هواء في شبك ( صكر بيت افّيلح )
عبد الله السكوتي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الله السكوتي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وهذه الحكاية هي بلوى وقعت على رأس ( افيلح وبيته ) فقد عثر الرجل على صقر صغير ، فقام بتربيته احسن تربية ، وكبر الصقر وخسر ( افويلح ) جهدا وتغذية ، حيث كان يخصص جزءا من ميزانيته ، ليشتري اللحوم ويطعمها صقره العزيز ، وكان يعوّل عليه حين يكبر سيجلب له الارانب او الغزلان ، ولكن الذي حدث ان الصقر حين كبر خيّب ظن افيلح ، فقام بجلب العقارب والافاعي ليلقيها على صاحبه ، حتى صار افيلح اضحوكة وصار صقره مثالا يضرب ، وحكاية للتندر لاغير ، ويبقى افيلح مع تحذيرات الشرفاء يعتني بصقره ، وهذا الصقر سادرا في غيه .
كلنا يعلم ان العراق خرج من مرحلة حياتية مليئة بالضياع والقتل حكم الحزب الواحد والرجل الواحد ، وكانت البيرية والبسطال بعبعا تخيف الشباب وذويهم ، ليتمنى الكثير من الاهالي ، لو يبقى ابناؤهم صغارا ولايروا مرحلة الشباب ، ومن ثم جاءت المرحلة الاخرى التي طالت الاطفال في المدارس وبدأت الواسطات لان نظام الفتوة والطلائع عرض ابناءهم الى انتهاكات اخلاقية كثيرة ، ولايدري الاباء وراء اي شيء يهرولون ، وكان البعض من مدللي السلطة آنذاك بزيهم الزيتوني وبالسيارات الحديثة ، وما كنا نجرؤ ان نسأل اي من هؤلاء اين يعمل ، لكن الكارثة ان احد هؤلاء التحق في احدى الصحف الصادرة في بغداد بعد ان خلع الزيتوني قبل سقوط النظام بيوم ، هذا الرجل اعتدى على ممتلكات الدولة الثقافية ، وعاد منتصرا ليضع نفسه مع الثوار والذين ناضلوا من اجل التغيير ، وليبدأ بالكتابة عن هموم الناس وهو في هذا يرفع المصاحف على الرماح على اعتبار انها دعوة حق يراد بها باطل ، والغريب ان الكثيرين ممن يشبهون صاحبنا في خلواتهم وفي لحظات السكر التي نهى عنها ابو نؤاس فهي تسلط الضوء على الاسرار حين قال :
ولما شربناها ودبّ دبيبها الى موضع الاسرار قلت لها قفي
مخافة ان يسطو عليّ شعاعها فيظهر ندماني على سري الخفي ولكن هؤلاء كانوا يصرحون ويترجون عودة الديكتاتورية ، ويتغزلون بصحيفة الجمهورية والثورة وصحف عدي ، لان جلهم من خريجي مدارسها ، وفي زحمة الفوضى الامنية ، ومع وجود الاميركان اختلط الامر على من تصدى للامر فاعتمد سهوا او قصدا على عقليات مثل عقليات هؤلاء ، تحن الى الماضي وتتمنى عودة الديكتاتورية ، ليبقوا سعداء ويتنعموا باموال العراق الجديد ، لكنهم لم يفارقوا طبيعتهم في كتابة التقارير ولذا بزغ نجمهم وارتفع صدى اصواتهم ، ومع نقاء قلب الحكومة وتسامحها ، لكن صكر بيت افيلح استمر بجلب العقارب والافاعي .
من المعروف والمؤكد ان العراق محاط بدول ذات انظمة شمولية ، وكانت تتمنى زوال الديمقراطية منه ، ولذا عملت في العلن والسر على افشال التجربة ، وكان صوتها المسموع في العراق صكر بيت افيلح ، ولازال الامر على ماهو عليه ، الاعلام الحر اعطى لامثال هؤلاء مسوغا في الاعتراض على اي شيء ، حين تنفجر عبوة ناسفة هو ذنب الحكومة ، والحفرة التي تخلفها ذنب الحكومة ايضا ودخول الارهابي ذنب الحكومة ، الجوع ذنب الحكومة والسلب والنهب والاعتداء على الارصفة ، وقذف قناني الماء الفارغة والمشاجرة في السوق وموت هندي في الهند وخسارة المنتخب وتطول القائمة كلها سيئات الحكومة ،حتى صارت الحكومة لاتستطيع ان تدير رأسها لترى المقالات والاحتجاجات وهي لاتملك سوى قناة فقيرة مهتمة باذاعة نشرت الاخبار والقرآن ، ليبقى الميدان مفتوحا لحليمة التي لاتستطيع مفارقة عادتها القديمة وهي الحنين الى الزيتوني والمسدس الفضي والمشي اختيالا على رؤوس الناس ، نحن بلد ديمقراطي ، والانتخابات اثبتت ذلك بما لايسمح بالشك ، هناك فساد وغبن وحيف وفقر وهذا يجري الاعتراض عليه عن طريق الاعتصام والتظاهر السلمي اما الثورة فالمقصود بها الانظمة الشمولية المحيطة بنا ، ولكن ماذا نقول للذين يريدون من الجيش ان يمسك زمام الامور ويدعون بغداد ان تكون مثل القاهرة لتعود العسكرة ، في مصر تم القضاء على الديكتاتورية ، ودعوى هؤلاء في العراق الى عودتها ، وهؤلاء نواياهم معروفة فهم في داخل العراق باعوا انفسهم للنظام وخارجه لا ادري من قام بشرائهم ، ولكن علينا الحذر من هذه الاصوات المبحوحة التي طلبت مني في بداية التغيير وكنت راجعت على هوية عضوية اتحاد الادباء ، فقالت ذات الاصوات لوكنت كتبت في زمن صدام لكنا اعطيناك العضوية اليوم ، وهكذا يستمر المسلسل ليبقى ( صكر بيت افيلح يحيب عكارب ويذب علينا ) .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat