صفحة الكاتب : علي الكاتب

لماذا مرسي عام والمالكي أعوام؟؟!!!
علي الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الكلام في إزاحة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن عرين الكرسي بات كفر سياسي, او أحجية لا تخضع إلى تسلسل منطقي في استدراك التفسير, فحصاد المنجزات الحكومية وعلى مدار ولايتين سلطوية بعمر ثمان سنوات قد تجاوزت مديات الرشد السياسي بعد ان بات اللوح والسجل ممتلئ الأشلاء, مكتظ بصور الدم ,متزاحم الإخفاق وعلى جميع المستويات السياسية والأمنية وصولا إلى بقية الجوانب الأخرى,وعلى ما يبدوا إن تلك الاهتزازات في الأرض السياسية العراقية لم تكن كافية في دفع المتغيرات إلى ساحات التغير لغرض شطبها او تعديلها, بعد ما أدركنا تمام الإدراك إن الاعتراف بالفشل والتسليم إلى منطق الاستقالة ,أمر لم يكتب في دستور العقل الحكومي وهو ما يؤشر إلى وئد المولود الديمقراطي العراقي في فضاء المؤسسة العراقية ما بعد 2003, وهنا لابد من الالتفات إننا لانتكلم عن الاستقالة كورقة إسقاط وتسقيط للأخر, بل نحن أمام عشر سنوات عجاف في التأسيس لأرضية صلبة قادرة على تحمل نظام سياسي متزن, وهو ما يدفع بهكذا ثقافات أن تظهر على السطح كردود أفعال لإسقاطات متمثلة بانهيارات بنيوية في التركيبة الحكومية , وبالتالي فأن الخوض في تفاصيل المعالجات الانية والمرحلية بلباس الحكومة الحالية يعني في ابسط تداعياته انتظار الموت وإعلان وفاة التجربة العراقية, والإحداث المتوالية والأزمات المتفاقسة هي خير من تبوح عن حالها, حتى رحلت الأحلام واندثر الطموح في هندسةهرم مدني يؤسس لثقافات ومفردات مؤسساتية قادرة على بناء العراق سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا, لتحل مكانها أمنية يشترك العراقيون في راحلتها ان يشطب يوما عراقيا دون ان يؤرخ في احضانه مشهد دم أو انفجار عبوة أو قتل واغتيال.

عقد من الزمن مر عبر أعناق الزجاجة والعراق فوق فوهة بركان, مع فقر في الانجاز وتخمة في الأزمات , ومساجلات في التبرير , وربما ان السبب الرئيس الذي كان ومايزال يمد خيوط البقاء للكثير من هواة السلطة هو ان العراق, كثير الخيرات,متناثر الموارد, مما اسهم في إعطاء أشواط إضافية للكثير منهم , وهو باعتقادي انه ا الفرق الجوهري بين ازاحة الرئيس المخلوع محمد مرسي وبقاء المالكي في السلطة, فمصر تبحث عن حلول ومخارج لازمة اقتصادية خانقة لا تحتمل التجريب والمغامرة وعلى من يتصدى لذلك عليه ان يدرك ان الخبز هو الطريق الى قلوب المصريين, وهو احد الاسباب الرئيسة التي دفعت بتظاهرات الـ30 من يوليو ان تسدل الستار على التجربة الاخوانية التي لم تتجاوز العام الواحد, بعد فشلها الذريع في حمل ورقة الانقاذ لهم, فيما ان البيت العراقي , مازال المورد العراقي فيه جزءا كبيراومهم في التخفيف من وطأة الانهيارات المتعاقبة في الحاضر العراقي سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي او الجوانب الأخرى, وهذا ما نراه واضحا في الأساليب الحكومية التي تعتمدها السلطة في فك الاختناقات الجماهيرية فتارة تظهر بزيادة وراتب الموظفين وتارة بمعالجات اقتصادية وهو في حقيقة الأمر امر لم يأتي من خطط استراتيجية او تدابير مهنية استطاعت ان تؤمن الظل في افياء الشمس ,بل انها منحة بسيطة هي اقل بكثير مما تملكه الخزينة العراقية. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/28



كتابة تعليق لموضوع : لماذا مرسي عام والمالكي أعوام؟؟!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2013/08/28 .

السبب بازاحه مرسي وقبله حسني مبارك وبقاء مختار العصر
ان الشعب المصري شعب واعي وشجاع والشعب العراقي جاهل وخانع وجبان
ان القوات المسلحه المصريه تمتلك شرف الجنديه والقوات العراقيه قوات تابعه للحاكم مستعده للقمع باي لحظه
ان السياسيين المصرين والمثقفين المصرين عندهم مصر فوق الجميع اما بالعراق فان نوري فوق الجميع اذا قال نوري قال العراق
علمت الان لماذا مرسي عام ونوري اعوام على طريقه عاش عاش عاش الصدر نوري باقي للعمر




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net