتحاقد واصطفاف ، وليست هذه الأولى فلقد مرت علينا الكثير من التوترات الإقليمية ومررنا بنفس الحالة في كل أزمة بنفس النفس وبنفس التهم وهكذا دواليك ، ومن هو الرابح الأكبر من هذه الحالة الطائفية البغيضة الغبية ؟ كيف ننساق وراء التفتيت والتفكيك لنسيج المجتمع جراء تفكك أو تفتت لمجتمع خارج الوطن ؟ ما دخلنا نحن هنا ؟ وما علاقتنا بما يحدث خارج اوطاننا ؟ ولم نتأثر بها كل هذا التأثير؟ مع يقيننا أن المستفيد الأكبر من كل التحاقد هو عدو لنا جميعا سنة وشيعة ، وهو من سيضحك علينا متفرجا بل مؤججا للحالة العدائية بين عرق واحد وبيت واحد واهل واخوان وشركاء في الوطن ، من هو المستفيد من اثارة النعرة الطائفية في نسيج واحد؟  فهل نحقق مآرب العدوا بنبذنا بعضنا بعضا ؟ ستنقضي كل الأزمات الخارجية والتجارب اثبتت ذلك ويبقى ما جنت أيدينا وما قالت به السنتنا جرحا غائرا في جسد الوطن يستثمرها العدو متى شاء ليشعلها مستفيدا منها يوما ما ، علينا أن نعي جميعا أن ما نقترفه في حق بعضنا بعضا هو ليس من صالحنا ولا يخدمنا ولا يخدم الوطن بل هو في صالح أعدائنا وأعداء وطننا نحن جميعا نعيش على تراب أوطاننا وكلنا يفدي ترابه بدمه فلم نتعارك فيما بيننا من أجل تراب غيرنا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي البحراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/24



كتابة تعليق لموضوع : إلى أين نحن ذاهبون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net