صفحة الكاتب : باقر العراقي

العراق بين فصلين !
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد معاناة طويلة امتدت لربع قرن تقريبا ،  اقتنع اعضاء مجلس الامن الدولي بضرورة خروج العراق من الفصل السابع ، وحسب ميثاق الأمم المتحدة .الذي وقع في مثل هذه الايام وذلك في  26 حزيران  1945 في سان فرانسيسكو ، وأصبح العراق بلداً لا يمثل تهديدا للسلم العالمي (حسب النظام الاساسي لمحكمة العدل الدولية الذي يعتبر جزءا مكملا للميثاق ) ، وخرج من طائلة العقوبات الاقتصادية والعسكرية التي فرضها مجلس الامن بفصله السابع ، وتحرر من الوصاية الدولية ، وبقي له أن يفاوض الدائنين التجاريين ، وكذلك التعويضات المالية القليلة نسبيا مع الكويت ، حسب مواد الفصل السادس السلمية .
بالرغم من أن وقوع العراق تحت وصاية هذا الفصل ، تم في عهد الديكتاتورية السابقة ، إلا أن شرها عمَ فترة الحصار الاقتصادي (تسعينات القرن الماضي ) ، وفترة التغيير أو الاحتلال (ما بعد  2003 م) ، وكانت فيها السلطة السابقة ( الديكتاتورية ) متنعمة بالخيرات والثروات الطائلة ، فيما يئن تحت خط الفقر الملايين من مواطني هذا البلد ، وسبحان الله انتقلت الأموال  والثروات الهائلة من السلطة السابقة الى سلطة ما بعد 2003 م ( الديمقراطية ) ، وأنتقل الفقر والبطالة والأمراض الإجتماعية بمجملها الى الفئة الاخرى من المجتمع ، والذي أخذ منها الفصل السابع مأخذه عظيمة ، بحيث انقسم المجتمع العراقي الى فئتين فئة حاكمة - مرفهة استفادت كثيرا من ميثاق الامم المتحدة ، وفئة محكومة - مسحوقة طبقت القوانين الدولية عليها ، واستمرت هذه الحالة من عام 1990 م الى يومنا هذا .
لا نريد التعميم هنا ، ففي أكثر القضايا يخطئ من يعمم ، وخاصة أن بعض السياسيين بذلوا جهودا مضنية لغرض تخلص العراق من هذا الفصل ، وأول هؤلاء المرحوم عبد العزيز الحكيم ، عند ذكره للعقوبات والوصاية الدولية كلما ظهر في الاعلام ، وعند سفرة للولايات المتحدة وإصراره على رفع الوصاية الدولية بعد أن أوفى العراق بالكثير من التزاماته تجاه جيرانه ودول العالم الاخرى ، كما لا ننسى الدور الكبير لخبراء الاقتصاد العراقيين ، ومنهم الدكتور سنان الشبيبي والدكتور مظهر محمد صالح وغيرهم ومعهم الدكتور عادل عبد المهدي والمهندس باقر الزبيدي ، أثناء توليهما وزارة المالية العراقية تباعا ، وترؤسهما للمفاوضات بصورة مباشرة مع نادي باريس والدائنين التجاريين .
كما لا يخفى أن هذا الانجاز الكبير ، يحق لنا أن نقول أن الجميع قد إشترك فيه  ، وهو عبارة عن مجموعة تضحيات متراكمة ، تحمل تبعاتها المواطن البسيط ، ومن اهتم بأمره من السياسيين القلائل ، والآن قد حصد هذا الانجاز المفاوض العراقي ، (كما يشير الى ذلك أغلب أعضاء السلطة الحاكمة الحالية ، دون ذكر الماضين والأولين ، ليجيره لهم فقط ) ، وبأي إتجاه سارت الأمور ، فإن المواطن لا يهمه إن كان الوطن تحت الفصل السابع (فصل الحرب والدمار) ، أم في الفصل السادس (فصل السلم والأمان )، المهم عنده أن تتحسن ظروفه المعيشية – التعليم - الصحة – العدالة الاجتماعية – السلم الاهلي وغيرها ، فمنهم من يقول :- رفع الوصاية الدولية عن 70 مليار يعني بسط يد المسؤول عليها وسهولة وصولة اليها ، فما للوطن من خيرات في دولة المسؤول ، لا يعني  للمواطن حصة له منها ، أو ربما تسير الامور طبقا للمثل الشعبي القائل ( إنطي المْعَلَمْ  ، وخَليْ المْيَتَمْ ) ....   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/30



كتابة تعليق لموضوع : العراق بين فصلين !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net